العدد 3216 - الإثنين 27 يونيو 2011م الموافق 25 رجب 1432هـ

كي تصبح «الداخلية» جزءاً من الحل

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خطاب معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، خلال حضوره «طابور الأمن العام» أمس، كان بمثابة الجردة السريعة المكثفة للأحداث المؤلمة التي مرت بها البحرين في مطلع هذا العام، تعمّد معاليه أن يستخدمها كخلفية للوصول إلى بعض الاستنتاجات بشأن الدور المختلف الذي يريده للوزارة عندما تشرع في حماية أمن المواطن، وتوفير الاستقرار للمجتمع. من أهم المقاطع التي وردت في ذلك الخطاب، في هذا السياق، قوله «نريد أن نكون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة». ربما تبدو هذه العبارة مجرد مجموعة من الكلمات التي رُصَّت بعناية من أجل امتصاص نقمة شعبية عارمة، لكنها تكتسب مدلولاً آخر مختلفاً، عندما ترد على لسان وزير الداخلية، والبلاد على أبواب حوار وطني شامل يطمح إلى الوصول إلى توافق سياسي يخرجها (البلاد) من أزمتها التي تطوقها، وتكاد أن تشل حركتها، فإنها تكتسب أهمية خاصة، تستمدها من دلالات متعددة من بين أبرزها:

1 - كونها بمثابة الدعوة للمصالحة بين الدولة والمعارضة، حيث أن هذه الأخيرة تحصر الكثير من مطالباتها في نطاق الحد من ممارسات المؤسسات الأمنية ذات العلاقة بوزارة الداخلية. ومن ثم فإن الخطوة الأولى على طريق أية مصالحة وطنية، كتلك التي يفترض أن تقدم عليها «مملكة البحرين»، خلال الفترة المقبلة، لا مناص لها من رأب الصدع بين وزارة الداخلية والمعارضة.

2 - تشكل ما يشبه الخطوة العلنية التي تحمل في طياتها نداءً جريئاً مبطناً إلى التهدئة التي يحتاجها «حوار التوافق الوطني». فمن المعروف أن نسبة عالية من المطالبات التي تتلقاها الدولة، كشرط مسبق لمشاركة بعض القوى المعارضة في الحوار، أو لاستمرارها فيه، إنما تنصب على وزارة الداخلية وبرامجها، وخططها التي تنفذها، والتي غالباً ما تحملها المعارضة، ومن ورائها العديد من منظمات المجتمع المدني، مسئولية أية تجاوزات تمارسها أجهزة الدولة التي تمس حقوق الإنسان التي يفترض أن يتمتع بها مواطنو بلد منفتح مثل البحرين. ومن ثم يقع على عاتق الوزارة «تأزيم العلاقة بين الدولة وتلك المعارضة»، وهي الصورة التي يحاول معاليه، من خلال ما يعنيه ذلك المقطع، أن يستأصلها من ذهنية المواطن.

من هنا يتوقع المواطن، وهو يرنو بعينيه نحو مركز الشيخ عيسى الثقافي، حيث سيعقد «حوار التوافق الوطني»، جلساته، أن تقدم الوزارة على خطوات أخرى مواكبة، لكنها أكثر جذرية، فتساهم، وهي الأكثر قدرة ونفوذاً، من سواها من مؤسسات الدولة الأخرى، على وضع حد للكثير من الإجراءات التي لا تخدم الصورة الجميلة التي يحاول معاليه أن يرسمها للوزارة في أذهان المواطن.

ليس هناك ما يدعو إلى سرد قائمة بتلك الإجراءات، فليس هناك من وزارة تسبق الداخلية أو تتجاوزها عندما يتعلق الأمر ببواطن الأمور. لذا لا يملك المواطن إلا أن يتطلع إلى ذلك اليوم الذي يتحقق فيه حلم معالي الوزير، والذي هو أيضاً حلم المواطن نفسه، عندما تصبح الوزارة جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3216 - الإثنين 27 يونيو 2011م الموافق 25 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 1:57 م

      نحن اليوم نعيش عصف الانفجـــــــــــــــار ..... 2 ........ ام محمود

      هناك أطراف عديدة المطلوب منها أن تكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة
      --
      على سبيل المثال الصحف ومقالات بعض الكتّاب التي تساعد على التفجر - بعض البرامج التلفزيونية - بعض الاجراءات في العقوبات والمستمره بدون توقف ...
      --
      ما يقلقنا أكثر هو عدم التوصل الى حل رغم مرور عدة أشهر على الأزمة والمستقبل ما زال رمادي اللون لا ندري هل سيكون هناك توافق ام اختلاف
      هل ستكون الصورة جميلة أم مرعبه
      الأمن والأمان هو غاية كل مواطن
      وفي الوقت ذاته هدف الدول المنشود
      ومن غيره تعم الفوضى والعواصف

    • زائر 23 | 1:25 م

      نحن اليوم نعبش عصف الانفجــــــــــــــــــار ..... 1 ...... ام محمود

      تأكيدا لخطاب معالي وزير الداخلية نقول اننا لا نريد العودة الى حالة عدم التوازن وحالة الفوضى وعدم الاستقرار وحالة تخريب الانجاز .......ويجب التحلي بأعلى درجات الانضباط
      وأضيف في تعليقي ان الانفجار في أوضاع المنطقة اصاب عدة دول عربية مجاورة وكل منها تعاملت مع الوضع بطرق مختلفة ولكنها قوية وحازمة لكي لا يخرج عن السيطرة ويصل الى مثل حالة ليبيا والذي أجبر على التدخل العسكري الخارجي والاقتتال الداخلي والنتيجة مدمره ورهيبة على البلد ونخاف من تكراره في بلد مثل سوريا
      في البحرين هناك تريث وحكمة

    • زائر 17 | 5:07 ص

      الشراكة

      دائما نتكلم عن واجبات الوزارة وننسى ان المواطن عليه واجبات ايظا ... لغة المواطن يجب ان تكتنفه الاحترام والتفهم لمنطق احترام القانون ... تخيل لعبه رياضيه مثل كرة القدم بدون قوانين و عدم التزام من بعض الافراد ... يجب ان تاخد المعارضة المبادرة ... مفهوم الانفتاح مطاط عندنا
      بويوسف

    • زائر 11 | 3:04 ص

      محمود

      ياأستاذ العبيدلي.في كل يوم نقره ونسمع تصريحات من بعض كبارالمسئولين في الدله تثلج الصدر ولكن و للأسف وفي كل يوم ماتلاحظه على ارض الواقع يختلف تماما عن ماتقراوتسمع,ومنهاء على سبيل المثال التسريحات في الوزارات اكثر من الشركات والمضايقات لناس مع الاعتقالأت ..........

    • زائر 9 | 2:42 ص

      نتمنى أن يُعالج المرض بصورة صحيحة..!!

      البلاد على أبواب حوار وطني شامل يطمح إلى الوصول إلى توافق سياسي يخرجها (البلاد) من أزمتها التي تطوقها..
      هناك مرض فإن تم معالجته بصورة صحيحة سيتعافى الجسم أما المداهنة والتمسيد فإنها تزيده سوءا".. عافى الله البحرين من كل سوء..

    • زائر 8 | 2:11 ص

      بواطن الامور

      جعل تمتين الثقه بين الوزاره و المواطن من اول اولوياة الوزاره المجيده

    • زائر 2 | 12:35 ص

      .........

      ما شرحت الفقرة بصورة كافية

اقرأ ايضاً