العدد 3180 - الأحد 22 مايو 2011م الموافق 19 جمادى الآخرة 1432هـ

لقاء الصحافة بالوزيرة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بابتسامتها المعهودة، وبتواضعها غير المتصنع، استقبلت القائم بأعمال وزير الصحة فاطمة البلوشي صحيفة «الوسط»، لمناقشة الأوضاع الصحية في البحرين، ولإلقاء الضوء على ما نشرته «الوسط» أمس حول «القطاع الصحي». كان اللقاء صريحاً، والحوار شفافاً، وإلى أبعد الحدود. لا أريد أن أنصّب نفسي حَكماً يقول كلمته فيما أوردته معالي الوزيرة من إيضاحات، مفضِّلاً ترك ذلك للقارئ الكريم، الذي يثق فيه كلينا، الوزيرة و «الوسط»، وعوضاً عن ذلك أتناول قضيتين مركزيتين تمسان صلب المشروع الإصلاحي الذي يقوده جلالة الملك، في العلاقة بين السلطة (الأولى) التنفيذية، والسلطة الرابعة (الصحافة).

القضية الأولى، هي العلاقة التكاملية المطلوب بناؤها بين هاتين السلطتين. فبقدر ما ينبغي أن تنزع الأولى عن نفسها صفة الكمال، وادعاء عدم الوقوع في الخطأ، بقدر ما ينبغي على الثانية الابتعاد عن لغة الإثارة، والتمادي في البحث عن الأخطاء وتحويلها إلى مادة للتهييج، والتحريض غير الإيجابي. نجاح الاثنتين في تحقيق هذا الهدف السامي، يتم فقط عندما تبلغ العلاقة أرقى أشكالها، وتسري كيمياء المسئولية المتبادلة بين الطرفين، فتستمع الأولى إلى ما تقوله الرابعة، وتحرص الأخيرة على عدم التحول إلى قناة تجييش موتورة.

الثانية، هي تمسك الطرفين بالمصلحة الوطنية العليا التي تتلاشى أمامها جميع القضايا الأخرى، فتتضافر جهود الاثنتين من أجل تحقيق هدف واحد مشترك، هو الدفاع عن حياض الوطن ضد كل القوى الخارجية، والوقوف صفاً واحداً ضد كل من تُسوّل له نفسه المساس بالمصالح الوطنية العليا أو الإساءة إليها. فمنطق الوطنية يفرض نفسه هنا، نافياً أية محاولة للمساومة أو تقديم أي شكل من أشكال التنازلات.

الجولة في دهاليز القطاع الصحي كشفت الكثير من الأمور، التي تتطلب إعادة النظر فيها، ليس من منطلق الخدمات الصحية فحسب، وإنما من زاوية تلك القضيتين المركزيتين المشار إليهما أعلاه، والتي انتهت بدعوة صادقة تطلب من السلطة التنفيذية أن تمتلك رحابة الصدر وسعته التي تؤهلها لقبول ما يوجه إليها من انتقادات تمارسها السلطة الرابعة، وبالقدر ذاته تضع على هذه الأخيرة درجة عالية من المسئولية، التي تعينها على ممارسة عمليات النقد الضرورية بدرجة الوعي المطلوبة.

من جانبنا، لا نستطيع إلا أن نؤكد أننا لمسنا عند سعادة الوزيرة سعة الصدر التي كنا نبحث عنها، فجاءت إجاباتها صريحة وفي غاية الشفافية. لكن بدورنا، ولكي تكتمل الدائرة، فكل ما نتمناه أن نكون قد نقلنا الحقيقة كاملة بعيدة عن أي شكل من أشكال الإثارة التي تعمل «الوسط» جاهدة على تحاشيها، كي تحقق في علاقاتها مع السلطة التنفيذية أرقى أشكال التعاون لما فيه خدمة بلدنا الغالي البحرين

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3180 - الأحد 22 مايو 2011م الموافق 19 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً