العدد 3134 - الأربعاء 06 أبريل 2011م الموافق 03 جمادى الأولى 1432هـ

النوايا صادقة... فليكن العزم صادقاً!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

لا شك في أن الزملاء الأفاضل من الكتاب الصحافيين والإعلاميين الذين كتبوا المقالات أو تحدثوا في المنابر الإعلامية أو المجالس محذرين من مخاطر تشطير المجتمع في مرحلة من أكثر مراحل بلادنا حساسية...لا شك في أنهم صادقون فيما يقولون، وخصوصاً أن ارتفاع أصوات الانتقام الناشزة وتلك التي تدعو الى التخوين واشعال البغضاء بين أبناء المجتمع، تستوجب من جميع المخلصين أن يقفوا وقفة أمانة للوطن وللمواطنين، فهذه الوقفة، التي تعكس نفسية الخير والصلاح والإصلاح وحماية النسيج الاجتماعي، هي التي تعكس صدق الولاء للقيادة وللوطن ولأبناء الوطن.

هناك نوايا صادقة، وهذا هو المحور الذي أود أن أتناوله اليوم للتحذير من سلاح الطائفية الذي لا يمكن أن يكون مدمراً لوطن دون آخر، أو طائفة دون أخرى، فمتى ما أشهر هذا السلاح واستخدمت طلقاته المميتة، فإن التدمير يكون شاملاً لعيناً بغيضاً، ولهذا، فإنني من الناس الذين حرصوا على التواجد في مختلف المحافل واللقاءات التي تجمع مختلف فئات المجتمع وشرائحه... تواجدت في الدوار، وحضرت لقاءات تجمع الوحدة الوطنية بل وتوليت مسئولية تغطية بعضها وتواصلت مع أعضائه، وحضرت اللقاءات الأهلية، وشاركت في بعض الاجتماعات التي هدفت الى رأب الصدع بين أبناء المجتمع، وبالفعل، وجدت أن هناك خلافات في الأفكار والتوجهات والمطالب سياسياً، لكن على المستوى الوطني الاجتماعي، فإن الوطنية والإنسانية والأصالة البحرينية هي التي تشرك الجميع في اتجاه واحد... يختلف تماماً عن التشعبات والاختلافات في المواقف السياسية والمطالب والشعارات والفعاليات.

لكن مع شديد الأسف، وليسمح لي الاخوة، دون ذكر أسماء، ممن استضافوا اللقاءات الأولى لانطلاق هذا الجهد الكريم الهادف الى التصدي لأخطر ما يهدد السلم والاستقرار في مجالسهم، والأهالي يثقون في صدق نواياهم، لم يثبتوا أن العزم قوي في هذا الاتجاه وليس هناك ما يمنع وخصوصاً أن الأهداف أهلية إنسانية وطنية صادقة ولا علاقة لها بالسياسة... وليسمح لي القارئ الكريم أن ألفت نظره إلى نقطة مهمة... وهي أن تلك المجالس استضافت شخصيات من الطائفتين الكريمتين، وعلى رغم أن هناك خلافات في المواقف السياسية بينهم تجاه قضايا وملفات مختلفة، لكنهم تجاوزوا ذلك ونحوه جانباً وركزوا على (سلامة البيت البحريني)، لأنهم يعلمون جيداً أن الحراك السياسي قد يثمر يوماً ما على توافق بين الدولة ومختلف المكونات من موالاة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني ولابد من تجاوز كل الخلافات والأزمات، ويعلمون، في الوقت ذاته، أن الشق والخلاف والتناحر بين أبناء الوطن، إن زادت هوته، وتحول الى سلوك وممارسة وقناعات ومواقف متشددة، فإن البلوى لا تماثلها بلوى، ولن تنفع الحلول كيفما كانت في جمع الأهل تحت سقف واحد والقلوب ملأى بما فيها مما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى، والتي لا نتمنى مكانها الا الخير والمحبة.

ما لا يمكن أن نتغافل عنه أبداً، وفي شدة الشدة التي تمر بها بلادنا والتي نسأل الله جل وعلا أن تزول قريباً ليحل محلها النور والضياء والمواطنة والتلاقي بين القيادة والشعب بكل مكوناته... ما لا يمكن أن نتغافل عنه هو أن القلوب البحرينية الصادقة في حمل مسئوليتها الشرعية والوطنية في الدفاع عن النسيج الاجتماعي، لم تلقِ هذه المسئولية أو تتجاهلها، بل هي التي حملتها أمس وتحملها اليوم وستحملها غداً...لأنها تدرك بأن تفتيت المجتمع البحريني هو الطامة الكبرى

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 3134 - الأربعاء 06 أبريل 2011م الموافق 03 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً