العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ

يا حبيبي... سوف أحكي لك عن ليل «المنامة»

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

«يا حبيبي...سوف أحكي لك عن ليل المحرق... حين يخلو، من جموع تنزوي في كل مفرق... تقطع الوقت بأوهام وأحلام وتطرق كل باب للدعابات وأشجان الحديث... سوف أحكي لك عن ليل المحرق... حينما يخلو من الناي المؤرق... في الليالي المقمرات... يسكب اللحن العراقي الحزين... طارقاً كل الحواري والجهات... ليبكي قلب عذراء سجين... تزرع الآه وأصداء الأنين... في أعالي حصنها الداجي الحصين».

«سوف أحكي لك عن ليل المحرق... حين يغرق... في متاهات الظلام... وطيور الليل حيرى لا تنام... ترصد الساحات قفراً من زحام... من ضجيج... يا أساطير الخليج... لي فيك عبرة عند الختام... عن جزاء الصبر للقلب المحرق».

(ليل المحرق)... قصيدة رائعة للشاعر البحريني الرائع علي عبدالله خليفة ثابتة في جذورها كثبات جذور أهل البحرين في بلادهم، وبصوتها البحريني المليء بالعاطفة والحنين والصدق والحب، صدحت حنجرة الفنانة البحرينية المتألقة هدى عبدالله لتجعل من هذه القصيدة ماثلة في قلوب كل من سمعها أو من يسمعها لأول مرة.

ليتني أمتلك تلك الهالة الشعورية الإبداعية المتوهجة الأخاذة التي أخرجت من صدر (علي عبدالله خليفة)هذا النص الفريد، وأخرجت من حنجرة (هدى عبدالله) هذا الإحساس المتدفق، لتحدثتُ كثيراً عن (ليل المنامة)! ليس لرمزية الليل أو لأنها العاصمة فحسب، بل لأنها قلب البحرين الذي تمتد شرايينه إلى كل شبر من أرض البلاد... يا حبيبي، سوف أحكي لك عن ليل المنامة... ذلك الليل الذي ما عاد فيه القلب نائم... هو ليل الـ (لا ظلام)... هو ليل للكرامة... هكذا ليل عظيم أفرح الأحرار في كل العواصم... بدماء الشهداء... ترتوي البحرين من نهر الشهامة.

ليل المنامة، من أول شفقه إلى مطلع غسقه وغلسه، هو ليل جديد في كل البحرين، والفضل فيه لله سبحانه وتعالى ولدماء الشهداء الأبرار ولهذا الشعب الكريم الوفي الذي سطر أروع صور التلاحم والقوة في مرحلة من أكثر مراحل البلاد حرجاً وصعوبةً... هذا الليل الذي يجتمع الناس فيه بمساجدهم ومآتمهم... بمجالسهم الشعبية... مقاهيهم... ملتقياتهم... ما تيسر من سواحل... في المزارع والاستراحات... في الأسواق... حول القهوة البحرينية... تتجه فيه الأنظار إلى دوار اللؤلؤة، حيث القلوب التي تمتلئ بالأمل، فتلك القلوب، تحمل همّ كل البحرينيين فلهم منا ومنكم كل التحية والتقدير والإجلال والإكبار.

لقد عبَرت البحرين خلال السنوات العشر الماضية بحالة من الاحتقان والتأزم، حتى أصبح من الصعب التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل، فجاءت الذكرى العاشرة لميثاق العمل الوطني ليقدم أبناء الوطن - في ذكراها - دمهم الطاهر في نهضتهم البحرينية من أجل الإصلاح والصلاح، فظن البعض أن البلد ستدخل نفقاً مظلماً أشد وطأة مما سبق! لكن خلاف ما رُوّج ويروِّج له البعض من عناوين الفتنة والانشطار الطائفي والتآمر والإضرار بالبلد، ظهرت الحقيقة الكبرى التي لا يمكن إنكارها: لقد وحّدت دماء الشهداء أهل البحرين جميعهم فأصبحوا حائط صد ضد المرجفين وصناع الطبخات السرية... لقد فتحت دماء الشهداء الصفحة الجديدة بكل تحدياتها ليشترك السواد الأعظم من المواطنين في الاتفاق على المطالب المشروعة... لقد أنعم الله سبحانه وتعالى، وبفضل تلك الدماء الزكية، أنعم علينا بفتح باب الحوار الذي يقوده ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بتوجيهات، وهو كفؤ كريم ثقة... وأياً كانت الملاحظات والهواجس التي تحيط بالحوار وسقف المطالب والضمانات وآليات التنفيذ، فإن الثقة كبيرة في وعي (شباب التغيير) الذين أذهلوا العالم بسلميّتهم ومنهجهم الحضاري فتحدوا أن يثبت أحدهم أن إطاراً واحداً احترق خلال حركتهم المباركة... وكذلك هي الثقة في العلماء الأفاضل والجمعيات السياسية والوجهاء المخلصين في خدمة البلاد من كل القطاعات، والإعلام البحريني الصادق فقط.

لقد وحّدت هذه المرحلة شمل أهل البحرين جميعهم، ليثبتوا للإعلام الذي يرى بعين واحدة، ويتحدث بلسان واحد، أنهم أكبر وأكبر من الترهات الفاشلة، والأفكار الصغيرة، فتذهب كل محاولات النيل من تماسك الناس وترهيبهم بالفتنة... سدىً!... إنه ليل المنامة... إنه فجر البحرين... إنها شمس البحرين التي تشرق بالآمال، فتكشف زيف الزائفين من جهة، وتتمايل أشعتها الذهبية بسرور على دوار اللؤلؤة

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 1:05 ص

      بحرين

      لن ارضي الا بكي او بالجنه و ها هو دمي مهري فاقبلي

    • زائر 8 | 12:42 ص

      مشاركتي المتواضعة

      يا حبيبي.. سوف أحكي لك عن جرح اليتامى..
      عن أيامى.. عن دماء الزهرة الحمراء نزف في الضمائر.. والى كل الحرائر.. تقطف الآهات ورداً الحب للبحرين قطفاً.. وأنا حائر لا أملك لأبطال وصفا..
      يا حبيبي.. سوف أحكي لك عن ليلي الطويل.. حيث أفكاري تموت الليل ثم تترعرع في الصباح.. عند دوار الكفاح.. عند دوار الكفاح.. جاءها السني شامخ قالها الشيعي صبراً يا أخي.. فغداً تشرق شمس اللؤلؤة.. لتعيد الشرف العالي الرفيع.. كل يوم فالحقوق لا تضيع.
      شكراً للوسط
      شكراً ابو محمد

    • زائر 7 | 12:38 ص

      الله الله الله الله توليفة أدبية رائعة

      الله الله الله.. توليفة رائعة وفكرة صائبة وتلوين عجيب عجيب عجيب.. لنصل الى دوار اللؤلؤة مع شروق الشمس.. شروق شمس الحرية بالخير من الله وبمداد العلماء ودماء الشهداء.. المحرق، المنامة، كل البحرين.. تنحني اجلالاً لشباب اللؤلؤة.. هؤلاء لم يستطع احد أن يقول عنهم ملثمين مخربين مثل اولئك المجهولين الذين كانوا يخربون في القرى.. شباب 14 فبراير ثورة علم وتكنولوجيا وفكر..وليس دخان واضرب واهرب.. هم من صنع هذا التلاحم الوطني الحقيقي وستتحطم مؤامرات الطباخين يا استاذ.

    • زائر 4 | 11:24 م

      آم محمد ~ مدينة عيسى

      يآ استآذ سعيد اقف حآئره آمآم روعة مآ سجلته هنآ عن تلك المدينتين ..اللاتى آبتآ آلآ ان تكونا معا في ظل هذه الظروف التي نعيشها..
      وفعلا يآ سيدي انت أمتلكت تلك الهالة الشعورية الإبداعية المتوهجة الأخاذة وخرجت منك انت ومن صليل قلمك..
      الى الامام دآئمآ ولآ تحرمنآ..من روعة قلمكــ..
      طبتَ

    • زائر 3 | 10:43 م

      ليت .... اعلامكم ..... يصحو ...............

      ليت اعلامكم يصحو ليت اعلامكم يرنو ويرى ما ما يحيط , هل هو في غابر الازمان أم في دار بعيد , نطقت السن قوم ما لها غير النعيق تشعل النار في غصن رطب ملؤه الماء الذي يطفي الحريق , انكم في غابر الازمان أم غلف الحقد قلوب لا تفيق , وغدا تطلع شمس تظهر العورات من كل خسيس....وسخيف ...

    • زائر 2 | 10:19 م

      المنامة والمحرق تتحديان الزائفين

      استاذ سعيد.. بالإصالة عن نفسي ونيابةعن اعضاء جمعية المعاني السامية، نتقدم الى صحيفة الوسط واليك شخصياً بالشكر الجزيل.. كلمتك امام وزراء الخارجية لا يمكن أن نغفلها... المنامةوامحرق وكل شبر في البحرين هذه الأيام في وحدة... الطائفتين متحدتان بقوة أكثر من سابق العهد... المطالب تتقارب... لكن نرجو منكم الركيز على تحذيرالناس من الفتنة والخداع والإشاعات وكماقلت.. المطابخ السرية..

    • زائر 1 | 10:08 م

      روعة روعة روعة يا ليل بلادي المليء بالأمل

      يا حبيبي.. سوف احكي لك عن حب تجدد.. عن ينابيع الشهادة وتقاطيع الشهامة والإرادة.. فوق انغاس الاباة.. يحملون الوطن المسلوب في اغلى امانة. يا حبيبي يا استاذ سعيد خليتني اتشجع واطلع من قلبي هالكلمتين لأنك اشعلت فينا روح اللؤلؤ.. كل ما نراه في البحرين هو تلاحم قوي بين ابناء الشعب بس واجب على الاخوان في المعارضة يتحدون ويخلون عنهم العنجهية والتفرد وكل واحد يبغي يصير قائد .

اقرأ ايضاً