العدد 3104 - الأحد 06 مارس 2011م الموافق 01 ربيع الثاني 1432هـ

البحرين عصية على الطائفية

منصور محمد سرحان comments [at] alwasatnews.com

تعد الطائفية من بين أخطر الأمراض الاجتماعية الفتاكة التي تعصف بالمجتمعات لما لها من دور فاعل ومؤثر في تفتيت نسيج الوحدة الوطنية، وتؤدي في النهاية إلى خراب وتدمير المجتمع برمته.

وقد عملت عبر صحيفة «الوسط» وبعض صحافتنا المحلية على محاربة الطائفية وتبصير أفراد المجتمع بمخاطرها وذلك من خلال العديد من المقالات التي نشرتها في تلك الجرائد عبر فترات زمنية مختلفة، وذلك من أجل المحافظة على وحدتنا وترابط نسيجنا الوطني.

إنه من المؤلم حقا أن ترى مجموعة قليلة من أبناء المجتمع البحريني تلوثوا بنفس الطائفية البغيضة وراحوا ينفثون سمومهم عبر الصحافة المحلية من خلال الطرح المباشر أو التلميح والاشارة.

واستغل البعض الظروف التي تعيشها البلاد في هذه الأيام لبث سموم الطائفية بين أبناء المجتمع ظنا منهم أنه بإمكانهم إحداث شرخ في جدار المجتمع البحريني الصلد الذي عرف بصلابته ومقاومته جميع الطروحات الطائفية من أي فئة كانت.

لقد لاحظنا في هذه الأيام وبشكل مؤسف حقا بروز انتشار كلمتي «شيعي» و»سني» بطريقة فجة وغير مقبولة، وكأن لكل منهما دينا غير دين الآخر... إن ربنا واحد، وقرآننا واحد، وجميعنا يؤمن بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلوات الخمس، والتوجه نحو قبلة واحدة، وصيام شهر رمضان، والحج إلى بيت الله الحرام، والإيمان بيوم المعاد، وبالملائكة وبالجنة والنار... فلماذا تتم إشاعة الاختلاف بين الطائفتين الكريمتين رغم إيمان الجميع بدين واحد ومصير واحد ووطن واحد؟

دعونا جميعاً ننبذ الشحن الطائفي بكل الوسائل المتاحة لدينا بخاصة وأن مقومات وحدتنا كثيرة، فبالإضافة إلى ما تم ذكره سلفا من الايمان بكل قيم الاسلام ومبادئه وتعاليمه، فإننا في البحرين نرتبط بعلاقات مجتمعية متينة لا يمكن فصمها ومنها القرابة بين الطائفتين من حيث النسب والتزاوج، ووجود أواصر الصداقة بين الجميع، إلى جانب صلة الجوار في أحياء المدن والقرى... جميعها أسس متينة لاستمرار بقاء وحدتنا الوطنية.

إن تاريخنا المعاصر يبرهن بجلاء على قوة تلاحم الطائفتين في جميع مفاصل الحياة، فعندما برزت الحركة الوطنية في خمسينيات القرن العشرين تشكلت هيئة الاتحاد الوطني من أفراد الطائفتين، وقام أعضاء الهيئة بزيارات مختلفة إلى جميع مدن وقرى البحرين للتعبير عن الوحدة الوطنية. وعندما صدرت الصحف المحلية في عقد الخمسينيات من القرن العشرين وهي صوت البحرين، القافلة، الوطن، والميزان نادت جميعها بالوحدة الوطنية وحذرت من الطرح الطائفي.

وببزوغ فجر عمالقة الأدب والفكر في البحرين كانت كتاباتهم وقصائدهم وطنية بامتياز... ومن أمثال أولئك عبدالله الزايد، وإبراهيم العريض، وعبدالرحمن المعاودة، ورضي الموسوي.

ويمثل المفكر الكبير محمد جابر الأنصاري منذ بداياته الأولى وحتى يومنا هذا رمز الوحدة الوطنية التي جسدها في مقالاته وكتاباته الأدبية والفكرية، محارباً بشكل مباشر أو غير مباشر دعاة التفرقة والتشرذم.

هكذا كانت البحرين... وهكذا هي اليوم تفخر بجميع أبنائها من الطائفتين الكريمتين الذين ينادون بالوحدة والإصلاح ولم الشمل، فالمظاهرات الضخمة والتجمعات الكبيرة في دوار اللؤلؤة، وكذلك ما حدث من تجمع حاشد في مجمع الفاتح لم تحمل نَفَسَاً طائفيا البتة، بل كان الجميع يردد كلمة الوحدة الوطنية ويتغنى بها... فما أجمل اللافتات التي حملها المتظاهرون في دوار اللؤلؤة والتي كتب عليها نحن نحب البحرين وأخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه.

وما أجمل وأروع الكلمات التي قالها الشيخ عبداللطيف المحمود في اجتماع الفاتح عندما شدد في أكثر من مرة على الوحدة الوطنية محارباً الطائفية بكل أشكالها، ومركزا على وحدة المجتمع وسلامة نسيجه الوطني.

إن شعبنا يملك هذه الروح الطاهرة والأخلاق والقيم النبيلة فهو قادر على قهر الطائفية والقضاء عليها في مهدها... فالبحرين عصية على الطائفية.

إقرأ أيضا لـ "منصور محمد سرحان"

العدد 3104 - الأحد 06 مارس 2011م الموافق 01 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:14 ص

      الطائفة

      السنة ليسوا طائفة .. اقرأ التاريخ هم الامة التي بعثت لتخرج الناس من عبادة العباد الي عبادة رب العباد.... وبعد ذلك ظهرت الطوائف اشكال والوان

    • زائر 6 | 4:55 ص

      قل الحق او اسكت

      قل الحق او اسكت كلام انشاء لايودي ولا يجيب قلها كلمة حق ولاتخشى عواقبها

    • زائر 1 | 12:22 ص

      أين التوازن؟

      إن كنت قد قرأت ما أراده المحمود من بين السطور .... والذي قرأ الأغلبية عكسه، أين كنت عن كلمات شباب الدوار وتصريحات الشيخ علي سلمان؟

اقرأ ايضاً