العدد 3141 - الأربعاء 13 أبريل 2011م الموافق 10 جمادى الأولى 1432هـ

توظيف القضايا المذهبية في الصراع السياسي (2)

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

في الحلقة الأولى من هذه السلسلة يوم الأحد الماضي، اختتمت بالإشارة الى ما تتطلبه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا، وأن الجميع في حاجة الى أن يجتمع أهل البلاد تحت مظلة التسامح والمحبة والتآخي، ,خصوصاً أن جلالة العاهل الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الراعي الأول لهذا التوجه من خلال اللقاءات المستمرة مع علماء الدين الأفاضل كما يعلم الجميع... وكان التساؤل الذي طرحته هو: «ما الذي سيحدث لو استمر وجود نفر من ذوي الخطاب المتشدد في بث سمومهم القاتلة؟».

ومن حسن الطالع، أن استهل الحلقة الثانية اليوم بلقاء مهم للغاية! ففي الوقت الذي شهدنا فيه بضعة أصوات شديدة الهجوم على طائفة كبيرة في البلد تطالب بالنيل منهم وحرمانهم حتى من (الحياة) والاستهزاء بمعتقداتهم وسلب وطنيتهم وانتمائهم لهذه البلاد الكريمة سواء في تصريحات صحافية أو مقابلات فضائية أو في منتديات وغيرها، نجد ذلك اللقاء المهم، الذي التقى فيه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة يوم الثلثاء الماضي (12 أبريل/ نيسان 2011) مع رؤساء المآتم الحسينية، يضع الكثير من النقاط على الحروف بكل وضوح، وخصوصاً فيما يتعلق بحقوق المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، مع التحذير من التجاوز المضر بالسلم الاجتماعي وترشيد الخطاب الديني لما فيه المصلحة العليا.

إن ذلك اللقاء يكتسب أهمية بالغة كما أشرت، لكن دلالته الأولى أن واحداً من كبار المسئولين في الدولة وبوزارة سيادية، يفتح صدره لنقاش صريح وواضح مع قطاع له جذوره في البلد وهو قطاع المآتم الحسينية، ولهذا، يأتي التأكيد دائماً على ما أردت الوصول إليه، وهو مغبة الخلط بين المعتقد الديني والحراك السياسي، ولعلني أجد من الضرورة بمكان الإشارة أيضاً الى فضيلة الشيخ القطان! ففي خطبته يوم الجمعة الماضي (8 أبريل/ نيسان 2011)، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان: «إن بعض الإعلاميين والصحافيين والخطباء والكتاب، يعملون من خلال مواقع عملهم على تأجيج الفتنة الطائفية وتفكيك المجتمع، ويقتاتون على الأحداث والأزمات»، وكانت ملاحظة فضيلته في محلها، وقد عايشنا ونعايش هذا النمط من الاعتياش على الأزمات.

ومن المهم أن نمعن النظر في دعوة فضيلة الشيخ القطان، فقد دعا المصلحين والمفكرين والعلماء والخطباء وأصحاب الرأي الى الابتعاد عن التجييش والتحريض مع الاحتفاظ بالرأي الآخر، وعلى أهل العلم إرشاد الضال، والواجب على العلماء والخطباء ووسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والمنتديات الإلكترونية، أن يتقوا الله في الشباب والوطن ويجعلوا منابرهم منابر رشد وإصلاح، وألا يخرجوا إلى موضوعات استفزازية تؤدي إلى تفكيك المجتمع، وتثير الفتنة الطائفية.

لماذا تناول فضيلته هذا المحور؟ والجواب في الخطبة ذاتها، فقد اعتبر فضيلته أن بعض الصحافيين والإعلاميين والخطباء لا ينتمون إلى الحوار المتعقل والطرح المتزن والنقاش المنصف، بل تطغى في كتاباتهم وتحليلاتهم الانتهازية والطائفية، اقتياتاً على الأحداث وعيشاً على الكوارث، لا يناقشون المشكلة من أجل حلها، بل يتوجهون باتهام بعضهم بعضاً، ويتعدون على العرف السائد، وأعراف أهل الإسلام التي تعود إلى دينهم.

نكمل يوم الأحد المقبل إن شاء الله

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 3141 - الأربعاء 13 أبريل 2011م الموافق 10 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً