العدد 3201 - الأحد 12 يونيو 2011م الموافق 11 رجب 1432هـ

نتائج الامتحانات... رسالة غير طائفية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعيداً عن هموم «الحوار الوطني» وتعقيداته، تلقى أهالي البحرين نتائج امتحانات أبنائهم المدرسية، من بنين وبنات، بفرحة شديدة. وكم كانت تلك الفرحة في قلوب أولئك المتفوقين منهم، الذين نالوا تلك المعدلات المرتفعة متحدين بذلك الظروف القاسية التي عاشوا تحت رحمتها مؤخراً، ومتجاوزين أيضاً حالات القلق والتوتر التي سيطرت على أجواء البلاد في الفترة الأخيرة. أول سؤال يتبادر إلى ذهن المواطن وهو يتلقى نتائج الامتحانات، هو: هل مست الطائفية البغيضة أوراق الامتحانات أو نتائجها؟ ومن دون أي مقدمات أو تردد تأتي الإجابة بالنفي القاطع، فأوراق الامتحانات ونتائجها كانت، وستبقى، محايدة بشكل مطلق، ترفض بشدة أن تميز بين طائفة من يجلس للإجابة عليها. لم يكن هناك أي شكل من أشكال التمييز الطائفي عند وضع أسئلة الامتحانات، والأمر ذاته ينطبق على العمليات التي سيرت عمليات تصحيح تلك الأوراق.

ترى، لماذا لا نكرر ما نمارسه في الامتحانات في سلوكنا اليومي؟ لماذا تحتفظ الامتحانات بحيادها، وتتمسك بمواطنتها، في حين ينحرف واضعو أسئلتها، عندما يكونون بعيداً عنها وعن أجوائها، فنجدهم لا يترددون في الخضوع، طوعاً، لأوامر الطائفية، والانصياع لما تمليه عليهم من سلوك يقود في نهاية المطاف إلى شطر المجتمع إلى قسمين متنافرين، بدلاً من كونهما، وهو الحالة الطبيعية، نصفين متكاملين لجسم مجتمع واحد، لا يستطيع أي نصف منهما الاستغناء عن الآخر.

ترى، ما الذي يمنعنا من الاحتذاء بمثل هذا السلوك الذي يسيطر على أجواء تلك الامتحانات، وطرق تصحيحها، فننضى أثواب الطائفية عنا، ونرتدي عوضاً عنها عباءات المواطنة الصحيحة المخلصة، فتتحول ولاءاتنا من دائرتها الطائفية الضيقة، إلى فضاء المواطنة الفسيح، بكل ما يمثله ذلك التحول من تمسك بمؤسسات الدولة، وإيمان بالقنوات التي تنظم العلاقات بين السلطات الثلاث، وبينها جميعاً متحدة أو فرادى مع المواطن.

قد يكابر البعض منا، ويرفض الاعتراف بظاهرة التخندق الطائفي التي باتت تسيطر على المجتمع، ومؤسساته، وتسيِّر العلاقات بين أفراده، بل وأصبحت تحدد، في حالات كثيرة، سلوك قواه السياسية، بل وتفشل المحاولات البريئة التي تحاول أن تحول بينها وبين برامج ومشروعات تلك القوى السياسية، بما فيها الجمعيات السياسية.

ترسل لنا نتائج الامتحانات رسالات غير طائفية، كم نتمنى أن يقرأها الجميع بعقول متفتحة، ويتقبلوها بروح رياضية، هذا إن شئنا أن نشفى من أمراض الطائفية التي باتت جراثيمها تلوث أجواء البحرين، بل نجحت في التسلل إلى كل منزل على المستوى الفردي، وكل مؤسسة على الصعيد المجتمعي

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3201 - الأحد 12 يونيو 2011م الموافق 11 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 0 | 2:26 م

      مبروك للجميع

      نبارك الى جميع ابناء البحرين بالنجاح والتوفيق انشاء الله .........

    • زائر 9 | 1:41 م

      مهرجان التفوق

      اقترح اقامة مهرجان لتكريم المتفوقين واولياء الامور ويكون فرصه لتاكيد الانتماء لتراب البحرين

    • زائر 7 | 5:08 ص

      مبروك التفوق

      مبروك التفوق رغم الصعوبات، ونتمنى أن تتفوق البحرين ........

    • زائر 5 | 2:19 ص

      من خلق الطائفية وركّز عليها سوف يندم

      الأوطان أماكن مشتركة تتعايش فيها المذاهب والأديان والملل على اختلافها ولكن من يحاول زرع الفتن بين هذه الفئات الوطنية المتعايشة فإنه لا بد أن يبوء عمله بالخسران تلك هي سنة الحياة

    • زائر 4 | 1:36 ص

      المشكلة

      أن الكثيرين يتكلمون عن المشكلة فقــــــط و لا يشيرون إلى المسببات بتاتا!!! فهل تستطيع أستاذنا العزيز الإشارة إليها؟؟؟

    • زائر 3 | 1:34 ص

      شعار من في الدوار

      أخوان سنة وشيعة وهذا البلد ما نبيعه ولن يتغير هذا الشعار .

اقرأ ايضاً