العدد 3209 - الإثنين 20 يونيو 2011م الموافق 18 رجب 1432هـ

في يوم اللاجئ العالمي: لاجئون عرب جدد والأولوية للقضية الفلسطينية

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

يحظى اللاجئ في المنظومة الأممية بمنزلة رفيعة واهتمام بالغ وذلك من خلال تخصيص يوم عالمي له يعرف باليوم العالمي للاجئين، الذي يحتفل به في 20 يونيو/ حزيران من كل عام، حيث بات اللاجئون يتزايدون بشكل غير مسبوق حتى صار الحديث يدور عن أكثر من 40 مليون شخص.

ويخصص إحياء هذا اليوم لاستعراض هموم اللاجئين ومشاكلهم، فضلاً عن قضايا الأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، إضافة إلى تسليط الضوء على معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وبمناسبة مرور ستين عاماً على إنشاء مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، سيقع تدشين حملة جديدة للوعي العالمي بحقوق اللاجئين. تحمل عنواناً «واحداً» وهي رسالة مفادها «لاجئ واحد بلا أمل، إنه لكثير»... ففي كل يوم، يواجه ملايين اللاجئين مخاطر القتل والاغتصاب والإرهاب، ونعتقد أن وجود لاجئ واحد كثير. وذلك كما ورد في تصريحات المفوضية.

ولئن كثر الحديث اليوم وفي العالم العربي تحديداً عن اللاجئين الجدد جراء الأحداث المؤسفة في كل من ليبيا وسورية فإن قضية اللاجئين الفلسطينيين تبقى الأهم والأبرز: فإلى أي مدى نجحت تحركات المفوضية الأممية وغيرها من الهيئات طيلة ما يزيد على نصف قرن في حل قضية اللاجئين الفلسطينيين؟

اللاجئ الفلسطيني ذو أولوية:

إن قضية اللاجئين الفلسطينيين في نظر الكثيرين تمثل فشلاً ذريعاً أمام المجتمع الدولي لتقاعسه عن تطبيق حق العودة للاجئين المطرودين على أيدي عصابات الكيان الصهيوني إبان النكبة في العام 1948، وبعد مرور 63 سنة على ذلك التاريخ باتت قضية اللاجئين الفلسطينيين تمثل أكبر وأقدم وأطول قضية لاجئين في العالم أوجدها الاحتلال الإسرائيلي.

ويعتبر اللاجئون الفلسطينيون من أقدم فئات اللاجئين في العالم، الذين لم تحل قضيتهم بعد على رغم صدور قرار عن الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 1948. بل إن كل مساعي حل الصراع العربي ـ الإسرائيلي منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية المعروفة باتفاق كامب ديفيد إلى يومنا هذا، لم تفلح في حل تلك القضية السياسية ـ الإنسانية الفائقة التعقيد.

على أن وضع اللاجئين الفلسطينيين يتفاوت من بلد إلى آخر، معيشياً وقانونياً، وهم يتركزون في أربعة تجمعات أساسية: الأراضي الفلسطينية (الضفة والقطاع) والأردن وسورية ولبنان، وبحجم أقل في العراق. ووفق سجلات «الاونروا»: يعيش ثلث اللاجئين في 58 مخيماً تنتشر في مناطق عمليات الأونروا الخمسة وهي: الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وغزة، ومن هنا وجب التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي المقدمة حقه في العودة وعلى المجتمع الدولي الذي يدعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان،أن يمارس كل أشكال الضغط على الاحتلال الصهيوني لتطبيق حق العودة والاهتمام أكثر بقضية اللاجئين كونها محور الاستقرار في المنطقة التي لن تنعم بالهدوء والسلام من دون عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، لذلك فإن من أهم المسلمات المتفق عليها بخصوص قضية اللاجئين الفلسطينيين:

* حق العودة وهو من الحقوق غير القابلة للتصرف وبهذا لا يحق لأي كان، دولة أو سلطة أو مؤسسة... التنازل عنه.

* رفض الشعب الفلسطيني لكل أشكال التوطين أو التهجير وما إقامته في دول الشتات إلا إقامة مؤقتة بانتظار العودة.

