العدد 3237 - الإثنين 18 يوليو 2011م الموافق 16 شعبان 1432هـ

الفرصة الذهبية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خطاب ناري حمله البريد الإلكتروني موقعاً من الجمعيات السياسية الثلاث: «وعد»، و «المنبر التقدمي»، و «التجمع القومي»، موضحاً وجهة نظرهم، ورؤيتهم لما يدور في أروقة محاور «حوار التوافق الوطني». قضايا في غاية الأهمية أشار لها البيان، وحذر من مخاطرها، لكن ما فاقها خطورة وأهمية أن البيان في حدِّ ذاته صادر عن الجمعيات الثلاث، وهو مسألة لها دلالاتها الكبيرة التي تستحق، بل وينبغي التوقف عندها للأسباب التالية:

1 - هذه هي واحدة من المرات النادرة، إن لم تكن الأولى، التي يتحقق فيها إجماع القوى الثلاث، فتأخذ موقفاً موحداً إزاء قضية داخلية مصيرية من مستوى الحوار التوافقي، ما يعني أن مساحات الاختلاف قد بدأت في التراجع، بعد أن شرعت في إزاحتها ألوان التوافق.

2 - ان الظروف باتت مؤاتية لانبثاق تيار وطني ديمقراطي، ليس بالضرورة معادياً لأيٍّ من تيارات الإسلام السياسي الأخرى المعارضة، بل لابد له من التواصل معها، ونسج علاقات التحالف الضرورية المطلوبة معها، وتعكس مواقفه الناضجة مسافة كافية لتمييزه عن أيِّ شكل من أشكال الموالاة للنظام في آن. فلم يكن ليصدر هذا البيان، لو لم تكن الظروف الموضوعية، بعيداً عن تلك الذاتية الخاصة بكل جمعية من هذا التوافق الثلاثي، على حِدَة، ناضجة ومهيئة لمثل هذا التوافق، بغضّ النظر عن المساحة الضيقة التي يشغلها في نطاق العلاقة الواسعة التي يتطلبها انطلاق هذا التيار الوطني الديمقراطي.

3 - حدّة لهجة البيان، لم تُخْف نزعته التصالحية، وإصراره على مد جسور التعاون، بل وحتى التحاور مع السلطة التنفيذية، هذا ما تؤكده الفقرة الاستهلالية في البيان الثلاثي التي أكدت أن مشاركة الجمعيات الثلاث في الحوار الوطني «أتت كاستجابة لدعوة جلالة الملك حفظه الله، وإيماناً منها بحق مكونات المجتمع كافة في المشاركة في رسم معالم مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي».

لا نريد تحميل البيان أكثر مما يحمله، لكننا لا نستطيع أن نطمس معالم طموحات المواطن العادي الذي يُمَنّي النفس بأن يعكس هذا البيان رؤية استراتيجية راسخة تنظر بإصرار في اتجاه طريق تعزيز العلاقات الثلاثية، ومن ثم فهو، أي البيان لا يعدو كونه، على أهميته، الخطوة الأولى على تلك الطريق.

والإشارة إلى أنه الخطوة الأولى، لكون ذلك المواطن، يتوقع أن تلحق هذه الخطوات إجراءات لاحقة تسعى للتأسيس لشكل من أشكال التجمع الذي يحتضن أفراد، ومؤسسات هذا التيار، ويبني عليها.

باختصار، هناك فرصة ذهبية لبروز هذا التيار، وعلى القوى الثلاث أن تعزز عناصر التوافق بين صفوفها، كي يكون في وسعها اقتناص هذه الفرصة التي ربما لا تتكرر ثانية، ناهيك أن إمكانية الاستفادة منها قصيرة، فعمر توافر الفرص شبيه، إلى حدٍّ بعيد في قصره، بوقت مرور السحاب

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3237 - الإثنين 18 يوليو 2011م الموافق 16 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:23 ص

      عمري يالبحرين

      التيارات الوطنية الشريفة إذا ابتعدت عن الموالاة غير الدستوري فغنها تصب جميعا في مصب الدولة المدنية التي تقدم أفضل اشكال الإدارة وتعطي الحق للمواطنين جميعا (صوت لكل مواطن) ، وغلق نافذة ...(التجنيس) وتخليص البلاد من التجنيس المخالف للقانون . وحكومة منتخبة وأمن مشترك. وترسيخ المحبة.

    • زائر 4 | 2:49 ص

      عبد علي البصري

      .......!! (( فرصه ذهبيه لبروز التيار الوطني الديموقراطي)) يقول المثل الانجلينزي (easy com easy go) على شنهو ؟!! يقول الشاعر العربي (قف دون رأيك في الحياه مجاهدا ...... أن الحياه عقائد وجهاد) الحبر ليس كل شيئ اخي العزيز عبيدلي .

    • زائر 0 | 11:50 م

      تقلبات

      لنعد الى الميثاق وبه نتوافق ، التقدمي لم يكن يرفض اي من بنود الميثاق ! لماذا الإصرار على حكومة منتخبة يا يساريون ........... 

    • زائر 2 | 11:44 م

      تكملة المقال

      الأستاذ الفاضل عبيدلي. حبذا لو تم اكمال المقال بالفرصة الذهبية وهي ان تستجيب الحكومة لمرئيات الجمعيات المعارضة بشقيها الوطنية والأسلامية بدلا من تخسر الوطنية ايضا. شكرا. شوقي ناصر

اقرأ ايضاً