قال محللون ماليون اليوم (الإثنين) إن من المتوقع أن تواجه أسهم شركات أحمد عز الأمين السابق للتنظيم في الحزب الوطني الحاكم وشركة بالم هيلز التي يملك أحمد المغربي وزير الاسكان السابق حصة بها مصاعب في البورصة المصرية لدى عودتها للتداول إلا أنهم أكدوا في نفس الوقت على قوة المركز المالي لتلك الشركات.
وتستأنف البورصة المصرية عملها يوم الأحد المقبل بعد توقف اسبوعين.
وتأتي هذه التوقعات في اليوم الرابع عشر لمظاهرات حاشدة بمصر تطالب بإسقاط حكم الرئيس المصري حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في منصبه وبعد إقالة الحكومة المصرية واستقالة عز من منصبه في الحزب الوطني.
وشركة حديد عز هي أكبر منتج للصلب في مصر.
وقال عمر طه محلل قطاع الحديد والصلب لدي بنك الاستثمار بلتون فايننشال "بدون شك ستواجه أسهم عز صعوبات بالبورصة في أول جلستين. لكن هذا لا يعني أنه سيكون هناك تأثير سلبي على الأداء المالي لتلك الشركات."
ويمتلك عز الذي كان أحد أبرز رجال النظام ثلاث شركات مقيدة بالبورصة المصرية ويشغل منصب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركتين منها هما حديد عز وشركة عز الدخيلة للصلب ولا يملك أي مناصب بشركة العز للسيراميك والبورسلين (الجوهرة).
ويرى طه أن "أداء الشركات لا يرتبط بأداء أحمد عز كشخص. فمنعه من السفر وتجميد أمواله لا يعني أن تهبط أسهمه أكثر مما سبق."
وكان النائب العام بمصر قرر منع عز من مغادرة البلاد وتجميد أمواله بالبنوك المصرية لحين الانتهاء من التحقيقات معه وكذلك المغربي وزير الإسكان السابق.
وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار " قرار النائب العام يعني منعهما من التصرف في حصصهما بالشركات وبالتالي لن يكون هناك بيع عشوائي من جانبهما مما قد يحد من خسائر الأسهم."
وتعرض سهم حديد عز أكبر منتج لحديد التسليح في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لخسائر 24 بالمئة بالبورصة المصرية في آخر جلستين قبل إيقاف التداول ليصل إلى أدني سعر له في 14 شهرا فيما نزل سهم عز الدخيلة 18 بالمئة ووصل لأدني مستوى في نفس المدة .وكانت الخسارة الفادحة من نصيب العز للسيراميك بنسبة 34 بالمئة مسجلا أدني سعر في 22 شهرا.
ويشير عادل إلى ان "التحوط الزائد من جانب المستثمرين هو ما دفعهم للبيع المكثف على أسهم عز وبالم خلال الفترة الماضية."
وقال محلل مالي لقطاع الإسكان رافضا الكشف عن هويته "الأداء المالي للشركات قوي ولكنها معتمدة بشكل كبير على أسماء الشخصيات ظنا من البعض بأنها تعطي امتيازات للشركات. بعد إقالة الحكومة واستقالة عز من الحزب ستتأثر تلك الشركة سلبيا إلا أن المركز المالي الجيد لها سيحد من انهيارها."
وأضاف أن إقالة أحمد المغربي من وزارة الإسكان سيكون لها تأثير سلبي على بالم هيلز.
لكن عادل يرى أن الربط بين قوة الشركات ومساهمات بعض الأفراد بها خاطيء ويقول "ادارة مثل هذه الشركات يقوم على منهج مؤسسي وليس على فرد واحد."
ويمتلك الوزير السابق حصة بشركة بالم هيلز ثاني أكبر شركة عقارية مصرية مدرجة بالبورصة من خلال مساهمته بمجموعة المنصور والمغربي للاستثمار والتنمية المالكة لنحو 54 بالمئة من الشركة.
وقال المحلل المالي "سينخفض الطلب على وحدات الاسكان الفاخر وبالتالي ستتأثر مبيعات بالم وكذلك مجموعة عامر جروب في 2011 ."
وفسر ذلك بأن المستثمرين سيتجهون للاحتفاظ بالسيولة النقدية على حساب الأصول.
ويمتلك رجل الأعمال منصور عامر أحد رجال الحزب الوطني بمصر حصة كبيرة من المجموعة التي هوى سهمها 31 بالمئة في آخر جلستين بالبورصة المصرية.
وقال عادل "بالم هيلز تمتلك حجم أصول عقارية مرتفع. والمفترض ان تكون لديها القدرة على امتصاص مثل هذه المشكلات."
وقال "أسهم عز وبالم وغيرها ستعاني من ضغوط وبيع عشوائي من الأفراد (عند استئناف التداول) ولكن لابد أن يعلم المتعاملون أن الأسوأ قد انتهي وما هو قادم لن يكون بنفس حدة التراجعات السابقة."
وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية أكثر من 21 بالمئة منذ بداية العام وفقدت نحو 70 مليار جنيه(11.8 مليار دولار) في آخر جلستي تعامل قبل الايقاف.