العدد 3161 - الثلثاء 03 مايو 2011م الموافق 30 جمادى الأولى 1432هـ

المواطنة... فعل لا مذهب

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

اليوم أصبح معيار المواطنة غير واضح بعد تدخل الأصوات المتطرفة وتعالي الدعوات المشككة في نوايا الآخرين، فمن لديه خلاف قديم مع زميل له في العمل بإمكانه في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن أن يتهمه بالعمالة ويخوِّنه ويشكك في حبه لبلده، حتى يدفع المؤسسة التي يعمل بها إلى تسريحه استناداً إلى اتهامات بلا مسوغ أو برهان.

وهنا قد يقع الكثيرون تحت طائلة الظلم وفقد الوظيفة، على رغم أنهم أكثر الناس حرصاً على أداء واجبهم الوظيفي على أكمل وجه، ولم يسيئوا إلى بلدهم طوال حياتهم بأي شكل من الأشكال.

الحقيقة التي يجب أن تلتفت إليها أي لجنة تحقيق في القطاعين العام والخاص، أن معيار المواطنة يقاس بالعمل والفعل المنتج على أرض الواقع، وليس على أساس المذهب أو الانتماء الديني، إذ تستميت بعض الأقلام لحمل هذه اللجان على التشدد في الإجراءات والعقوبات على أساس المذهب، لمجرد أن أغلب من شاركوا في الأحداث الماضية هم من فئة معينة، وذلك إجحاف بحق شريحة واسعة من المجتمع البحريني أيدت حكم العائلة المالكة الكريمة وعروبة البحرين في العام 1970.

التقصي والبحث عن أي دليل من الضرورة أن يكون بعيداً عن أية مؤثرات وضغوط اجتماعية خارجية قد تنعكس على سير عمل لجان التحقيق، لكي لا تخرج النتائج على غير ما يجب أن تكون، وللقضاء موقف في هذا الصدد، ففي الكثير من القضايا الحساسة يتم حظر النشر عنها بأمر من النيابة العامة أو القضاء، حتى لا يلقي التفسير والتأويل بظلاله على سير العدالة.

في هذه الفترة تحديداً يجب أن تسود أجواء المحبة والألفة والوحدة الوطنية بين الجميع، فهي المخرج الوحيد القادر على أن يحمي الوطن من الانزلاق في نزاعات طائفية.

وعلى اعتبار أن فرض قيود على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي والرسائل المتداولة عبر الهواتف الذكية، بات شيئاً أشبه بالسباحة عكس التيار العالمي الذي ينادي بحرية الرأي والتعبير باستخدام الوسائل التقنية والتكنولوجية الحديثة، فإن علينا نحن شباب هذا الوطن من العقلاء المتعلمين والمثقفين أن نصم آذاننا ونحجب أعيننا عن كل معلومة غير قائمة على سند أو دليل، لكي لا تأخذنا العزة بالإثم فنظلم إخواننا في الحي والشارع والمدرسة والعمل، فالدين لله والوطن للجميع، وخير ما نقدمه للبحرين أن نتسابق من أجل تكون عزيزة شامخة، رايتها خفاقة واسمها محفور في كل إنجاز مرصع بعبارات الفخر والمجد.

ولنتذكر قول رسول الله (ص): «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى»، ولنجعل من إسلامنا وعروبتنا وانتمائنا طريقاً يجمعنا على الخير، بعيداً عن فروقات اللون والعرق والجنس والمذهب

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3161 - الثلثاء 03 مايو 2011م الموافق 30 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً