العدد 326 - الإثنين 28 يوليو 2003م الموافق 29 جمادى الأولى 1424هـ

الزوجة الثرية

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

أمر لا خلاف فيه بأن الزوج هو المسئول عن الإنفاق على أسرته وتحمل نفقات الزوجة والأولاد، وان الزوجة غير ملزمة بالإنفاق حتى إذا توافر لديها المال وهذا واضح وصريح... ولكن هل تستطيع الزوجة الثرية أن تعيش بمستوى زوجها المتوسط الدخل؟ وهل تتنازل عن متطلباتها وهي كثيرة جدا مراعاة لحال زوجها؟ ماذا لو أثقلت كاهله بالمصروفات وحمّلته فوق طاقته ويحق لها فهي ثرية تربت على المخمل والحرير، وفي هذه الحال سيعجز الرجل عن سد حاجاتها الكمالية ونفقاتها الجانبية، فهل تستمر الحياة بينهما هادئة صافية؟ لا أعتقد، لأن الحياة الزوجية مبنية على التعاون وحسن التقدير، فلماذا تقف الزوجة بحزم وتحتفظ بأموالها من دون التفكير في معاناة الزوج الذي يتحمل الكثير من أجل إرضائها تارة وأخرى خوفا من غضب أهلها ولوم أهله؟ ثم إن الثرية لاتكتفي بخادمة واحدة ولا مربية واحدة، هذا غير الطباخ والسواق والفلاح. كل ذلك على رغم يقينها بأن زوجها ليس باستطاعته الوفاء بالالتزام.

سيدتي الثرية، ما قيمة المال المتراكم في المصارف وقد حرمت أولادك من التمتع به وأثقلت كاهل زوجك المسكين بنفقات يعجز عنها، أليس الأجدر بك الإنفاق على الكماليات من جيبك الخاص. ثم إنه يعجز عن نفقات المدارس الخاصة الباهظة الثمن ويفضل المدارس الحكومية التي درس فيها وتفوق وجعلك تختارينه زوجا، فإذا كنت ملحة على المدارس الخاصة فالأجدر بك دفع المصروفات من حساباتك الخاصة. فيا عزيزتي، ما قيمة المال إن لم يكن سببا في سعادتك وراحتك؟ وما جدوى تراكمه في المصارف وأولادك يعيشون في حرمان من أمور كثيرة سبق وأن تنعمت بها؟ ستقولين إنك تحتفظين به للزمن، فقد ينظر زوجي إلى أخرى ويتركني عندها لن أتأسف على شيء! عجبا، هل تقاس العشرة الزوجية بالمال؟ وهل يقف حاجزا دون التعاون بين الزوجين مع همّ اسمه الشك من زوجة ثانية؟ فزوجك قد يضيق بالحياة معك لا من أجل المال ولكن من هذه التصرفات الحمقاء وهذا الوسواس الأبله الذي يسيطر عليك ويجعلك تعيشين وهما وخوفا لا مبرر لهما.

دعي عنك الأيام ومفاجأتها، فقد يطيل الله في عمر زوجك ويبقى وفيا مخلصا ودودا لك ولعياله وقد لا يغدر به الزمان ولا بك ولا تكن تلك المرأة الأخرى. ألا توافقيني أنه وضع مؤسف جدا أن تكوني زوجة ثرية تملكين الكثير وتكنزينه، والمسكين يشقى ويلهث ويعجز عن سد حاجاتك، وليتك تكتفين بذلك بل إنك في كل موقف ومناسبة تبدين حسرة وأسفا لزواجك منه وتشمخين برأسك عاليا وتقولين كان زواجي بك غلطة كبيرة لن أسامح نفسي عليها... كان عليّ أن أتزوج فلانا الذي لديه ما يكفي من المال والعز والجاه، رجل يستطيع بحق تحمل نفقات بيته وزوجته... وأنا أقول لك نعم، كان عليك اختيار رجل يناسبك في التفكير في المال، رجل لا يقيم وزنا لزوجة ولا لحرمة بيت ولا يقدرك كإنسانة، يكلمك بلغة المال ويرضي غرورك بالمظاهر الخادعة الكذابة، رجل لا يعرف معنى المودة والتراحم والمشاركة. واتركي هذا المسكين يختار غيرك، فالنبيلات كثيرات، نساء متعاونات مشاركات لأزواجهن عن طيب نفس وتراض، لا يحتفظن بالمال لأنفسهن ولا يبخلن به على أولادهن على رغم معرفتهن بأن هناك أزواجا ينفقون أموالهم فيما لا يرضي الله وفقدوا نخوة الرجولة واعتمدوا على زوجاتهم حتى في نفقاتهم الخاصة وحملوهن فوق طاقتهن وعلى رغم وجود المال عندهم فإنهم ينفقونه على متعهم وملذاتهم، ولكن الزوجة العاقلة تستطيع التمييز بين رجل وآخر قبل الإقدام على الزواج. أما أن تكون ثرية وتتزوج فقيرا وتدعه يدفع ثمن ثرائها فهذا ما لا يتصوره عاقل. فالمال عصب الحياة، والحياة الزوجية تعاون تكافل وتراحم، وكما أن النساء يختلفن في طباعهن فكذلك الرجال.

دعي يا سيدتي - الثرية - وسوسة الشيطان وحافظي على بيتك قبل أن ينهار

العدد 326 - الإثنين 28 يوليو 2003م الموافق 29 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً