العدد 3222 - الأحد 03 يوليو 2011م الموافق 01 شعبان 1432هـ

ناقلتنا الوطنية والأميال الخضراء!

ناصر البردستاني comments [at] alwasatnews.com

معظم شركات الطيران في العالم لديها برنامجها الخاص لمكافأة ولاء المسافر والذي تختلف خصائصه من شركة لأخرى، حيث يستطيع العميل بعد أن ينضم للبرنامج جمع نقاط على شكل أميال تمكّنه لاحقاً من شراء تذكرة سفر مجانية أو الحصول على خصم أو ترقية على درجة السفر، بالإضافة إلى إمكانية الدخول في الصالات الخاصة لكبار الشخصيات في المطارات العالمية والسماح بزيادة وزن الأمتعة على المستوى المسموح به للمسافر العادي، والحصول على الأولوية في قوائم الانتظار وفي إنهاء إجراءات السفر وغير ذلك من الامتيازات.

يرجع تاريخ برامج مكافأة ولاء العميل في مجال الطيران إلى العام 1979، حينما دشنت الخطوط الجوية الدولية في تكساس بالولايات المتحدة الأميركية ولأول مرة، خدمة مكافأة الزبائن عبر توفير خصومات خاصة على أسعار التذاكر، وتوالت البرامج بعد ذلك ولاسيما مع زيادة المنافسة في السوق وتطور استخدامات الحاسوب في عالم السفريات حتى وصل اليوم عدد الأميال المكتسبة للعملاء حول العالم أكثر من 14 تريليوناً (ألف مليار) ميل بقيمة تربو على 700 مليار دولار أميركي، أي نحو 264 مليار دينار بحريني، ووصل عدد البرامج المطروحة من قبل شركات الطيران ما يفوق 180 برنامجاً حول العالم.

ناقلتنا الوطنية (طيران الخليج) تمتلك أيضاً برنامجاً مشابهاً بمسمى «المسافر المتميز» لمكافأة ولاء الأفراد الذين اختاروا السفر بصفة متكررة على أسطول الشركة، يستقطب نحو 6 آلاف عضو جديد في كل عام، ويعد من ضمن البرامج الأكثر جاذبية مقارنة ببرامج مكافأة الولاء لدى شركات الطيران الأخرى ولاسيما في المنطقة العربية نظراً للعديد من المنافع المتوافرة فيه وأبرزها إمكانية الاحتفاظ بالأميال المكتسبة لثلاث سنوات، وارتفع عدد الأعضاء المنتمين للبرنامج بشكل ملحوظ مع احتضان مملكة البحرين للمعارض والمؤتمرات الدولية وسباق السيارات الفورمولا ون في العقد الماضي.

لا نمتلك أية إحصائية رسمية عن نسبة المشتركين في البرنامج إلى عدد المسافرين على ناقلتنا الوطنية، ولكن لا يخفى على أحد أن آلاف الأميال تذهب هدراً في كل عام وهي حالة مشتركة بين جميع شركات الطيران في العالم ممن يملكون برامج مشابهة، إما لعدم انضمام المسافر إلى البرنامج أو لقلة رصيد العميل من الأميال التي تؤهله لشراء تذكرة جديدة أو لنفاد الفترة المسموح فيها الاستفادة من تلك الأميال. وإذا حولنا تلك الأميال إلى مبالغ نقدية فإنها تصل حتماً إلى عشرات الآلاف من الدنانير أو ربما أكثر.

ما نقترحه في هذا المجال يأتي من إيماننا بالدور الذي يمكن أن تلعبه الشركة عبر برنامج «المسافر المتميز» في دعم الأنشطة الأهلية التطوعية، والذي سيساهم حتماً في زيادة عدد المشتركين في البرنامج واستقطاب عملاء دائمين موالين للشركة تقديراً منهم للدور الذي تقوم به في خدمة المجتمع.

كلنا نتفهم الوضع المالي الصعب الذي تمر به الشركة منذ فترة ليست بالقليلة، فلا نطالب بتحويل تلك الأميال إلى مبالغ نقدية تتبرع بها الشركة إلى المنظمات الأهلية، ولا نريد من الشركة أن تتبرع بأميال إضافية مع كل تبرع من العميل كما هو موجود في بعض البرامج، بل نحتاج إلى وضع آلية تسمح للعملاء التبرع بتلك الأميال التي اكتسبوها إن هم أرادوا ذلك لصالح المنظمات الأهلية والاتحادات والأندية الرياضية التي تدخل في شراكة تعاون مع الشركة، بحيث تشجع تلك الجهات منتسبيها على السفر بالناقلة الوطنية في قبال حصولها على تلك الأميال للاستفادة منها في أنشطتها وبرامجها التي تستدعي السفر من وقت لآخر.

تستطيع الشركة أيضاً إن أرادت تأسيس بنك للأميال المكتسبة الناتجة من تبرع الأعضاء ومن خلال برنامج خاص يلتزم بأقصى درجات الشفافية تستطيع مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وصناديق خيرية ونقابات عمالية والجهات الأهلية الأخرى التقدم للاستفادة من تلك الأميال.

فإلى متى تغيب منظماتنا الأهلية في تمثيل البحرين بالمحافل الدولية من معارض ومؤتمرات واجتماعات مهمة لعدم استطاعتها تأمين تذاكر السفر للوفد المشارك؟ وإلى متى تعتذر أنديتنا واتحاداتنا الرياضية عن المشاركة في المسابقات الرياضية الإقليمية أو العالمية لقلة الموازنة؟.

ما نريده هو تعديل بسيط في البند السابع من شروط العضوية في برنامج «المسافر المتميز»، والذي ينص على أن «رصيد العضو غير قابل للتحويل أو التنازل عنه لأفراد أو شركات أو هيئات أخرى»، وأملنا كبير في استجابة إدارة الشركة لذلك لما عهدنا منها من مبادرات وطنية متعددة تصب في خدمة هذه الأرض الطيبة وأبنائها.

الإرادة هي ما تنقصنا في العديد من المواقع الحكومية والأهلية، فالإرادة تعطينا الدافعية وتخلق المعجزات، وحينما نريد فإننا حتماً نستطيع. فهل نملك الإرادة لتحويل تلك الأميال الذابلة إلى أميال خضراء تفوح بالحياة؟

إقرأ أيضا لـ "ناصر البردستاني"

العدد 3222 - الأحد 03 يوليو 2011م الموافق 01 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً