العدد 3220 - الجمعة 01 يوليو 2011م الموافق 29 رجب 1432هـ

مرحباً بـقرار المشاركة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد مشوار طويل، ومخاض عسير، وحوارات مكثفة، أعلنت جمعية الوفاق موقفها الإيجابي من المشاركة في جلسات «حوار التوافق الوطني». لن نعود إلى الخلف، للخوض في الأسباب والدوافع التي أقنعت «الوفاق» بالوصول إلى هذا القرار الإيجابي، فطبيعة الأوضاع وتعقيداتها تتطلب من الجميع تركيز أنظارهم على ما هو قادم، والتطلع نحو المستقبل. كما أن الأهم من كل ذلك هو وضع القرار في إطاره الصحيح، وسياقه السليم، وهو أن مشاركة «الوفاق»، تضيف بُعداً إيجابياً للحوار.

ما يتمناه المواطن من «الوفاق»، بعد أن وافقت على المشاركة، أن تتحمل، كما تحملت آلام مخاض ولادة قرار الموافقة، تعقيدات وصعوبات ما سوف تواجهه في جلسات الحوار، ولا أن يكون أي منها مدعاة لانسحابها؛ لأن في الانسحاب الكثير من السلبيات على سير أعمال الحوار والنتائج التي يمكن أن ينتهي إليها.

جميع الأطراف المشاركة في الحوار أفراداً ومؤسسات، تدرك، تماماً، كما أفصحت «الوفاق»، عن وعورة الطريق التي من الطبيعي أن تكون مليئة بالمطبات والعقبات، لكن الواجب الوطني يقتضي أن يعمل الجميع، بمن فيهم «الوفاق»، من أجل تجاوز المطبات، وإزالة العقبات، وهذه مهمة لا ينبغي استسهالها أو التقليل من صعوباتها. لكن من يضع أقدامه على الطريق، لا يملك إلا أن يواصل السير فيها من أجل قطعها، والوصول إلى نهايتها لتحقيق الأهداف النبيلة التي من أجلها وافقت «الوفاق» على المشاركة في الحوار.

فكأيِّ حوار توافقي مشابه، من الطبيعي والمتوقع، أن تربض فوق طاولاته مجموعة من الملفات الساخنة، يكاد أن يكون كل واحد منها قنبلة موقوتة تهدد بنسف مسيرته. لكن من يريد أن يصل، كما قلنا، إلى نهاية الطريق، ليس أمامه من خيار آخر سوى ضمان معالجة محتويات تلك الملفات، دون أن يؤدي ذلك إلى انفجار أيٍّ منها.

من الطبيعي أن تجد «الوفاق» أمامها خريطة تحالفات سياسية مختلفة عن تلك التي تعودت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، فليس خافياً على أحد بروز عناصر جديدة في خريطة الشارع السياسي البحريني، لها مواقفها التي تفرض عوامل جديدة في موازين التحالفات، ومن ثم طبيعة واتجاه النقاشات، التي لا يمكن لجمعية الوفاق إلا أن تتوقف عندها وتتولى قراءتها بعين سياسية ناضجة كي تستطيع التعامل معها، مع الحرص على الحؤول دون وصول أيٍّ منها إلى طريق مسدود، ربما يقود إلى نسف الحوار، أو إلى انسحاب «الوفاق».

لقد وضعت «الوفاق»، بقرار المشاركة في جلسات الحوار، أقدامها على طريق يأمل المواطن أن تكون قادرة على المضي فيه حتى نهايته، فأي تفجير مصدره انسحاب «الوفاق» سيساهم بشكل أو بآخر في إدخال البلاد في نفق مظلم جديد ليس هناك من يتمنى دخولها فيه.

خطوة «الوفاق» تعكس نضجاً سياسياً لا يملك المواطن إلا أن يرحب به ويقف إلى جانبه، ويشد على أيدي من ساهم في إخراجه إلى النور، ويدعو «الوفاق» أن تكمل مشوارها، فلا تستعجل الأمور، فتأخذ، في أثناء جلسات الحوار، قرار انسحابها بشكل انفعالي سريع، فما زال المواطن البحريني يعاني من الذيول السلبية التي خلّفها قرار الانسحاب من البرلمان، الذي تفتقد ردهاته إلى نقاشات ممثلي «الوفاق» الساخنة

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3220 - الجمعة 01 يوليو 2011م الموافق 29 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 5:40 ص

      قرار فى محله (( الحقيقه المرة))نتة

      بصراحه القرار صائب لان من المستحيل ان تكون بعيدعن الطاوله وتتطالب بحقك صعبه ... خاصه وان هناك اشخاص من مصلحتهم عدم دخول الوفاق على اساس التبرير ان هناك من يريد افشال لاحوار للمره الثانيه وهذا القرار صادر من جلاله الملك الله يحفظه وهنا مربط الفرس الكره الان فى ساحه الحكومه الوفاق بصراحه استغلت كل الوقت حتى اخر رمق وشفنا النتائج البارحه من افراجات كثيره وهذا اول الغيث . الشى الثانى انكشاف الاقنعه الاعلاميه من اصحاب النفوس المريضه وشفنا اعلان ان موافقه الوفاق اتت من الخارج يعنى نفس الاسطوانه

    • زائر 19 | 4:38 ص

      جميعنا في مركب واحد لا نريد اغراقه بالمهاترات والتأزيم والتعقيد ... لنبدأ صفحة جديدة ناصعة البياض ...... ام محمود

      مثل ما قلت استاذنا ان الطريق وعر ومليء بالمطبات وان هناك قنابل قابلة للتفجر ولكن البحرين كبيرة بأخلاق ناسها وسماحتهم وقدرتهم على التكيف والتسامح
      من كلمات السيد المرزوق أمس: سنجتهد لإيصال صوتنا إلى أعلى المسئولين بأن يكون هذا الحوار منتجاً، ونمد قلوبنا وعقولنا لتحقيق إرادة شعبية بمجلس منتخب كامل الصلاحيات، نريد دوائر مبنية على مواطنين، وليست دوائر مبنية على الطوائف أو العوائل، نريد أن يشعر كل شعب البحرين أنهم متساوون».
      كلام صائب فتحقيق مطالب الشعب هو الورقة الرابحة

    • زائر 18 | 4:28 ص

      أخيراً يا وفــــــــــــــــــــاق قرارك و موقفك الايجابي أثلج صدورنا و أفرحنا و أراحنا .......... ام محمود

      الوفاق عندها مفاتيح الكثير من الأبواب المغلقة وتملك من النضوج السياسي والفكر العقلاني والتجارب و المرونة في النقاشات الساخنة مما يؤهلها للدخول في الحوار باقتدار وثقة .. نحن أحسسنا بالخسران والخيبة عندما انسحبت من البرلمان بصورة مفاجئة ولديها الأسباب القوية لذلك
      لا شك ان قيادتها حكيمة وواعية نأمل أن تنجح في حوار التوافق الوطني ومشاركتها جديرة بالاهتمام والتقدير ..التجمع الجماهيرى الكبير وخطابها للمواطنين في كل من سار -البلاد -والدراز زاد من رصيدها
      نعم لانجاح الحوار ولاعادة التوازن ..متفائلين

    • زائر 15 | 3:23 ص

      مضبطة الحوار للتأريخ والشعب..!!

      يا ريت تُنشر تفاصيل الحوار ليعرف الشعب من يحب الوطن ومن يحب نفسه.. لا نريد نقاشات في الكواليس وإنما نتائج على الأرض يلمس "فائدتها" الشعب..

    • زائر 8 | 2:44 ص

      حوار جدي

      لم يتغير خطاب الوفاق منذ البداية في ان المشاركة مرهونة بكون الحوار جديا وهذا غير متحقق في الحوار المزمع فلا ادري من أين قرأ البعض قرار المشاركة ولقد سمعنا بأذاننا انه إذا كان الحوار شكليا فلن نشارك فيه ولا يمكن لهذا الحوار الا ان يكون شكليا.
      الرجاء النشر

    • زائر 7 | 2:38 ص

      سوف نشووووووف

      الدخول من عدمه كان ورقة احتفظت بها الوفاق حتى آخر لحظة لأسباب كثيرة...وحتى نحكم على نجاح الحوار من عدمه فلننتظر نتائجه المعروفة!!!

    • زائر 6 | 2:26 ص

      موقف حكيم

      لست وفاقيا ولكني ارى ان قرار الوفاق موقف حكيم يعبر عن حرصهاالوطني وذلك يتوافق وقيم ثقافتنا التي تؤكد قيم التسامح وتجاوز الازمات والشروع في بناءمستقبل افضل لاجيال الغد وينبغي ان تكون الحكمة سيدة القرار في حوارنا المشترك وتقديم مايعزز ذلك المسار واتصور هناك من يملك الاوراق في يده لتاكيد ذلك.
      تشكيل لجنة تقصي الحقائق تاكيد لمصداقية ذلك التوجه وجلالة الملك بقيامه بهذه الخطوة غير المسبوقة اكد البعد الحكيم لقيادة السفينة ونتمنى ان تلحقها خطوات اخرى لتمكنها من الابحار الامن الذي يخلد حكمته عبر التاريخ.

    • زائر 3 | 12:52 ص

      الحوار فيما هو مقر مسبقاً

      المملكة الدستورية مقرة سلفاً الحوار يجب أن يطالب بالتطبيق

    • زائر 1 | 10:23 م

      بدون تعليق

      يفعل الله ما يريد .... لعل في دخول جمعية الوفاق في الحوار في صالح البلاد والعباد ...... والله ولي التوفيق للجميع .

اقرأ ايضاً