قبل ثلاثة أعوام قاد المدرب الشهير لويس أراجونيس المنتخب الإسباني لكرة القدم إلى الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) ليكون اللقب الثاني للفريق في تاريخ البطولة والأول له بعد 44 عاما من إحراز لقبه السابق.
ورحل أراجونيس عن تدريب الفريق بعد الفوز باللقب الأوروبي مباشرة وسط إشادة بالغة بالمدرب الذي وضع نفسه في صدارة قائمة أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم الإسبانية من خلال قيادته للماتادور الإسباني على مدار أربع سنوات، ولكن مواطنه فيسنتي دل بوسكي، نجح خلال ثلاث سنوات فقط في تحقيق ما يفوق إنجاز أراجونيس حيث توج بلقب بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ليكون الأول للفريق في بطولات كأس العالم.
وربما يدين دل بوسكي بالكثير إلى أراجونيس الذي كان المهندس الذي نجح في بناء هذا الفريق ليكمل دل بوسكي البناء من بعده معتمدا على الهيكل الأساسي فيما يتعلق بتشكيلته الأساسية التي لم يدخل عليها سوى تعديلات طفيفة وكذلك فيما يخص طريقة اللعب.ولكن دل بوسكي نجح بالأرقام في التفوق على سلفه والتقدم تدريجيا نحو أرقام قياسية قد يفشل غيره في تحقيقها لاحقا.
وجاءت مباراة المنتخب الإسباني الودية مع مضيفه الفنزويلي مساء أمس (الثلثاء)، والتي فاز فيها الماتادور الإسباني 3/صفر، لتمنح دل بوسكي رقما قياسيا جديدا، إذ أصبح المدرب صاحب أكبر رصيد من الانتصارات من بين جميع المدربين الذين تولوا تدريب الفريق.
وانفرد دل بوسكي بالرقم القياسي بعدما قاد الفريق أمس إلى الفوز على نظيره الفنزويلي، إذ كان شريكا لأراجونيس في رصيد 38 فوزا بعد التغلب على نظيره الأميركي 4/صفر يوم السبت الماضي ولكنه حقق أمس الفوز التاسع والثلاثين.
ويتفوق دل بوسكي على أراجونيس أيضا في أنه حطم الرقم القياسي في غضون ثلاث سنوات فحسب. وأظهر دل بوسكي مجددا طبيعته المثالية في تحفيز اللاعبين، إذ قال للاعبين قبل مباراة الأمس :"إذا حققنا الفوز في مزيد من المباريات سيدون ذلك لصالح اللاعبين. يتعين علينا التحلي بالتواضع وعدم التركيز كثيرا فيما حققناه في الماضي".
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل المباراة، أشاد دل بوسكي بلاعبيه وأكد أن الفوز بلقب العالم لم يأت من باب المصادفة.كما علق دل بوسكي على الفوز الكبير الذي حققه الفريق يوم السبت الماضي على المنتخب الأميركي قائلا :"لدينا مجموعة متميزة من اللاعبين الأساسيين كما لدينا بدلاء بالمستوى نفسه" في إشارة إلى التغييرات الكثير التي أجراها على تشكيل الفريق في هذه المباراة التي منح فيها الفرصة لعدد كبير من اللاعبين غير الأساسيين.
وأشار دل بوسكي إلى أن كرة القدم تطورت كثيرا في فنزويلا وأن المنتخب الفنزويلي من المنتخبات الجيدة التي ينتظرها مستقبل أفضل.