العدد 3076 - الأحد 06 فبراير 2011م الموافق 03 ربيع الاول 1432هـ

المد يتحول لصالح الاخوان المسلمين في مصر

كان عصام العريان في السابعة والعشرين من عمره حين دخل السجن لأول مرة وغادره اخر مرة يوم الاحد من الاسبوع الماضي وهو في السابعة والخمسين من عمره. كانت جريمة الطبيب في كل مرة دخل فيها السجن هو الانتماء لجماعة الاخوان المسلمين وهي اكثر الحركات المعارضة نفوذا وافضلها تنظيما والتي طالما كان يخشاها الرئيس المصري حسنى مبارك وإسرائيل والولايات المتحدة.


والان اختلف الوضع كثيرا عما كان على مدار العقود الثلاثة الماضية حين كان اعضاء الاخوان يتعرضون للقمع والاعتقال والمحاكمة امام محاكم عسكرية فيما نبذتهم الحكومة المصرية. وبعد الاضطرابات التي شهدتها الايام الاخيرة اثر انتفاضة شعبية ضد مبارك كانت الحكومة هي من تسعى للحوار مع جماعة الاخوان المسلمين لمناقشة مستقبل مصر.

واجتمع نائب الرئيس المصري عمر سليمان مع جماعات معارضة أمس الاحد وانضمت للحوار لأول مرة جماعة الاخوان المسلمين.
واخيرا اضحت الجماعة المحظورة في وضع يؤهلها للاضطلاع بدور بارز فيما تصارع حكومة مبارك للبقاء بعد 30 عاما في السلطة.
وقال العريان القيادي في الجماعة "دخلت السجن 7 او 8 مرات منذ عام 1981 . وبالطبع تعرضت للتعذيب من ضرب وتعليق على الابواب و(الصعق) بالكهرباء والوقوف في البرد لساعات. ولكن اتغير الوضع (في المعاملة) بحكم السن."
وتابع العريان "أول مرة دخلت السجن كان عمري 27 عاما وآخر مرة 57 عاما كل هذا يزيدني اصرارا. نظام مبارك دكتاتوري مستبد من اجل السلطة والثروة."


وكان العريان ضمن 34 من اعضاء جماعة الاخوان فروا من سجن وادي النطرون يوم الاحد الماضي بعدما اقتحمه اقارب نزلاء وحرروا من بداخله خلال الاحتجاجات التي امتدت لجميع انحاء البلاد.
وكان العريان قد اعتقل الشهر الماضي خلال التحضير للاحتجاجات وتوجه بعد خروجه من السجن مباشرة إلى ميدان التحرير حيث يتمركز المحتجون ضد مبارك.

ونشطت جماعة الاخوان المسلمين خلال الانتفاضة ولكن الاخوان تعلموا بعد عقود من القمع كيفية التواري في المقعد الخلفي وتحرص الجماعة على الحفاظ على انطباع بان الإسلاميين جزء من حركة الاحتجاج الأوسع.
وقال العريان "نحن شعارنا لا نسعى إلى السلطة ولكن لا نرفض ان نشارك.. مشاركتنا واجب. نشارك مع الاخرين في ظل نظام ديمقراطي مستقل" وقال ان جماعته تهدف لان تكون هوية المجتمع إسلامية تحترم الاقليات.
وتابع "من حق الجميع ان يشارك ومن حق الجميع ان ينافس واذا اعجب الناس بنا اين المشكلة؟ ... من حقنا ان نأخذ الاكثرية مثل تركيا واي بلد."

ودقت الانتفاضة الشعبية ضد مبارك ناقوس الخطر في إسرائيل والولايات المتحدة. وتخشى الدولتان ان ينتهي المطاف بتولي الجماعة الإسلامية السلطة من خلال صناديق الاقتراع وان تنجح في النهاية في تحقيق هدفها بتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر.
وبالطبع تكن جماعة الاخوان المسلمين العداء لإسرائيل والسياسة الامريكية في المنطقة. وترتبط بصلات تاريخية بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وتشاركها ايمانها بالكفاح المسلح ضد إسرائيل.
وعلى عكس الجماعات المتشددة التي قاتلت ضد حكم مبارك في التسعينات فان غالبية قيادات الجماعة مهنيون حاصلون على تعليم حديث من محامين واطباء واكاديميين ومعلمين. واغلبية الاعضاء من الطبقتين المتوسطة او المتوسطة الدنيا. ويمثل استعداد الحكومة لاجراء محادثات مع جماعة الاخوان المسلمين تحولا سياسيا تاريخيا وشهادة بمثابرة الحركة التي رأى محللون انها تلعب لعبة الانتظار منذ فترة طويلة.
وتفادت الحكومات الغربية حتى الآن الاتصال المباشر مع الاخوان المسلمين خشية اغضاب الحكومة ولكنها لم تستطع وصم الجماعة التي نبذت العنف في الخمسينات بانها منظمة "ارهابية".


وفي ظل هذا المناخ السياسي المضطرب يصعب الحكم على الشعبية الحقيقية لجماعة الاخوان . ففي الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2005 -التي شهدت جولاتها الأولى نزاهة نسبية- فاز الاخوان بعدد 88 مقعدا من بين 165 مقعدا تنافسوا عليها. وفي الجولات التالية حالت الشرطة دون وصول المواطنين لصناديق الاقتراع.
وفشلت حملة القمع في وقف مساعي الحركة لتوسعة قاعدة شعبيتها من خلال شبكة خيرية واجتماعية. وتسللت ايديولوجية الاخوان باطراد للمدارس والاسر والاعلام ومتاجر بيع كتب بل ومتاجر بيع الملابس. وينبع كثير من المد الاسلامي من الخلل الاجتماعي والمصاعب الاقتصادية والاحباط السياسي.
واعطت هزيمة العرب في حرب 1967 مع إسرائيل والفراغ السياسي عقب انهيار القومية العربية للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في السبعينات والسلام المفاجيء مع إسرائيل بعد سنوات من العداء زخما للمد الإسلامي كايديولوجية منافسة وبديلة.
والقضية بالنسبة للإسلاميين تذهب ابعد من المستقبل الفوري وتمتد إلى الخريطة السياسية التي يعتقدون انهم يهيمون عليها بشكل متزايد من خلال غرس شخصيات متمسكة بعقيدتها.


ويعتقد كثيرون من قادة الاخوان الذين قضوا سنوات في السجن ان المستقبل للاسلام طالما تحلوا بالصبر والعزيمة والاصرار. ويثقون بان الحكم سيكون في نهاية المطاف للإسلام والشريعة الإسلامية ويعملون من اجل تحقيق هذا الهدف.
وتريد جماعة الاخوان المسلمين التي تأسست عام 1928 الديمقراطية ولكن حسب ما تقضي به المباديء الاساسية للشريعة. وتطالب منذ فترة طويلة بمزيد من الحرية السياسية وحرية التعيير وانتخابات حرة ونزيهة بحيث يجري تمثيل مواطنين من جميع الاطياف.
ويهيمن انصار الجماعة على معظم النقابات المهنية في مصر وحضورها قوي في الجامعات ويديرون الالاف من الانشطة الخيرية التي تقدم رعاية صحية وتعليم . وربما يكون احدث العناصر في ميثاقها الدعوة "للاجتهاد" في تفسير متجدد للقرآن كي تتمشى الشريعة الإسلامية مع متطلبات تغير الزمن.


ويشعر الليبراليون المشاركون في الانتفاضة بالقلق من طموحات الاخوان خشية استغلال الانتفاضة التي بدأتها قوى سياسية وعلمانية والهيمنة عليها كما حدث في الثورة الايرانية عام 1979 . ويقول محللون ان اليات السياسة المصرية تغيرت عن التسعينات حين كان طرفا اللعبة السياسية جماعة الاخوان المسلمين والحكومة.
وكشفت انتفاضة 25 يناير كانون الثاني تنوعا في الحركات الليبرالية قد تؤدي الى تأسيس احزاب سياسية جديدة.
ويقول ضياء رشوان الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية " الوضع الحالي لا يقاس بالماضي. لا أظن ان نفس الشيء قابل للتكرار بنفس الطريقة ولكن هناك بعض المخاوف."
وتابع "التوقعات يصعب معرفتها ولكن الاحتمالات مفتوحة وبالطبع لا احد يراهن على شيء ولا نستطيع ان نقول ما هو آت افضل ولكن قد تدب الفوضى اذا ماحدث ما يشوه او يخرب الانتفاضة."
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 12:03 م

      صاحب الرد رقم 5

      من وين درست التاريخ طال عمرك ؟ كانك تقول ما مجموع 5 برتقالات وثلاث تفاحات . الثقافة زيهة طال عمرك انصحك بها .
      تحاتي لك ..

    • زائر 9 | 8:25 ص

      'نتمنى على الاخوان في مصر ان لا يساوموا مع النظام المجرم العميل

      وان يقفوا وقفة باسلة مع الشباب الثائرين على ظلم واستبداد النظام المجرم العميل سفاك دماء الابرياء
      يجب تأسيس دولة مؤسساتية قوية قي مصر
      تبني مصر وترجعها الى صدارة قيادة الامتين العربية والاسلامية
      الموت لمبارك المجرم وجميع البلطجية سراق ثروات الشعب المصري البطل الذين اساؤوا لمصر ومكانتها وهيبتها
      نرجوا من الله ان يوفق الحركة الثورية في مصر في تأسيس دورة قوية شامخة

    • زائر 8 | 8:25 ص

      الأخوان المسلمين

      إذا وصلوا للحكم بيتسكر شارع الهرم و الملاهي ,,,,,,,و ما أعتقد أمريكا تخليهم يوصلون .

    • زائر 7 | 7:51 ص

      ترقبو كلمة للسيد حسن نصر الله

      يُلقي الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة اليوم الإثنين في ختام المهرجان المهرجان الشعبي الكبير لدعم عروبة مصر وتعزيز النهج المقاومة في الوطن العربي الذي سيقام نصرة لثورة الشعب المصري ضد نظام كامب ديفيد بدعوة من الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، وذلك عند الساعة الثالثة بعد الظهر في حديقة بلدية الغبيري –بيروت .

    • زائر 5 | 7:22 ص

      الاخوان المسلمون غير اخلاقيون و يلعبون على الحبلين...

      بينما هم كانوا ضد النظام المصري لانه ظالم و مستبد لكنهم يدعمون انطمة اخرى ديكتاتورية عربية!
      و بينما هم يتعاونون و ياخذون اموالهم من ايران المحسوبة على الطائفة الشيعية يعادون الشيعة في مناطق اخرى و يعملون ضدهم للوصول الى المناصب و السيطرة على الكعكة دون اي رادع!
      و الاخوان المسلمون اخترقوا دول الخليج بشكل عام و سيطروا على وزارات التعليم و المالية و البنوك و الاقتصاد برمته.
      حسب دستورهم يريدون تكوين دوله اسلامية تضم جميع الدول العربية و الاسلامية تحتى مسمى الخلافة الراشدة.

    • زائر 4 | 7:14 ص

      مواطن

      الاخوان المسلمين يجب عليهم الحفاظ على هذه الثورة للقضاء على ما يسمى عملية السلام ودعم حماس كحكومة فلسطسينية معترف بها

    • زائر 3 | 7:03 ص

      يازائر رقم 1

      اي غسيل واي دماء تكلم عنها ...
      الظاهر انك تعشق الطغاة والفاسدين وهم بنفس الوقت مع طغيانهم وجبروتهم مجرد حذاء واحقر من ذلك بيد العم سام والعمه الساميه ...
      قل خيراً ولا اصمت انت وغسيلك

    • زائر 2 | 6:16 ص

      من حال الي حال اسوء

      اذا وصل الأخوان المسلمين الي سلة الحكم ابشروا بالحرب مع اسرائيل وتدمير مابقي من الشعب المصري لأن هؤلاء لايهمهم شيء ولايشعرون بالرحمة تجاه الآخرين والدليل تفجير انفسهم في المحلات العامة والذي يحدث عنها قتل الأطفال والابرياء

    • زائر 1 | 6:00 ص

      الاخوان المسلمين بمصر الحبيبة

      اتركوا عنكم مصالحكم الخاصة واجتمعوا على مصالح الشعب كافة فغسيلكم وصل عندنا منذو زمن ومصالحكم من دماءنا

اقرأ ايضاً