العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ

مشكلات شبابنا واضحة و«خارج التغطية»

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

في خضم الأزمات تفتح الملفات المختلفة على مصراعيها سواء بالعمل أو الكلام والنقاش، وهو ما يحدث اليوم في بلدنا البحرين اليوم الذي يعيش منذ 10 أيام لحظات عصيبة في تاريخ الوطن وشعبه جعلتنا جميعاً أمام مفترق طرق.

ومن بين هذه الملفات التي تم الطرق على باب غلافها هي الشباب ومشكلاته وهمومه ومعاناته، والتي أعتقد أنها معروفة ومكشوفة، بل لا أبالغ أنها أصبحت «مزمنة» وعرفناها منذ سنوات طويلة وتحدث عنها الكثيرون وقرأنا عنها وعانينا منها منذ الثمانينيات حتى قبل دخولنا مجال الصحافة وأصبحنا نكتب عنها اليوم في 2011 لكنها وللأسف الشديد ظلت تعاني عدم الاهتمام والاحتواء بالطرق السليمة على رغم أننا في بلد تشكل نسبة القاعدة الشبابية فيه نحو 60 في المئة من شعبه.

مشكلات الشباب واحتياجاته لا أعتقد أنها تحتاج إلى جلسات وورشات عمل وبروفيسورات لاكتشافها وهي تذكرني بما نطرقه عند كل أخفاق لمنتخب البحرين الأول لكرة القدم بأننا سنجلب خبراء من الفيفا وغيرهم لعقد ورشات عمل وخبراء متخصصين لمناقشة أسباب هذه الإخفاقات منذ أكثر من 50 عاماً في الوقت الذي يعرف فيه الكبير والصغير الأسباب والمعاناة والمشكلات الرئيسية التي نعانيها ليست من اليوم بل منذ بدايتنا الرياضية ولم يتغير الكثير من ملامحها حتى اليوم لكننا نظل ندور في حلقة مفرغة نتعامل فيها بلغة «ردة الفعل» التي سرعان ما تنتهي مع انتهاء الحدث الصعب الذي نعيشه، وهذه أم المصائب لدينا سواء في محيطنا الرياضي أو العام.

ولأننا نتحدث في هذه السطور عن القطاع الشبابي والرياضي الذي يهمنا ونعتبره أحد أجزاء المشكلة التي تعانيها البحرين اليوم، نتساءل عن دور المجلس الأعلى للشباب والرياضة الذي تأسس من السبعينيات وهو أعلى هيئة رياضية وشبابية في المملكة لكننا للأسف افتقدنا إلى دوره الحيوي المهم على مدار أربعة عقود من الزمن، وجلساته تعقد بصفة دورية وأخباره أشبه بالنشرات السياسية العسكرية التي تقدم في إطار خطوط عامة بعيدة عن التفاصيل بشأن عمل المجلس وقراراته ولم نسمع يوماً عن وضعه خطة أو استراتيجية شبابية أو رياضية، وشخصياً كان أبرز قرار صدر عن هذا المجلس هو موضوع مشروع دمج الأندية في العام 2002 وحتى ذلك صادفه الفشل في التطبيق فتفككت العديد من الأندية ولم يتم تنفيذ مشاريع الأندية النموذجية الخاصة بهذه الأندية في مواعيدها المحددة.

سبق أن ذكر الكثير من مسئولي الأندية والنواب والمجالس البلدية وكذلك الزملاء في الصحافة المشكلات الشبابية والرياضية في الكثير من المناسبات لكن التعاطي السلبي معها ظل مستمراً وهو ما ولّد حالا من الإحباط والشعور لدى الشباب بأنهم خارج التغطية من الجهات الرسمية في الدولة وهو وصل إلى حد الاحتقان الذي امتزج مع المشكلات الأخرى التي يعانيها الشباب البحريني لدرجة الانفجار والضغط في العديد من الفترات على رغم أن الشباب البحريني عرف بوطنيته وإخلاصه وتفانيه في العمل في مختلف الوظائف والمهن وبأقل الأجور وتلحظ فيه حبه للعمل التطوعي الوطني أو الاجتماعي في صورة متميزة على المستوى الخليجي.

ولعله من باب الإشارة والتذكير إلى أن المحافظة الشمالية في البحرين التي تعتبر أكبر المحافظات مساحة وسكاناً وتضم أكبر قاعدة شبابية والعدد الأكبر للأندية والمراكز الشبابية مازالت تعاني الكثير من الإهمال ولا يوجد فيها سوى نادي وحيد هو الشباب الذي بات يخدم فئة محدودة وهو يفتقد إلى الموازنة المالية التي تعينه على تقديم دوره كنادٍ يخدم المجتمع والشباب والرياضيين، في الوقت الذي مازالت بعض أندية هذه المحافظة تلعب على ملاعب رملية، فيما يعاني الكثير من أندية الشمالية من الشعور بالتمييز لأنها محرومة بـ «قرار تاريخي» من الانضمام إلى اللعب في اتحاد كرة القدم على رغم أن ذلك حق مشروع للأندية والشباب في مختلف محافظات البحرين وهنا يجب أن تكون وقفة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، في حين تحصل أغلب المراكز الشبابية في المحافظة على موازنة لا تستحق الذكر «2000 دينار» وهي تجلس في مقار أشبه بـ «الدكاكين».

إن مشكلاتنا وهمومنا الشبابية والرياضية كثيرة لا تعد ولا تحصى وبأوجه مختلفة وحان الأوان مع أي عملية تصحيح أن ينظر إليها بعين الأهمية والتغيير لكي لا تستمر هذه القاعدة والطاقات الشبابية الكبيرة التي تحسدنا عليها الدول المجاورة في حال الضياع والمعاناة والإحباط... وحفظ الله البحرين وشبابها

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً