العدد 3236 - الأحد 17 يوليو 2011م الموافق 15 شعبان 1432هـ

كي ينجح الحوار

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بدأ شيء من التراخي يتسرب إلى نفوس، بعض من المشاركين، ولا نقول الكل، في الحوار التوافقي. كان يمكن أن ننظر إلى هذه الظاهرة على أنها طبيعية، بل ومتوقعة، نظراً إلى ما ساد بعض الجلسات من محاورات مطولة غير مبررة توقفت عند قضايا تفصيلية لا تصل إلى مستوى «المرئيات»، ناهيك عن توقيت الحوار الذي جاء، دون أن يلام أحد في اختيار موعد انطلاقه، في وقت كان بعض من يشاركون فيه، يتأهبون للسفر لقضاء إجازتهم الصيفية، التي تتزامن هذا العام مع إطلالة هلال رمضان الكريم على البلاد، لولا إعلان «جمعية الوفاق» عن عزمها على الانسحاب من الحوار، وهو أمر محتمل، وفي انتظار موافقة «شورى الوفاق»، على التوصيات التي رفعها وفد الجمعية المشارك في الحوار، وتبنتها الأمانة العامة، من جهة، وتلويح جمعية «وعد» باحتمال انسحابها هي الأخرى من جهة ثانية.

محصلة كل ذلك أن الحوار التوافقي بدأ يقترب من بعض المطبات الصعبة التي، حتماً، ليس هناك من يريد أن تتعثر خطواته أمامها. فالجميع، بما فيهم «وعد» و «الوفاق»، ومعهما سائر القوى السياسية الأخرى من «منبر تقدمي»، و «تجمع قومي»، و «تجمع الوحدة»، أكدوا استراتيجية مشاركتهم، وإصرارهم على إنجاح الحوار التوافقي، الذي دعا إليه جلالة الملك، منطلقين من مقولة أساسية أن فشل الحوار التوافقي، يعني فيما يعنيه، تعثر المشروع الإصلاحي ذي الأحد عشر ربيعاً، وهو أمر لا يقبل به أيُّ بحريني أصيل.

لكن كي ينجح الحوار، لابد من أن تكون هناك مقدمات صحيحة توفر الأرضية الصلبة السليمة التي لا يمكن إلا أن تقود إلى نتائج إيجابية تثمر نجاح الحوار. وأول هذه المقدمات أن تتمسك القوى السياسية المشاركة بكلمتها، وتواصل حضورها جلسات الحوار التوافقي، مدركة الأوضاع المعقدة التي يجرى على أرضيتها الحوار، والظروف الصعبة التي تحيط به وبقوى المعارضة التي تشارك فيه.

هذا على صعيد المعارضة، التي تجد نفسها بين نارين، الأولى كونها مطالبة بمواصلة المشاركة في الجلسات كي لا يقال عنها إن سلبيتها غير مبررة، وهي التي قادت، في حال عدم المشاركة، إلى فشل الحوار، ومن ثم تحميلها مسئولية ذلك الفشل، والثانية الضغط الجماهيري الذي تئن تحته، والذي يطالبها يومياً بعدم الاستمرار حفظاً لماء وجهها، وتمسكاً بمطالبها.

وليست الجهة المعنية بإدارة الحوار في وضع أفضل من ذلك، فهي الأخرى بين نارين، الأولى مطالبة القيادة لها بضرورة إنجاح الحوار وإيصاله إلى النهايات الإيجابية المتوقعة، والثانية هي السقف العالي الذي ترفعه مطالب المعارضة إلى العلو الذي يصعب على السلطة القبول به.

وكي ينجح الحوار، ويضيع المخلصون الفرصة على من يريدون له الفشل، ليس هناك من حل آخر غير أن تخفض المعارضة من سقف مطالبها، كي يتسنى للسلطة قدرة القبول بها، ومن جهة ثانية، توافق الجهات المعنية على إعطاء المعارضة بعضاً من تلك المطالب. وليس المقصود من ذلك العطاء، رمي بعض العظام للمعارضة بقصد إلهائها أو إحراجها؛ كي يكون في وسع المعارضة إقناع شارعها بجدية، ومن ثم جدوى، تلك المكاسب.

وبهذا تعمل الجهتان بشكل متضافر على إنجاح الحوار الذي لا يمكن القبول بما هو أقل من نجاحه، وبشكل صحيح

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3236 - الأحد 17 يوليو 2011م الموافق 15 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 1:55 م

      القرار المر

      لا بد أن يعي الجميع أن الوفاق خرجت من طاولة الحوار وهي تشعر بالمرارة وليس تكبرا كما يعتقد البعض ............

    • زائر 35 | 10:26 ص

      السقف العالي

      نعم المعارضة وضعت سد منيع هذا السد قادر على مواجهة كل المشاكل التي تعصف بالبلد من خلال مطالب لكل الشعب وتتمثل في حكومة منتخبة من قبل الشعب ومجلس نواب كامل الصلاحيات ودوائر عادلة فهل هذه المطالب ذات سقوف عالية بعد كل هذه التضحيات ؟؟؟؟

    • زائر 33 | 7:48 ص

      الجهل المركب

      لست وفاقياً ولكن من يريد أن ينتقد وينتقص من أي طرف ممن يطالب بالإصلاحات وتحقيق مطالب الشعب فله ذلك ولكنه لن يثنيها أو يقلل من عزيمتها.
      ألم يحن الوقت لمن أراد أن يركب موجهة المطالب بعد أن كان متناسيا ومتغاضياً ومكابراً في مسألة مطالبة الناس بحقوقهم أن يلجم نفسه ويخرسها بدلاً من أن يخونهم؟!
      الوفاق لا تملك الوصاية على الناس والناس لم توكل الوفاق توكيلاً مطلقاً، فعلى الناس أن يتورعوا من الإساءة للوفاق وغيرها ممن هم فوق أن يمسهم وينالهم أي أحد بأي تخوين وانتقاص.

    • زائر 32 | 6:53 ص

      مطالب المعارضه شرعيه

      اقراءو الدستور ستجدون ان الشعب مصدر السلطات ماهي السلطات ؟؟ السلطه التشريعيه والتنفيديه والقضائيه ؟؟ اذا مطلب حكومة منتخبه شرعي ومجلس تشريعي كامل الصلاحيات شرعي اين المشكله ؟؟

    • زائر 28 | 6:33 ص

      ما يحصل على واقع الارض لا يبشر بالخير

      جل مطالب المعارضه ليس ذات سقف عالي وتستند الى ميثاق العمل الوطني... هذا من جهه ومن جهة اخرى ما يدور على الارض من فصل العمال والطلبة لا يبشر بالارضية الصحيحة للحوار اتمنى اسمع رأيك يا استاذ عبيدلي

    • زائر 27 | 6:16 ص

      لا تعليق

      هذا ما قلناه من البدء المشكله سياسيه بإمتياز.
      المطلوب هو أن تعترف الحكومه بأن المشكله أساسها سياسي و من ثم الإنطلاق في حوار جدي مع المعارضه لا أن تتحاور مع من يصفق و يوافق على كل ما تفعله الحكومه فيجب الإستفاده من تجارب الآخرين لحماية بحريننا الحبيبه

    • زائر 25 | 6:00 ص

      أمور يجب ان تسبق الحوار

      قبل الحوار يجب توفر البيئة الصالحة لنمو هذا الحوار ومن ضمنها التي يحس فيها انه يعامل بمقاس المواطنة لا بمعيار الطائفة
      كل الوزارات للدولة يوظف فيها السني والشيعي على حد سواء وحسب المؤهلات وأن لا يكن الغالبية في هذه الوزارة لهذه الطائفة
      وتلك لأخرى الوظائف الوزارية كذلك

    • زائر 22 | 5:11 ص

      خلاص لقد وقعنا في المطبات الصعبة والطرق الوعرة والمنعطفات الحادة ....... ام محمود

      الآن بعد الانسحاب لأكبر كتلة معارضة و هي الوفاق نريد كمواطنين أن نعرف ما هي الانعكاسات السلبية وردود الفعل التي ممكن أن تحدث . تعبنا من الجمل الانشائية والتوصيات والاقتراحات في هذه المرحلة المفصلية الهامة لا نريد أي سخونه وهيجان وفلتان
      انظروا لسوريا وليبيا وما يحدث فيهما من مآسي بسبب اختلاف السلطة مع المعارضة
      يعني بعبارة اخرى إذا فشل حوار التوافق الوطني لأي سبب هل سيكون هناك مخرج آخر للمشكلة أم ان التعقيد والتأزيم سيزيد
      _
      المشكلة ليست في السقف العالي للمطالب
      انما عدم الاستماع للآخر

    • زائر 21 | 4:46 ص

      كي ينجح الحوار يجب أن تكون النوايا صادقة والقلوب متآلفة والأيادي ممدوده ... ام محمود

      بصراحة وباختصار الحوار الطويل جدا والذي ناقش جميع القضايا بالتفصيل الممل ما عدا القضية الأساسية سبب الأزمة السياسية في البحرين تم تجاهلها .. الجو العام للحوار لم يكن أخوي و لا به مشاعر التوافق والتراضي واصلاح ما فات ولا محاولة لمداواة الجروح ..
      مقاعد المعارضة القليلة جدا توضح حجم الفجوة بين الطرفين وان المسافة والاختلاف بينهم كبير جدا لم يكن هناك تقارب في وجهات النظر ولا الأفكار
      __
      لماذا لم نستفد من الدول المجاورة التي عملت حوارات و نجحت بالخروج بنتائج مرضية؟
      _
      هل فات الفوت على انجاح الحوار

    • زائر 20 | 4:34 ص

      اي سقف عالي تقصد؟؟

      هل المطالبة بصوت لكل مواطن يعتبر سقف عالي؟ هل المطالبة بحكومة منتخبة من الشعب و تحاسب من قبل الشعب على التقصير و التبذير يعتبر سقف عالي؟ هل طلب إسترجاع ما سرق من أراضي و أملاك ........ يعتبر سقف عالي؟ هل المطالبة بتجريم التمييز و محاكمة كل من يشتم أي مواطن من غير دليل ..... يعتبر سقف عالي؟ .......
      بالله عليكم, إنصفوا ........

    • زائر 19 | 4:32 ص

      غير واضح

      المقال متناقض ....، من يريد الاصلاح يفتح جميع الملفات . تحياتي

    • زائر 0 | 4:27 ص

      الوفاق هي مصدر المشاكل

      ..........

    • زائر 18 | 4:02 ص

      عن اي سقف تتحدث يا سعااادة الرئيس

      هل حصر المجلس المنتخب لصلاحياات ( رقابية و تشريعية ) سقف عااالي ، هل تجريم التمييز بين المواطنيين سيقف عااالي صعب ، هل الامن للجميع ( للسني مال للشيعي مال للوافد الاجنبي ) سقف عااالي صعب ، هل القضاء على الفساد الاداري و المالي و املاك الدولة المتفشي ...و محاسبة المتجاوزين و إرجاعة ما تم اخذه بغير وجه حق سقف عااالي ، هل كل هذا سقف عاااالي ، ........

    • زائر 16 | 3:52 ص

      النقاشات المنقولة اعلاميا اليوم مخيبة

      النقاشات المنقولة اليوم في الصحف حول جلسة الأمس مهزلة وهي لا ترقى إلى طموح المواطن ولا تلامس جوهر المشكلة ؟! الخوض في امور سطحية والإبتعاد عن المشاكل الحقيقية يوحي بعدم الجدية .. خيرا فعلت الوفاق بالإنسحاب وننتظر وعد تنضم إليها.

    • زائر 13 | 3:20 ص

      لماذا نكتب ولا تنشرون رأينا ليصل للقادة موالاة ومعارضة

      جل ما فى الامر كان المطلوب ترسيخ مقدمات والتى البعض اسماها شروطا للاسف حتى كتاب الاعمدة نعتوها بالشروط ولكن لكل بناء اساس والا يهدم البناء على قاطنيه فبالتالي كان الاجدي التحلي بالصبر والوقوف عند متطلبات الناس فيما يطالبون به وتثبيت ارضية صلبه لا الاسراع والشروع فى حوار بدايته حكموا عليه قبل ولوجهم فيه واين مصير الناس الذين هم وحدهم يقررون عنه خلافا لما دعي له سمو ولي العهد الذي نرجوا منه انتشال الوطن كل الوطن من محنته ونجزم انه قدها وقدود ابوعيسى حفظه الله

    • زائر 11 | 2:47 ص

      من أجل البحرين الأبيه الحره

      أعملوا بأخلاص من أجل بلدكم البحرين الخليجيه العربيه الحره لنبني لا نهدم لنرفعها عاليا حيث تستحق

    • زائر 10 | 2:32 ص

      أول أسس الحوار مفقودة وهي

      أول مقومات الحوار مفقودة وهي الثقة التي هي في مهب الريح وإلى الآن لا يوجد ما ينبيء على هناك من يدرك أهمية الثقة. وحوار بلا ثقة لن يعطي أي ثمار إيجابية الأمر الآخر التشكيك بالمعارضة وأن لها أجندة من الخارج لا يمكن أن يتقبله الناس فهذا تسطيح وتسخيف لمطالب الناس وشعب البحرين ليس بالشعب المتخلف إلى درجة تسيره أي أجندة على العكس أثبت هذا الشعب أن ولاءه لوطنه وحبه وفاءه فيه وما صبره على المحنة إلا من أجل وطنه فقط وفقط
      جربوا هذا الشعب ولو مرة ليثبت لكم انه ولاءه وحبّه لوطنة وقيادته

    • زائر 9 | 2:26 ص

      لماذا العناد يا وفاق؟

      هذا الحوار هو من أجل مصلحة الشعب بكل اطيافه وليس من أجل ما تراه الوفاق مناسبا فقط! وهذا خير دليل ان الوفاق لا تريد الحوار ولا تقبل النقد ولا تقبل ان ترفض بعض مرأياتها.وهذا ايضا استهتار كبير بالعقول والشخصيات الموجودة على طاولة الحوار وتصوير بالغ بأن الوفاق بأعتقادها وصلت لحد الكمال والكمال لله عز وجل.الشعب قادر على قول كلمته من دون الوفاق المتكبرة على باقي الشعب ولاأعلم إلى متى سيظل الشعب المعارض يهرول وراء الوفاق في كل كلمة بدون تفكير خارج مربع الوفاق.على فكرة انا من المعارضين الغير وفاقيين

    • زائر 3 | 12:54 ص

      لأن التمثيل الشعبي للحاضرين لا يمثل الإرادة الشعبية, فإن هل النتائج تمثل رأي الحضور وليس رأي الشعب!!

      يجب أن تُعرض المرئيات، وإن إختلفت بالطبيعة، على الشعب لكي يقرر ويختار - كما ذكر سمو ولي العهد سابقا.. بعدها نقول بأن النتائج النهائية تمثل إرادة الشعب..

اقرأ ايضاً