العدد 308 - الخميس 10 يوليو 2003م الموافق 10 جمادى الأولى 1424هـ

زوجتي التي أعرفها وأحبها

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

قال أحد الأزواج بمرارة بالغة وحزن عميق شاكيا متذمرا متسائلا: أين زوجتي التي أعرفها وأحبها دائما؟... لقد تغيرت وتغير فيها كل شيء حتى نبرات صوتها الرقيقة، فلم يمضِ على زواجنا إلا سنوات قليلة ليست كافية لتحويل تلك الفتاة الرشيقة القوام، الأنيقة الناعمة إلى إنسانة أخرى لا أعرفها، لقد انقلبت صورتها إلى سيدة بدينة تحمل أوزانا ثقيلة، مهملة في مظهرها، حادة في طباعها، متذمرة في كل شيء... لقد فارقتها الابتسامة ورافقتها العصبية والشكوى دائما... أسئلة كثيرة طرحها هذا الزوج التعيس، ولكنني لا أستطيع أن أصب اللوم كله على هذه الزوجة المسكينة، فقد يكون لها شيء من الحق فيما وصلت إليه، شيء لا تعرفه ولم يصرح به الزوج لنا وتكتمه الزوجة حرصا على قدسية الأسرار الزوجية، ولكننا على كل حال سنناقش معها بعض الأمور التي من شأنها مضاعفة الهموم والمتاعب عليها أكثر.

فيا سيدتي، إن الزواج هو بداية الحياة وليس محطة الوصول كما تعتقد بعض النساء، فأنت مسئولة عن نفسك في الدرجة الأولى، وعليك أن تجعلي من استقرارك العائلي والأمن النفسي والمادي الذي يؤمنه لك زوجك نقطة انطلاق لحياة جميلة وسعيدة تَسعدين وتُسعدين من حولك... حياة متفائلة متجددة تمارسينها وتتمتعين بها مع شريك العمر الذي جلس يتحسر على أيام مضت كانت كلها سعادة وأملا أشبه بحلم جميل مرَّ سريعا كان ينتظر اللحظة العابرة ليراك ويستمتع بعبيرك وبحلو الكلام... أين أنت الآن؟ أعرف ردك، ستقولين: هموم البيت والأولاد والطبخ والتنظيف، إلخ. أبارك شعورك بالمسئولية تجاه زوجك وأسرتك، ولكن ألا توافقينني الرأي أنك قد أهملت ـ إلى حد بعيد ـ حق نفسك وتشويه صورتك الرائعة في عين الشريك؟ صحيح أن الزواج يعني عملا كثيرا ومتاعب ومسئولية كبيرة، وقد تجمع الزوجة بين العمل في المنزل باعتبارها ربة بيت والعمل خارجه كوضع اجتماعي، وهنا تتراكم عليها الأعباء وتحاصرها الضغوط وتنسى في غمرة أعمالها اليومية أنها إنسانة يجب أن تعطي نفسها حق الحياة والتمتع بها كما تعطيه للآخرين.

فيا سيدتي، إن الرجل دائما ينظر إليك طاقة لا تنتهي وجمال لا يُبلى مع الزمن، ومسئولية لا حدود لها وواجب يجب الالتزام به. تصوري يا عزيزتي كل هذا يجب أن يكون أنت... وبالإضافة إلى كل هذا فإنك دائما الشابة الحلوة الرشيقة إلخ.

سيدتي، ربما بداخلك جرح لا نعرفه... ولكن حاولي إسعاد شريك حياتك ومصارحته بمتاعبك مهما كثرت مشاغلك، خصصي وقتا للعناية بجمال مظهرك وللمحافظة على صورتك الحلوة الزاهية أمامه، ولا تعطيه فرصة التحسر على زمن مضى هو... أنتِ! وإياك وتشويه جسمك وصحتك بالبدانة، فهي مصدر المتاعب كلها، تجعلك أكبر سنا وأقل رشاقة وأثقل وزنا وأصعب حركة، كل هذا وهو يراقب. والعصبية أيضا لا تجدي يا صديقتي، إنها تشوه جمال وجهك البريء وتهز شخصيتك الوادعة وتفقدك السيطرة على غضبك... عالجيها بالصمت والابتسام والصبر، وكوني واقعية دائما، فحياتنا لا تخلو من الأشواك ولكنك بذكائك وإرادتك وحسن تقديرك للأمور تستطيعين تخفيف أوجاعك ومتاعبك.

وأنت أيها الزوج الشاكي الباكي، هل تتفادى حين عودتك إلى البيت كل ما يثير أعصابها وغضبها من نقاش؟ وهل أنت زوج متعاون ومشارك لها في إدارة البيت؟ وهل ترعى شئونها وتراعي مشاعرها وإحساسها في لحظات هي في أمسِّ الحاجة إلى مواساتك وعطفك؟ وباختصار، هل تشعر بها كإنسانة لها طاقة محدودة؟

أتمنى أن تكون إجابتك بنعم، وستكون زوجتك حتما المرأة التي تحبها وتعرفها، إذا بدأت معها معركتكما اليومية من أجل حياة أفضل وسعادة لا تنتهي

العدد 308 - الخميس 10 يوليو 2003م الموافق 10 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً