العدد 3217 - الثلثاء 28 يونيو 2011م الموافق 26 رجب 1432هـ

التريث «الوفاقي»

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فيما يتلهف المواطن لسماع الخطاب الذي سيوجهه جلالة الملك اليوم للشعب، الذي لا يختلف اثنان على أهميته، والذي ظهرت بعض مقدماته في الإجراءات التي شملت إطلاق سراح، دون أن يرافق ذلك إسقاط التهمة، من وجهت لهم جنحة، تنطلق الإشاعات والتكهنات حول الجديد الذي سيأتي به هذا الخطاب، وتنتشر بسرعة البرق، في صفوف المواطنين كي ترقى من مستوى الإشاعة العادية، إلى درجة تقترب من الحدث الصحيح الثابت.

لذا وجدنا موجات الإشاعات تتفاوت من اقتصار الخطاب على مجرد إطلاق بعض المبادرات الإصلاحية غير الراديكالية، المشوبة ببعض الإجراءات السياسية، ثم تتدرج راديكالياً رويداً رويداً لتصل إلى القمة عندما تتكهن باحتمال حل مجلس النواب، ومعه بطبيعة الحال مجلس الشورى، وتشكيل جمعية تأسيسية منتخبة تأخذ على عاتقها وضع دستور جديد أو تصحيح القائم في اتجاه إعطاء المزيد من الصلاحيات للشعب.

هذه الإرهاصات تعكس في جوانب كثيرة منها انعكاسات الأحداث الأخيرة المؤلمة على مجريات الحدث السياسي. لكن بعيداً عن كل ذلك يظل الحوار الوطني هو الذي يستحوذ على انتباه رواد الشارع السياسي البحريني، نظراً للآمال الكبيرة التي يعلقها الكثيرون منا على جلسات الحوار، ومناقشاته، والمقترحات التي سيخرج بها.

الملفت للنظر هنا هو امتناع أحد أهم فصائل المعارضة، وهي جمعية «الوفاق»، عن الإعلان عن موقفها النهائي، سواء على مستوى المشاركة أو الامتناع عن الحضور، أو بالنسبة لتقديم المرئيات، رغم انقضاء المدة المعطاة لتلقي الردود بشأن المشاركة وتسلم المرئيات.

هذا التريث «الوفاقي» ربما يكون هناك ما يفسره أو يحاول أن يبرره، وعلى أكثر من صعيد، تنظيمياً، وسياسياً. لكن ما هو أهم من ذلك هو انعكاسات غياب «الوفاق» على واقعها هي من جانب، وتأثيراته على سير الجلسات والحوارات التي ستكتنفها. إذ إن تغيب «الوفاق» في حال عدم تغير موقفها، سيكون له تأثير سلبي لا ينبغي الاستهانة به، على واقعها الذاتي، وفي الوقت ذاته، يحرم المشاركين من سماع واحد من أهم الأصوات المعارضة، دون أن يعني ذلك التقليل من أهمية الآخرين، بقدر ما يحاول أن يعطي كل ذي حق حقه. عدم تحديد الوفاق موقفها يضعها أمام خيارات صعبة ومعقدة. فمن جانب، وعلى الصعيد الوطني، لاشك أن غياب الوفاق عن جلسات المؤتمر فيه خسارة فادحة في مستوى راديكالية، ودرجة وضوح القرارات. وبالقدر ذاته، سيحول دون تشكيل كتلة سياسية حرجة قادرة على التأثير على سير الجلسات واتجاهات الحوارات.

نفهم التريث «الوفاقي»، لكننا بالقدر ذاته ندرك فداحة الخسارة الناجمة عن ذلك التريث. فهل تأتي الأيام القليلة القادمة التي تفصلنا عن انعقاد جلسات الحوار الوطني التوافقي، بغير توقعات الكثيرين منا، وتفاجئ الوفاق الجميع بوضع حد لذلك التريث، والمشاركة في الحوار؟

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3217 - الثلثاء 28 يونيو 2011م الموافق 26 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 10:14 ص

      من الخاسر ؟ ومن الرايح ؟ في عدم حسم الأمور الى الآن ........... ام محمود

      ننتظر مفاجأة أو تحرك غير متوقع من أكبر كتلة سياسية وهي الوفاق قبل بدء الحوار .. يجب أن يكون لها موقف يسجل في هذه اللحظات المهمة والحاسمة في حياة جميع البحرينيين
      تعودنا منها الثبات والصدق والاحتكام للعقل والموضوعية
      ليس مهما عدد الكراسي الممنوحة لجمعية الوفاق أنا برأيي ان 4 أعضاء كافيين اذا كانوا يملكون الحجة والمنطق والرأي السديد والتفاهم والصلابة و الرؤية الواضحة
      التكهنات والاشاعات والأقاويل كثيره من حولنا
      لازم نحدد مصيرنا وتوجهنا ومستقبلنا
      يعني يا أسود يا أبيض

    • زائر 11 | 7:44 ص

      الوفاق تمثل صوت القاعدة الجماهيرية

      لا أعلم أستاذي الكريم لم يتم نشر تعليقي السابق بنفس العنوان فليس به ما يسيء لأي أحد!!

    • زائر 7 | 3:57 ص

      اشاركك الراي يادكتور

      اشاركك الراي يادكتور فالطائر لا يطير الا بجانحين

    • مواطن مستضعف | 2:00 ص

      الوفاق .. الوفاق .. الوفاق!!

      ماذا يكمن خلف هذا الكيان الغامض يا ترى؟!!
      ما القوة التي تحوزها لكي تشغل كل هذا الإهتمام من جميع الأطراف بلا استثناء!!
      المعارضة تصنف الوفاق إلى جانب الحكومة و الحكومة تصنف الوفاق إلى جانب المعارضة!!
      و هناك من يصف الوفاق بأنها بمنتهى الذكاء السياسي و آخرون بمنتهى الغباء؟!!
      و آخرون شيء آخر ...
      شيء محيّر فعلا!!
      كم هو صعب هذا الرقم الوفاقي؟!!
      (أستاذي الكريم .. أرجو نشر التعليق كاملاً فليس فيه ما يُسيء
      مع وافر التحية)

اقرأ ايضاً