العدد 3224 - الثلثاء 05 يوليو 2011م الموافق 03 شعبان 1432هـ

البحرين شعب طائفي!!!!

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

سواء قبلنا أم رفضنا، لقد بتنا شعبا طائفيا.. ردود فعله طائفية... سلوكه العام طائفي... إلخ. توصل المواطن العادي إلى هذه النتيجة إثر مراقبته لردود الفعل التي انطلقت مع نشر موقع «الجزيرة نت» الإلكتروني، وثيقة قال عنها إنها من إعداد «الجهاز المركزي للإحصاء»، واحتوت على بعض الأرقام التي تتحدث عن التوزيع السكاني ونسب كل طائفة في التركيبة السكانية الحالية.

لن أتوقف عند محاولات إثبات أو نفي مسئولية الجهاز المركزي للإحصاء عن تلك الوثيقة، أو حتى كونه الجهة التي سربتها، فهذا ليس من شأني، لكن قدماي تسمرتا عند ردود الفعل الطائفية السريعة التي عبرت عن تنامي هذه الذهنية الانشقاقية، لدى من قرأوا محتوى تلك الوثيقة.

بعض أفراد الطائفة السنية، كي لا نظلم الجميع، فرحوا بها، ورأوا فيها «تثبيتاً لحقوقهم الشرعية»، و»تأكيداً لحقائق طالما منوا النفس بها على امتداد السنوات العشرين الماضية»، حيث تشير الأرقام التي تضمنتها الوثيقة إلى أن «الطائفة الشيعية»، لم تعد كما يدعي أصحابها، تشكل الغالبية العظمى من السكان.

بالقدر ذاته، وبالحماس (السلبي)، جاءت ردة فعل الطائفة الشيعية، التي اعتبرت ما أوردته الوثيقة عارياً عن الصحة، ومحتواها مزيجاً من «المكابرة والادعاء»، الذي يسعى إلى تشويه وجه التاريخ، ومسخ صورته. فلغة الأرقام الحقيقية، كما تقول الطائفة الشيعية، تدحض النسب التي أوردتها وثيقة الجهاز المركزي للإحصاء. ما غاب عن ناظري الفريقين أنهما وفي غمرة انفعالهما، تصرفا، دونما أي حق، من منطلقات طائفية محضة، تناست جذورها الوطنية، واستبدلتها بتلك الطائفية. ومن ثم، فكأنما شعب البحرين بطائفتيه، تحول إلى كتلة طائفية متناحرة.

إن كان لنا نحن في البحرين من شيء نعتز به، ونتفاخر بين الأمم به أيضاً، فهو ليس الثروة النفطية، وإنما هذا التعايش الطائفي الإيجابي، الذي، يفترض أن يكون قد ولد ذهنية متقدمة، تقوم على قبول كل واحدة من الطائفتين بالأخرى، دون نفي أي واحدة منهما لها. وبالتالي، فآخر ما يخطر على بال المواطن البحريني، أن يتحول الشعب البحريني إلى شعب طائفي، وهو ما أثبتته، ونرجو أن نكون مخطئين، ردود الفعل التلقائية من تلك الوثيقة.

اليوم، ونحن نرى النهج الطائفي يسيطر على سلوكنا كشعب، ويسير العلاقات فيما بين الطائفتين، فلم يعد هناك ما يدعو إلى التفاخر بذلك التنوع الطائفي الذي يميز البحرين عن العديد من الدول الخليجية الأخرى. كم كان الأمر سيختلف، لو كانت ردة الفعل قد قامت على أنه بغض النظر عن النسب التي تحدد الغالبية التي تنعم بها أي من الطائفتين، فمن الخطأ، بل والجريمة أن تناقش أمور الوطن من زاية طائفية.

لن يغفر لنا التاريخ، ومعه الأجيال القادمة، خضوعنا للمد الطائفي، أو سيطرته على سلوكنا. لكن سيكتب التاريخ أسماءنا بماء الذهب، عندما نرفض المنطق الطائفي، ونتصرف، كما عودتنا الأجيال السابقة، كشعب واحد يتكئ على ساقين، ولا يستطيع الطيران بدون الجناحين، واللذين هما الطائفتان. وما لم نصل إلى مثل هذا السلوك الحضاري المتقدم، فليس هناك ما يمنع أن يقدمنا التاريخ على أننا وخلال الحقبة التاريخية الراهنة، كنا شعباً طائفياً. فهل نقبل أن نكون كذلك؟

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3224 - الثلثاء 05 يوليو 2011م الموافق 03 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 47 | 3:00 م

      صحيح لن يغفر لنا التاريخ ولا الأجيال القادمة والحالية خضوعنا للتفكير والمد والتصرف الطائفي المقيت .... ام محمود

      سياسة فرق تسد قديمة ولكنها مستمرة لم تتوقف أو تهدأ البعض يعلم ان وضع الأسلاك الشائكة والجدران السميكة بين أصحاب الطائفتين والمذهبين السني والشيعي في البحرين سيكون له تداعيات ونتائج سلبية وسيزرع حقدا وكراهية في القلوب وستؤدي الى نوع من الانتقام ونوع من الظلم لطائفة معينة وكيل اتهامات مريرة لها وهذا سيؤدي الى غليان وغضب وسنتحول شيئا فشيئا الى حالة مثل العراق المتزعزع والجريح بالقتل الطائفي
      مقالك اليوم ممتاز جدا بكل كلمة فيه
      ونرجو أن نكون واعيين لاساليب التحريض
      لا للطائفية
      سنعيش اخوان دائما

    • زائر 46 | 12:55 م

      جعلتموني طائفيا

      لم أكن في يوما من الأيام طائفيا. وليس عندي تفرقة على أساس المذهب ولا الدين ولا العرق ولا الجنس. لا أقول عشنا مع الشيعة بل أقول تربينا وتعلمنا مع الشيعة من غير أن ننظر إليهم بخلاف إنهم مواطنون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات. مشكلة .....إنهم لايرون إن ما فعلوه في شهر كامل أحدث الشرخ ووضعوا كل اللوم على الحكومة و هذا مرفوض من ...... عليكم أن تصلوا إلى صدق مع ذاتكم ولربما إستطعنا أن نعيد النظر في تقبلنا لكم في هذه الأيام. بوعلي

    • زائر 43 | 10:08 ص

      الختم الكبير

      بصريح العبارة البحرينيون ليس طائفيون لكن من تكلم واحصى بهذا الشكل هو الطائفي بالختم الكبير يا استاذنا الكبير

    • زائر 42 | 9:50 ص

      اقتراح

      نحتاج في البحرين الى بادرة تجمع رموز السنة والشيعه تحت سقف واحد وسيكون لها اثر طيب في نفوس الجميع وكما نعرف ان الرموز لها شعبيه كبيره

    • زائر 37 | 7:15 ص

      التناحر الطائفي بسبب عدم الوعي

      عدم وعينا وقصر نظرنا وضحالة ثقافتنا هي التي تجعلنا
      نقبل أن نكون نحن كشعب بأكمله ضحية هذه الفتنة
      المقيته لعدم وجود المحبة والإيثار والإخلاص لبعضنا البعض وإلا فهل المطالبة ببرلمان فاعل بكامل الصلاحيات وبتفعيل حقوق المواطن كمواطن بغض النظر عن مذهبه هل هذه الأمور وغيرها من المطالب تصب في خانة طائفة دون أخرى
      هل وضع البلد بهذه الطريقة الآن يريح طائفة معينة
      ألا يرى الجميع معي أنه لو حصل حل لنعم الجميع
      بالأمن والأمان وعشنا متحابين

    • زائر 35 | 6:49 ص

      الحكومة هي الفيصل

      اعتقد ان الحكومة هي التي تسطيع وقف حفالات الزار الطائفية التي تمارس والبعضها يمارس في مؤسسات رسمية ومن قبل اقلام محسوبة على الحكومة فهي التي تسطيع خلق جو للمواطنة الصحيحة

    • زائر 33 | 6:14 ص

      عجبا

      التعليقات التي تنتقد الوفاق تنزل بسرعة البرق اما التعليقات التي تنتقد الحكومة فلاوجود لها لماذا يااستاذ؟؟؟؟؟؟

    • زائر 32 | 5:56 ص

      كان بالإمكان ولم يزل ما كان

      كان بالإمكان تلافي كل ما حصل في بدء حوار جاد يزرع الثقة المفقودة قبل 14 فبراير ولكن التلكؤ ومحاولة التسويف ضيعت الفرصة وراح اللي وخسر الوطن الكثير
      وها نحن الآن امام فرصة آخرى ولكن على ما يبدو أننا لم نتعلم من التجربة السابقة وسوف ندفع أثمانا باهظة
      أخرى إن لم نتدارك الأمور ومحاولة خلط الأوراق واللعب على الأمور الطائفية لن يجدي نفعا
      الحل المطلوب هو للوطن كل الوطن ليس لمواطن على حساب آخر. التسويف ليس في صالح الوطن
      والخسارة على الجميع لا يظن احد انه رابح

    • زائر 28 | 4:16 ص

      أي ضربات وفاقية؟؟

      لست أدري هل الأخت أم بدر تقصد وفاق البحرين أم وفاق جزر الواق واق فلا نرى إلا ضربا في الوفاق وليس العكس وإقاء الكلام على عواهنه لا يصمد أمام النقد أخت أم بدر

    • زائر 27 | 3:58 ص

      شعب البحرين ليس طائفيا

      مشكلتنا هناك من يسيس الدين لمنافع مادية

    • زائر 24 | 3:27 ص

      لست متشائما و لكن!

      لا ادعي الفهم و لكن هو الحراك الطبيعي لمجموعات تقابلة او تخيلة انها متقابلة في ساحات الصراع. حتى المتمنعين عن الانسياق في هذا المد الطائفي المدمر سيكون عليهم التخندق (عاجلا ام اجلا) مع طوائفهم وفقا للمعادلة الجديدة التي ستحكم البلاد الى امد بعيد. اما محاولاتك البائسة لردم الصدع بين فئات المجتمع لن تجدي نفعا ابدا حتى يتقدم جيل جديد لم تتلوث يداه بهذا السخام الذي ملأ الاجواء. تحية مني الى كل البحرينيين مع تمنياتي ان اكون مخطأ.

    • زائر 21 | 3:06 ص

      تعليق فقط

      تحيه اعجاب لك من قلبي استاذنا الكبير العبيدلي على موضوعاتك الشيقه وتحليلك الدقيق والعميق المتوازن والذي دائما يثري ولا يحبط يجمع ولايفرق.بكل صدق انت استاذ وكاتب فعلا مميز.ولكن عجبي من بعض ....الاخرى.والذين كتاب .... وشتامون بالدرجه الاولى .......لا اعرف ولم افهم لماذا هذا التطاول اليومي ...منهم.يهاجمون الاخرين ........

    • زائر 20 | 3:03 ص

      وفى غمرة انفعالهما تصرفا دون اي حق؟؟

      باعتقادي البسيط استاذي الفاضل ان ما يزيد الالم شرخا هو اعادة الصياغة او الامعان بتكرار ما يبث ويقال هو فى حد ذاته يتلازم مع وضع السكين بالملح وغرسها على الجرح فبالتالي هم ليس لهم الحق إذ تصرفهما "بانفعال" فما حال ان تصرف البعض دون انفعال بل بإمعان شديد فكل له الحق بالتعبير عن اراءه شريطة احترام الاخر ودون المساس بالاخرين

    • زائر 19 | 3:02 ص

      الطائفية المؤلمة

      مشكلة البحرين الاولى اليوم هي الطائفية وليست سياسية او معيشية وان كان بعض الناس يحاولون الالتفاف على الموضوع ,واصبحنا في لعبة كل طرف يحاول ان يفوز على الاخر حتى ان كان على حساب الوطن والمنجزات والاقتصاد والادهى ان المثقفين من الطرفين هم من اشعل شرارة هذه المشكلة, حتى الاطفال اصبحو يتكلمون بلغة طائفية مؤلمة .. الله يستر اذا لم نتمكن من اخماد هذه الفتنة اليوم قبل غد

    • زائر 16 | 2:36 ص

      الاخ عبيدلي

      موضوع رائع وليس غريب عليك هذا فانت مشهود لك بالوطنية الاخ عبيدلي انا شيعي لا يهمني ان يكون السنة في البلد اكثر من الشيعية الذي يهني اني مواطن لدي حقوق اريد ان ان اعيش في البلد كمواطن لا اجد تميز طائفي و لا احد يشك في ولائي وانتمائي للبلد والقيادة .......

    • زائر 14 | 1:53 ص

      ذهب التعايش

      لقد حذر الكثير من العزف على الوتر الطائفي لخطورته ولكن القلوب مغلقة والآذان صماء وهناك من كان يعمل بكل ما أتوي من قوة على هذا الوتر رغم معرفته بخطورة الطرح ولكن على ما يبدو هناك تقسيم متعمد للمجتمع على الأسسس الطائفية في كل مكان ولن ينعم البلد بخير إذا لم يسد مبدأ العدالة والتعايش السلمي فمسألة تقسيم المناصب والوظائف على أساس طائفي سوف يجر البلد إلى مزيد من التأزم ..........

    • زائر 11 | 1:45 ص

      ...........

      ما يهمني المواطنين البحرينيين أغلبيتهم شيعة لو سنة
      اللي يهمني أخلاق أغلبيتهم ...لأن هذا اللي يرسم صورة البلد
      والتوجه السياسي إلى أغلبيتهم..لأن هذا يرسم مستقبل البلد

    • زائر 9 | 1:24 ص

      لا للطائفية

      من المعلوم منذ القدم أن أهل البحرين أسرة واحدة و لاتقسيم بين أبنائها مطلقا..... حيث تواجد الطائفتين الكريمتين السنة والشيعة متجاورين في المحرق والمنامة، ومتباعدين في معظم قري البحرين ، ولكن لا فرق بين الجميع فهناك يوجد الترابط الأسري فكثير من أبناء الطائفتين يتزوج من فتيات الطائفتين فأصبح النسب الأب والجد،و الأم والجدة ،والزوج و الزوجة، والإبن والحفيد ، والبنت و الحفيدة والأسباط وهكذا ، عشنا نحن أهل البحرين متحابين حت ظهرت الطائفية البغيظة.وقى الله البحرين شر الفتن ماظهر منها وما بطن.

    • زائر 5 | 1:01 ص

      استاذ العبيدلي

      نعم انها الطائفيه تطل برؤسها القبيح ولكن بمقدورنا ان ندحرها وهذا هو دور المثقفين والمؤسسات التعليميه التي تثقف الشعب عن سلبيات الطائفيه وتساهم في جمعهم وصهرهم في بوتقة وطن واحد للجميع .

    • زائر 3 | 12:27 ص

      ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

      ..........جلالة الملك يأمر بأعادة المفصولين الى اعمالهم لكن بعض المسؤلين لاينفد القرار بالامس تواصل مسلسل الفصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فأي حوار سينجح لااعتقد ذلك اذا كان المسؤولين بهده العقلية ؟

    • زائر 0 | 12:04 ص

      القلوب أجنحة

      لم لا يمكن القبول بان هناك طيف واسع من الشعب لا يتفق مع الوفاق ولا يجب تسميته بالموالي أو عديم الوطنية ولماذا اصبحت الوطنية هي وقوفنا خلف الوفاق فقط، حتى يتقبل الجميع وطنية الجميع بغض النظر عن الأتجاهات حينها تصبح البحرين نظيفة من الطائفية .أم بدر 

    • زائر 0 | 12:02 ص

      القلوب أجنحة

      لم أجد أي تفسير حتى اليوم لأنصياع اليسار خلف التيار الأسلامي في البحرين بعد كم الضربات الموجعة لهم من قبل الوفاق في السنوات الماضية منذ التسعينات !!! أم بدر

اقرأ ايضاً