العدد 3141 - الأربعاء 13 أبريل 2011م الموافق 10 جمادى الأولى 1432هـ

مساعدة الشباب المسلم على إدراك طموحاته في المملكة المتحدة

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

شهد العقد الأخير قلقاً متنامياً حول القضايا التي تواجه الشباب المسلم الذي يعيش في المناطق الاجتماعية الاقتصادية الدنيا في بريطانيا، تفاقَم نتيجة للتوترات التي نشأت بعد تفجيرات 7/7 في لندن واستمرار التهديدات الإرهابية. إلا أن البحوث تُظهِر أن الشباب، بمن فيهم المسلمين وغيرهم من ديانات وخلفيات عرقية أخرى يستطيعون التسامي فوق صعوبات كهذه ولجم قوة التفكير الإيجابي ورفع تطلعاتهم وتحقيق أحلامهم.

ويظهر كمّ متنامٍ من الأدلة والبراهين أن التطلعات أمر حاسم في النجاح المستقبلي عند الشباب. على سبيل المثال، وجدت دراسة معروفة استمرت 31 سنة أجرتها منظمة دراسة تطور الطفل الوطنية وانتهت عام 1989 علاقات إيجابية بين تطلعات الأطفال في سن 11 سنة وما انتهى بهم الأمر كمهنة يفعلونها في حياتهم. انتهى الأمر بنحو 50 في المئة من الأطفال في الدراسة، من الذين كانت لهم تطلعات مهنية، في هذه المهن بعد أكثر من 30 سنة، مقارنة بـِ 29 في المئة من الكبار الذين كانت لهم تطلعات محدودة في طفولتهم.

تؤدي الطموحات المنخفضة إلى تحصيل اكاديمي ضعيف وإنجاز مهني محدود بغضّ النظر عن المجموعة الاجتماعية أو العرقية. وهي تستطيع كذلك التأثير على شعور عام بالعزلة والاستثناء من التيار الرئيس في المجتمع.

ومن المثير للاهتمام أن الأقليات العرقية في المملكة المتحدة ليست لديها طموحات أقل من المجموعات الأخرى. الواقع أن العكس صحيح. ولكنها تحوّل تطلعاتها البعيدة إلى واقع تكافح فيه المجموعات العرقية الصغيرة.

هذه هي «فجوة تحقيق الطموحات»، وسببها انعدام المعلومات حول كيفية إدراك الطموحات، بوجود عدد قليل من الأمثلة التي يُحتذى بها، والأهم من ذلك انعدام الأشخاص الذين يشكلون نقاط اتصال، أو ما يسمى برأس المال الاجتماعي، للامتداد إلى مهن أخرى*.

تأسست منظمة «موزاييك» بهدف جسر فجوة التحصيلات هذه. لدى موزاييك، التي أطلقت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007، والتي تقدم برامج رعاية وإرشاد في المدارس الابتدائية والثانوية والسجون، هدفين بسيطين ولكنهما عميقين في أثرهما: زيادة الفرص التعليمية لهؤلاء الذين لا يملكونها، وزيادة فرص الفهم بين الناس من خلفيات مختلفة.

ومن بين مساندي موزاييك بعض أكثر الأفراد نجاحاً من المجتمعات المسلمة البريطانية. تستند جميع برامجنا على نظرية بسيطة هي أن الصغار سوف ينجحون إذا حصلوا على دعم من شخصيات ناجحة. لذا فإننا نوفّر برامج ترتكز على أسس الدعم من جانب شخص ناجح مرشد. وبالنسبة لطلبة المدارس الابتدائية، يركز الدعم المرشد على برنامج يستمر مدة 10 أسابيع، يلهم ويشجّع فتيات المدارس الابتدائية وأمهاتهن لمتابعة تعليمهن والتفكير منذ مرحلة مبكرة بفرص مستقبل مهني طويل الأمد تتوافر لهن.

ونوفر لطلبة المرحلة الثانوية الذين ينشأون في مجتمعات أقل حظاً اقتصادياً واجتماعياً سبل الوصول إلى أماكن العمل التي لا تعتبر في غياب ذلك متوافرة أمامهم، وتقوم بربطهم مع شبكات وفرص هي مغلقة أمامهم في معظم الحالات.

وتظهر براهين قوية أن ما يسمى «بالمهارات البسيطة» مثل الخصائص الشخصية والفصائل الاجتماعية والاتصالات واللغة والعادات الشخصية والصداقات والنظرة المتفائلة، تزداد أهمية بالنسبة للنجاح في المدرسة وفي سوق العمل. يمكن لإجادة هذه المهارات البسيطة أن يجابه نواحي الضعف الاجتماعية والاقتصادية الأخرى. ويمكن لدعم تنمية المهارات هذه أن يشكل أداة رئيسية لتمكين الشباب من الخروج من دائرة الحرمان والتمييز.

لهذا السبب، وما وراء برامج الرعاية الاعتيادية، نوفر برنامجاً قيادياً للشباب الذين نعمل معهم والذين يرغبون بالمزيد من الفرص والتدريب لرعاية مواهبهم.

تعلّمنا بسرعة كبيرة خلال السنوات الثلاثة الماضية أنه لا يكفي أن يرفع متطوعونا من الناجحين المرشدين طموحات الشباب، بل إنهم بحاجة لمهارات وفرص لتحقيق هذه الطموحات والازدهار والاستفادة إلى أقصى حد ممكن من مواهبهم، مهما كانت ظروفهم الشخصية.

يشهد آلاف الشباب الذين عملنا معهم على أن توجهنا ناجح وفاعل. وقد قال أحد المراهقين المتدربين من لندن: «أنا أومن بنفسي، وقد أصبحت على ثقة أفضل في إيجاد مستقبلي. ويعود ذلك لأن الشخص الذي رعاني وأرشدني كان ملهماً». وقد علّق أستاذ في مدرسة ثانوية: «لم أرَ في حياتنا طلبتنا وقد استحوذ الأمر عليهم كما هو الحال الآن. ببساطة، إنه أفضل برنامج رعاية وإرشاد شاركنا به من قبل».

تشكّل عوامل مثل الطبقة الاجتماعية والعرقية والجغرافية والإيمان كل واحد منا. ولكنها لا تصيبنا بالعمى. نؤمن وبعمق أنه من خلال استغلال قوة التفكير الإيجابي يستطيع كل إنسان صغير السن، بغض النظر عن خلفيته، أن يسمو فوق صعوباته ويصل إلى مستوى تحقيق الإنجاز الشخصي والمهني

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3141 - الأربعاء 13 أبريل 2011م الموافق 10 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً