العدد 3208 - الأحد 19 يونيو 2011م الموافق 17 رجب 1432هـ

من أجل الوطن

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في ثاني اجتماع جماهيري كبير دعت إليه «الوفاق»، شهدت سترة مهرجان «من أجل الوطن»، يوم الجمعة الماضي، حيث قدرت وزارة الداخلية الحشد بـ 11 ألف مواطن من الجنسين.

في تطورات اليوم التالي، شهد مساء السبت إزالة الشمع الأحمر من على أبواب مقر جمعية «وعد». ويرى المراقبون أن هذه التطورات من الخطوات الإيجابية التي قد تمهد لإطلاق الحوار الوطني، فيما يرى آخرون خطوات في الاتجاه المعاكس، باستمرار الاعتقالات وفصل المزيد من الموظفين في عدد من المواقع الحكومية، وخصوصاً مديرات مدارس ومعلمات، استكمالاً لمسلسل الفصل الأسابيع الماضية. من هنا فإن المؤشرات على الأرض متضاربة، فيما يتعلق بتمهيد الأرضية المناسبة للحوار.

في خطابه الثاني، أعاد أمين عام «الوفاق» الثيمات الأساسية في خطابه الأول بسار، محيّياً المطالبة السلمية الحضارية بالحقوق العامة. وأشار إلى أن وجود سلسلة إخفاقات وأخطاء عبر عقود طويلة، هي التي خلقت رغبة عامة في التغيير.

في تقديره الشخصي لأسباب الأزمة أشار سلمان إلى أن الجذر الرئيسي هو تهميش الإرادة الشعبية في صناعة القرار. وهي قضيةٌ كانت وستظل مصدر خلاف في الساحة البحرينية، يدفع كل جيل ضريبةً ما لقاء طرحها.

سلمان كان نائباً في البرلمان السابق، وكان له تصريحٌ مهمٌ بأن حصيلة تجربته كانت صفراً، وصرّح مبكّراً بأنه لن يعاود الترشيح. وفي خطابه الأخير قال بأن الإرادة الشعبية مشوّهة ومهمّشة في المجلس المنتخب بفعل توزيع الدوائر الانتخابية التي يعرف الجميع الخلل فيها. وهي شكوى ظلت تلاحق التجربة البرلمانية منذ 2002، فنائب الشمالية يمثل كتلة انتخابية توازي كتلة أخرى يمثّلها ستة نواب. ولم يجد المدافعون عن هذا الإشكال الديمقراطي مايدافعون به عن أنفسهم.

سلمان كرّر أيضاً دعوته إلى حوارٍ جادٍّ حقيقي، ينتج حلاً سياسياً عادلاً، ولا يعيد إنتاج الأزمة مرةً بعد مرة، وسنةً بعد سنة، وعقداً بعد عقد. وهو ما يتطلب توفير مناخ من الاحترام والحرية، والتجمع السلمي، وحرية الرأي بالطرق السلمية والتزام مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمعاهدات التي صادقت عليها البحرين. وهو مطلبٌ أممي عام، طرحه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمفوضية الأوروبية العليا على لسان السيدة آشتون، والمسئولون الأميركان وعلى رأسهم الرئيس أوباما، ووزيرة خارجيته كلينتون ووزير خارجية بريطانيا. ولا يمكن اتهام هؤلاء جميعاً، على اختلاف مشاربهم، بالتآمر ضد البلدان التي تربطها بها علاقاتٌ استراتيجيةٌ قديمة، أو الطعن في انتماءاتهم الدينية وأصولهم القبلية.

سلمان انتقد توجيه دعوات لستين جهة للحوار، وإبعاد الشخصيات الرسمية المعتدلة والمتحضرة عن رئاسة الحوار، وتركها إلى شخصيةٍ مختلفٍ عليها.

في هذه المرحلة نشهد تبادل رسائل بين مختلف الأطراف، ومن أهم الرسائل التي أراد سلمان إيصالها كيف يتفق استمرار ملاحقة الناس وفصلهم من أعمالهم مع توجيه بطاقات الدعوة لحضور جلسات الحوار؟

قد يتفق المرء أو يختلف كثيراً مع علي سلمان، لكنه لا يملك إلا أن يحترمه حين يقول: «المطلوب هو معرفة الحقيقة والعدالة والإنصاف من أجل بناء أرضية مشتركة، واستعادة لغة التسامح وتطييب الخواطر لفتح آفاق الحياة المشتركة... فالأوطان تبنى بالمحبة والانفتاح»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3208 - الأحد 19 يونيو 2011م الموافق 17 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 11:33 ص

      الوقت الثمين لاغتنام الفرص قد لا يتكرر مره اخرى ......... ام محمود

      من الحكمة الاستماع للأصوات العاقلة والنصائح الغالية في الظروف الصعبة فهي تساعد في انفراج الامور.. من البلدان الصديقة استمعنا الى نداءات وخطابات كثيرة توجهنا الى الطريق الصحيح وهناك نداءات اخرى من الداخل من الواجب الاستماع اليها كما اننا نرى ان استمرار عمليه فصل الموظفين والموظفات وغيرها من العقوبات المستمرة لفترة متوترة مرت على بلدنا الآمن يجب أن تتوقف ويعاد النظر فيها لأنها لا تتفق مع الحوار الوطني ومبادئه. و
      لا نريد انقسام واختلاف و زعل من البداية وانحياز في توزيع بطاقات الدعوه.

    • زائر 21 | 11:18 ص

      حان الوقت لنستمع لبعض ولنكون على قلب واحد فالمصير واحد .... ام محمود

      جميع العناوين جميلة للوفاق ((وطن للجميع - ومن أجل الوطن )) الوطن يبقى هو الهم الكبير للمخلصين من أبنائه, كما ان شخصية بحجم علي سلمان لا ينبغي تهميشها ووأد صوتها فنحن نكمل بعضنا في هذا الوطن الصغير في حجمه والكبير بأهله ومواقفه وتاريخه وتراثه .. صحيح ما قاله نحن بالفعل بحاجه ماسه الى ( حوارٍ جادٍّ حقيقي، ينتج حلاً سياسياً عادلاً، ولا يعيد إنتاج الأزمة مرةً بعد مرة، وسنةً بعد سنة، وعقداً بعد عقد.)
      نصيحة: البلد لا تحتمل تكرار الأزمات الحادة بعدين سوف تغرق في بحر من الفتن والفوضى

    • زائر 18 | 6:27 ص

      الكلام المسؤول

      هذا كلام محب الوطن والمواطن كلام فيه الرقي والترفع عن صغائر الامور وما يفرق الناس ويهدم الاوطان

    • زائر 16 | 5:34 ص

      ويبقى السؤال الى متى ؟

      نتمنى بقلوب صادقة حلول سريعة ترضي جميع الاطراف ويرجع الهدوء الى الوطن ويبقى السؤال الى متى ؟

    • زائر 15 | 4:58 ص

      كلام سليم 100%

      مثل ما قال الشيخ علي سلمان فعلا.... المطلوب هو معرفة الحقيقة والعدالة والإنصاف من أجل بناء أرضية مشتركة، واستعادة لغة التسامح وتطييب الخواطر لفتح آفاق الحياة المشتركة... فالأوطان تبنى بالمحبة والانفتاح»

    • زائر 14 | 4:42 ص

      آآآآه

      ..... فالاوطان تبنى بالمحبة والانفتاح .........

    • زائر 12 | 4:09 ص

      الوطن يبنى باالاريحيه

      الوطن يبنى باالاريحيه
      لاشعارة لا طائغيه

    • زائر 11 | 3:47 ص

      متى ترجع البحرين

      متى ترجع البحرين الاول ، سؤال على لسان كل مواطن شريف ، .............

    • زائر 9 | 2:51 ص

      هذا الرجل المخلص وظلم الآخرين

      الشيخ علي سلمان من رجالات هذا البلد المخلصين
      له بجميع أطيافه دائما يحمل همّ الجميع هم السني قبل الشيعي ولكنني للأسف في الأونة الأخيرة سمعت الكثير من التجني والبهتان على هذا الرجل
      من بعض الإعلاميين وغيرهم. لقد حزّ في نفسي ونفس الكثيرين أن نسمع مثل هذه الألفاظ التي تحاول أن تنتقص هذا الرجل الذي يشهد العالم الخارجي والداخل باعتداله في الطرح وسداد رأيه وقبوله بالآخر
      بل والفناء من أجل كل المواطنين سنة وشيعة وغيرهم من المذاهب الأخرى ولكننا أمة لا تعرف قيمة الرجال

    • زائر 8 | 2:13 ص

      اتمنى

      اتمنى اول ما اتمنى ايقاف حملات الكراهية وخطاب الحقد والبغضاء ........كي نمهد فعلا لاجراء الحوار. البحرين مامانة في اعناق الجميع ...........

    • زائر 5 | 2:02 ص

      الرأي الآخر

      وأخيرا رأينا الرأي الآخر في صحفنا ...عادة ما نرى بعض الكتاب .............بينما أقلام كبار كتابنا مثلك سيدي الكريم قد وقفت عن الكتابة في وضعنا .لكن اعتلتني ابتسامة بعدما قرأت مقالك . الشيخ علي سلمان غني عن التعريف لكن بعض هؤلاء ..... يحاولون تشويه صورته وشعبيته .. ..........

    • زائر 4 | 1:46 ص

      مستثمرون ينتعشون

      اعتقد ان هناك الكثير ممن يعتاشون على هذه الاجواء ويستثمرون فيها , ............

    • زائر 2 | 12:41 ص

      البحرين وطن الجميع

      أتمنى أن اصحى من هذا الكابوس وأرى البحرين بحلة جديدة لا عصبية ولا طائفية بل محبة وإحترام متى بس متى ؟؟

    • زائر 1 | 10:45 م

      قلبي على وطني وأهله

      شكرا لك أخي على هذا المقال ......
      كلام جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وسدد على الخير خطاه( لن تجدوا أحن وأرأف مني عليكم ) عبارة مشتقة من أسم جلالته ( فالحاء : حنان و رحمة ورأفة ، والميم :مساواة ومودة ، والدال : دعم و مساندة ) فهو وحده بعد الله سبحانه القادر على تذليل الصعاب وتهيئة الأجواء للحوار التوافقي الوطني. مصداقا لقول الرسول الكريم في الحديث الشريف :( كلكم راع ومئول عن رعيته ) حفظ الله البحرين تحت ظل قيادته ......

اقرأ ايضاً