* كل من يساهم في إسقاط حق العودة إنما يخدم الأجندة الأميركية والإسرائيلية.

* أما من جهة المجتمع الدولي فيجب الابتعاد عن ممارسة سياسة المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بعودة اللاجئين الفلسطينيين، فمن استطاع أن يضغط على عدد من الدول لتطبيق عودة أكثر من عشرة ملايين لاجئ من دول كوسوفا وتيمور الشرقية وغواتيمالا وغيرها خلال عشر سنوات في تسعينيات القرن الماضي يستطيع كذلك أن يضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتطبيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

الثورات العربية واللاجئون الجدد:

لقد أفرزت بعض الثورات العربية الجديدة صوراً جديدة من المعاناة حيث يتواصل تدفق اللاجئين الليبيين على المعبر الحدودي «الذهيبة» في التراب التونسي وتشهد مخيمات اللاجئين أوضاعاً إنسانية متردية، حيث تعاني المنطقة من نقص في المواد الغذائية والطبية وشبه الطبية. ودعا المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين انطونيو غيتيريس المجموعة الدولية إلى التعهد بتقديم مزيد من المساعدة للاجئين الهاربين من النزاع الليبي وتقديم مزيد من الدعم للثورة التونسية. وقال غوتيريس لمجموعة من الصحافيين بعد لقاء مع وزير الخارجية التونسي محمد المولدي الكافي: «جئت لأقول شكراً للحكومة وللشعب التونسي».

وأشاد بـ «ضيافة» العائلات التونسية التي استقبلت اللاجئين «بطريقة تستحق تقدير المجموعة الدولية». لكن هذا الجهد المشكور لا يغني عن الوطن شيئاً.

أما اللاجئون السوريون فالمئات منهم يعيشون في خوف وقلق من الآتي بعيداً عن منازلهم وديارهم على الحدود السورية التركية. وتحت زخات المطر، يجد الكثير منهم في الأغطية البلاستيكية وأغصان الشجر ملجأ لهم في تركيا، في الأثناء، وبحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية، فقد واصل السوريون، ممن يخشون من إجراءات انتقامية، التدفق على تركيا من خلال المعبرين الحدوديين في قضائي يايلا داغ والتن أوزو التابعين لمحافظة هاتاي.

وبلغ عدد اللاجئين الذين دخلوا إلى تركيا خلال الأسبوع الأخير 9700 لاجئ، وهي الإحصاءات الأحدث فيما يتعلق بأعداد السوريين اللاجئين إلى الدولة المجاورة.

وأفادت الهيئة بأن «تم البدء ببناء مدينة خيام جديدة في يايلا داغ بسعة 2500 شخص. ويتم السماح للاجئين السوريين باللقاء مع أقربائهم في تركيا».

إلى متى؟

والسؤال إلى متى هذه المعاناة؟ إلى متى تتجاذب هذا العالم الصراعات؟ إلى متى يتعذب الصغار والنساء والشيوخ جراء هذه النزاعات؟

لاشك في أن النوايا الحسنة وسفراءها في العالم يقدمون ولايزالون الكثير والكثير من النوايا الحسنة ولاشك في أن الأعمال بالنيات الحسنة أيضاً... لكن هذه النوايا الحسنة لن تكون ذات قيمة حسنة إذا لم تصحبها أو على الأقل تعقبها أعمال حسنة ذات جدوى تضع حداً معها لمعاناة اللاجئ الفلسطيني واللاجئين العرب الجدد

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3209 - الإثنين 20 يونيو 2011م الموافق 18 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:31 ص

      المقاطعة هي الحل

      يعتبر اللاجئون الفلسطينيون من أقدم فئات اللاجئين في العالم، الذين لم تحل قضيتهم بعد على رغم صدور قرار عن الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 1948
      لا تنفع قرارات أممية ولا شيء
      لا ينفع سوى سلاح المقاطعة الاقتصادية

    • زائر 1 | 1:03 ص

      اللاجئ في دياره!!!!!

      حدثتنا عن اللاجئين في ديار الغير وماذا عن اللاجئين في ديارهم
      إنها لمعاناة أكبر

اقرأ ايضاً