العدد 3109 - الجمعة 11 مارس 2011م الموافق 06 ربيع الثاني 1432هـ

إصلاح التعليم العالي العام (2)

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

خلال خضم احتفالات مملكة البحرين بعيدها الوطني الماضي، قام تلفزيون العائلة العربية بزيارات الى مجالس العديد من الوزراء لإلقاء الضوء على منجزات وزاراتهم خلال العام الماضي. بمحض الصدفة شاهدت مقاطع من مجلس إحدى الوزراء ولاحظت أن جميع المدراء والوكلاء والوكلاء المساعدين في مجلسه العامر هم من طائفة واحدة في المجتمع البحريني الرجاء من القارئ الكريم ان يصححني في ملاحظتي فنحن لسنا من دعاة الانقسام في المجتمع، لكن لابد من وضع النقاط على الحروف في زمن الشفافية والمكاشفة ونحن لسنا من دعاة المحاصصة بل من دعاة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب على أسس ومعايير سليمة.

امتداد استحواذ وتأثير الجمعيات الدينية على قرارات التعيين في الوظائف العليا سواء في التعليم الأساسي أو التعليم العالي العام هو إحدى السلبيات غير المكتوبة لعملية تطوير التعليم و تجويد مراحله والتي يجب معالجته تحت بنود الاستراتيجيات التطويرية للعملية التعليمية.

بعد نشر مقالي الأول عن إصلاح التعليم العالي العام استمعت الى ملاحظات العديد من الزملاء الأكاديميين - من الطائفتين الكريمتين - الذين عبروا عن تأييدهم لمنحى المقال وطالبوا بالكتابة عن تحديات المجتمع الأكاديمي وإيصال صوتهم الى أصحاب القرار وصرحوا بأنهم مواطنون أولاً وأكاديميون ثانياً يودون لمجتمعهم أن يتبوأ موقع الصدارة في مجال التعليم العالي بعيداً عن دهاليز السياسة وأساليب شق الصف.

هناك العديد من التحديات المزمنة في الحقل الأكاديمي والتي لم تستطع إدارات متعاقبة من بلورة رؤية واضحة للمضي بسلاسة في خط الإصلاح. في رأي الأكاديميين أن السبب الرئيس لفشل سياسات الإصلاح من هذه الإدارات هو عدم قدرتهم على فهم معنى الإدارة الجامعية الناجحة لأن تعيينهم في مواقعهم القيادية تم بداعي انهم من معسكر «الولاء» و بالتالي وتتويجاً لهذا التوجه فقد تم تقسيم المجتمع الأكاديمي الى شطرين: قسم معارض أو محايد خاسر، وقسم موالٍ رابح.

الكاتب المصري العالمي علاء الأسواني كتب مقالة بعنوان «هل أصبح أساتذة الجامعة كلهم منافقين» نقتبس منه هذا الجزء «النظام فى مصر يقدم الولاء على الكفاءة وبالتالى فإن رئيس الجامعة يعلم جيدا أنه لم يعين فى منصبه بسبب كفاءته بل لعله يدرك أن هناك كثيرين أكفأ منه لكنه حظي بمنصبه فقط لأنه استطاع أن يثبت ولاءه للنظام ولأن أجهزة الأمن كتبت تقارير فى صالحه. ماذا نتوقع بعد ذلك من رئيس الجامعة الطموح».

لايقصد بقلم علاء الأسواني شخص/أشخاص بعينهم لكن المقصود هو فهم معضلة الولاء والكفاءة التي تؤدي الى تدهور العملية التعليمية في البحرين، فنحن مقارنة بالدول الشقيقة لا نملك المصادر المالية الهائلة لكن نملك العناصر البشرية المؤهلة فلم تضيع مؤسسة التعليم العالي الحماس العلمي لأكاديميها عن طريق خلق المشاكل من تهميش، وعرقلة الحصول على الترقيات الأكاديمية، وغياب المهنية، وضعف عمليات صناعة القرار الذي يتم فيه تفصيل القرارات لأشخاص معينيين بدل الصالح العام، و لذلك ليس بالمستغرب أن نقرأ أن الأكاديميين يتوجهون الى ساحات القضاء بدلاً من حل المشاكل داخل أروقة المؤسسة التعليمية

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 3109 - الجمعة 11 مارس 2011م الموافق 06 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً