العدد 3234 - الجمعة 15 يوليو 2011م الموافق 13 شعبان 1432هـ

في منتصف الطريق

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قطع المتحاورون منتصف طريق الحوار، فقد مضى على تحلق المتحاورين حول طاولات الحوار ما يقارب الأسبوعين، انكبوا خلالها على مناقشة مجموعة من الملفات الساخنة الممتدة من ملف التجنيس، معرجة على برامج التنمية الاقتصادية في نطاق الرؤية 2030، كي تستريح، دون أن تحط الرحال عند موضوعات مثل قوانين أحكام الأسرة. قائمة طويلة من الموضوعات التي ربما يحتاج كل واحد منها إلى أكثر من حوار توافقي، إن أردنا تخصيص الوقت الكافي للدخول في تفاصيلها.

عند منتصف الطريق، من حق الحوار على المشاركين فيه أن يتوقفوا ويمعنوا النظر فيما أنجزوه، وما تبقى عليهم إنهاؤه، كي ينطلقوا، بأقصى سرعة ممكنة كي ينهوا ما اجتمعوا من أجله. لاشك أن للوقت قيمته، كما أن المواطن يقف متلهفاً بانتظار ما سوف تؤول إليه كل تلك الحوارات، آملاً في أن تنتهي إلى التوافق المنشود الذي يقود إلى نتائج تحقق طموح الجميع في التوصل إلى ما من شأنه أن ينتشل البلاد من الأوضاع السيئة التي تعاني منها.

أكثر الصور، المعلقة في منتصف الطريق، جمالاً هي تلك الصراحة اللامتناهية التي تمتعت بها المناقشات، والتي ليس هناك ما هو أكثر دلالة عليها من القضايا التي طرحت على بساط البحث، رغم الحساسية التي كان يخشى البعض من حتى مجرد التفكير فيها بصوت عال. ما كان محرماً قبل الحوار التوافقي، بات مباحاً منذ أن طرحته جلسات ذلك الحوار.

في اللجنة السياسية، وهي أكثر مناطق الطريق وعورة، لم تترك قضية في غاية الخطورة والتي هي التجنيس، ولم يتردد أحد في أن يفصح عما يراه بشأن هذا الملف الحرج. ورغم سخونة الحوارات التي دارت حول عملية التجنيس، لكنها كانت مجالاً كي يفصح كل من شارك في الحوار بما تكنه نفسه حول موضوع التجنيس الشائك.

أمّا في اللجنة الحقوقية، فقد كان الشق الجعفري، من قانون أحكام الأسرة من أكثر الموضوعات وعورة، نظراً إلى صدور الشق السني من القانون. حظي الموضوع باهتمام متزايد من لدن المشاركين، لكن مداخلتهم تميزت بتحاشي المشاركين تناول الموضوع من مدخل طائفي.

وكذلك الأمر في اللجنة الاقتصادية التي توقفت مطولاً أمام أسباب الأزمات التي عرفتها البحرين، والعثرات التي عانت منها المشاريع، والإخفاقات التي لجمت طموح الخطط، دون أن يتلكأ المشاركون عن الإشارة الواضحة إلى قضايا مثل الفساد والمحسوبية، ودورهما السلبي من تلك المشاريع والخطط على حدٍّ سواء.

ولم تخلُ اللجنة الاجتماعية من بعض الموضوعات المنشطة للصراحة، ليس أقلها موضوع شرعية، أو نكران أحقية تشكيل النقابات في مؤسسات الدولة، والموقف الصحيح من الجمعيات السياسية أو غير السياسية.

حوارات جميلة ازدادت غنى وهي تقترب من منتصف الطريق، وكانت محصلتها النهائية إيجابية، بغَضِّ النظر عن بعض المنغصات التي شابت الحوارات التي دارت حولها. فليس هناك حوار توافقي جاد ومثمر يخلو من مثل تلك المشاحنات التي تمده بالسخونة التي تحتاجها حيويته، وقوة الدفع التي لا يمكن أن يستغني عنها محركه

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3234 - الجمعة 15 يوليو 2011م الموافق 13 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 7:37 ص

      تشابه أسماء

      عندما قرأت المقال كنت أقول في نفسي نفس ما جاء في التعليق الأول المرسل من قبل القاريء واسمه شوقي، وعندما قرأت تعليقه أوقل له شكراً على تشابه رأيك مع رأيي وكذلك تطابق اسمك مع اسمي
      شكراً للأخ عبيدلي على صراحة المتحاورين وعلى المحصلة الإيجابية التي لم نشعر بها حتى الآن
      شوقي العلوي

    • زائر 3 | 1:25 ص

      ماذا بعد الإفصاح عن المرئيات؟؟

      بيّن الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، خلال كلمة ألقاها عصر أمس الجمعة (15 يوليو/ تموز 2011)، أن «الأخبار التي ذكرتها صحف كويتية ويمنية وباكستانية، والمشاهدات للازدحامات عند دائرة الجنسية لا تنبئ عن رغبة حل سياسي ومصالحة وطنية»، وطالب بتشكيل لجنة محايدة ذات صدقية لـ «النظر في موضوع التجنيس منذ بدايته حتى نغلق هذا الملف ولا يكون حجر عثرة في وجه أية مصالحة يمكن أن تتولد».

    • زائر 2 | 1:17 ص

      اخي العبيدلي الاحصائية الرسمية للتجنيس هي 30000في مدة عشر سنوات

      هذا يعني ال 3000مواطن يضافون سنويا وهذا رقما كبير ؟؟؟واقول من يرغب ويرى التجنيس فليذهب للمدارس فهناك تبان الفضائح ؟؟واقول لماذا تم الغاء شرط ال10سنوات للترشيح والترشح ولماذا تم الغاء شرط عدم حصوله على خدمة اسكانية هذان الشرطان ضاعف حجم التأخير في الحصول على خدمات الاسكان وايضا منافسة المرشحين بتوجيه اصوات المتجنس لمن يريدون واقول يكفي ماعندك من مشاكل لتضيف مشكل اكبر وهو التجنيس

    • زائر 1 | 12:22 ص

      وماذا بعد؟

      يا اخ عبيدلي، مع احترامي لمقالاتك السابقة الا ان هذا المقال هو مجرد سرد ولا اعرف ما القصد منه. اذا كان المتحاورون سردوا كل ماعندهم، فهل هي قصص يعرضونها؟ ثم ماذا بعد السرد؟ شوقي

اقرأ ايضاً