العدد 3139 - الإثنين 11 أبريل 2011م الموافق 08 جمادى الأولى 1432هـ

اجمعوا الناس على الخير

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

مازلنا نؤكد على أهمية التلاحم والحفاظ على الترابط الاجتماعي للمجتمع البحريني بجميع أطيافه ومكوناته، وهو خطاب للأسف أصبح غير مسموع مع تعالي الدعوات إلى القصاص ومحاسبة أشخاص ومحاكمتهم عبر المواقع الالكترونية الاجتماعية من دون سند أو برهان، فيما الجهات القضائية المختصة هي المعنية بالنظر في الأدلة وتقديم أي مسيء إلى المحاكمة.

أبناء البحرين عصفت بهم أزمات شديدة وقاسية عبر العصور، وكانوا يخرجون منها أشد قوةً وبأساً وترابطاً، فكلما طرقتهم نوائب الدهر زادتهم قوة وصلابة، ولم توجد فيهم شرخاً أو تصدعاً يمكن أن يتطور ليصل إلى حد الصدأ وسيلان الصديد.

في كل موقف يسطرون أروع صور التكاتف والتآزر والوحدة التي أدهشت العالم، فكلما راهن أحد على تفتّت هذا الوطن وتجزئه نتيجة تنوع أيدلوجية وتركيبة سكانه من جميع الطوائف والأجناس، رجع فكره خائباً يجر معه أذيال الهزيمة، فهذا البلد عصي على الفرقة وأكبر من الشقاق وأسمى من النزول إلى حضيض المصالح الفئوية الضيقة.

لذلك أقول لأهلي وأحبائي من أبناء الطائفتين الكريمتين وجميع الملل على هذه الأرض الطيبة، لا توجدوا طريقاً لمن يريد بكم سوءاً فينخر في جسد الوطن ويفرق بينكم ويبدد شملكم، فأنتم عصبة يجمعكم دين واحد وتاريخ مشترك ومصير واحد، ولا مناص من أن تتعايشوا معاً على مركب واحد، لا يمكن أن يسير بمجداف بل مجدافين يزيحان الهم مثلما تجرف السيول الرمال. تساموا على خلافاتكم العقائدية واجتمعوا على ثوابتكم الوطنية، ورسخوا دعائم الاستقرار بينكم، فليس لكم أن تعيشوا وسط أجواء من الشك والريبة والخوف من الآخر، فالأمان الاجتماعي هو الضمانة الحقيقية للسكينة وديمومة الحياة وتقدمها.وادعو أصحاب الأقلام والإعلاميين إلى قول كلمة توحد الناس على الخير، والابتعاد عن مصطلحات تمس أي فئة بالتجريح والتسفيه والتخوين، فكلنا بحرينيون نحب هذا الوطن وإن كان بيننا من خرج عن الحد وتجاوز المد، فإن ذلك لا يدفعنا إلى التناحر والتجاذب وإسقاط التهم على الجماعات دون تمييز أو تفرقة. اجعلوا الإنصاف منهجكم، فإنكم مساءلون عن كل ما تخطه أيديكم وتتفوه به أفواهكم، فأنتم قادة الرأي ومكتشفو الحقيقة والباحثون عن بواطن الخلل، فلا تأخذكم توجهاتكم وآراؤكم ومواقفكم إلى منحى قد تظلمون معه أناساً لا ناقة لهم ولا جمل.

ولا تحاسبوا الآخرين على مواقفهم قبل أن تحاسبوا أنفسكم عما قدمتموه إلى مجتمع آخذ في التآكل ووحدته على شفا الانهيار، فيما العقل يناديكم لإشاعة التلاقي والتكاتف والتآزر بمنأى عن كل العواصف والتيارات التي تجرفنا نحو الشقاق.

وثقوا أن تخاذلكم عن أداء رسالتكم الإعلامية الوحدوية، يقدم خدمة جليلة لمن يريد أن يفتك بالوطن ويسير به نحو المجهول، ومن واجبكم أن تفوتوا عليه الفرصة حتى لا نتكبد المزيد من الخسائر، فولاء أبناء البحرين لأرضهم لا يحتمل الشك

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3139 - الإثنين 11 أبريل 2011م الموافق 08 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً