العدد 3286 - الإثنين 05 سبتمبر 2011م الموافق 06 شوال 1432هـ

العودة المدرسية من الرهبة إلى المتعة والرغبة

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

نعيش هذه الأيام على وقع الاستعداد للعودة إلى المدارس بمناسبة العام الدراسي الجديد جعله الله مكللاً بالنجاح والتميز لكل أبنائنا الطلاب. ويمثل الأسبوع الأخير قبل عودة الطلاب بالذات فترة انتقالية من عطلة الصيف المطوّلة حيث الحرية النسبية في أوقات النوم والاستيقاظ ومواعيد الأكل فضلاً عن جمال الاستمتاع بأوقات الراحة كلٌ بطريقته... من كل هذا إلى الانضباط في مواعيد النوم والأكل فضلاً عن الواجبات والنصائح المدرسية المباشرة وغيرها...

فكيف يتم يا ترى التعامل مع الطلاب في مثل هذه المرحلة الانتقالية وكيف يتم التغلب على بعض العادات السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية؟

تأذن نهاية موسم الصيف بالعودة إلى المدارس، وما يعني ذلك من عودة إلى روتين النوم الباكر. وإذ يحتاج أطفال المرحلة الابتدائية على الأقل إلى تسع ساعات من النوم، فإن الاستيقاظ المبكر أول أيام المدرسة يعتبر عند كثير من المختصين في علم نفس الطفل أكبر عقاب بالنسبة إليه، ونتيجة لذلك إما أن «يستيقظ الطفل بصعوبة ويرتدي ملابسه ببطء أو أن يتظاهر بالمرض» كما يرى أحد المحللين النفسيين، ولكن كيف تخلص طفلك من هذا الشعور؟

إن الوعي بأن استيقاظ الطفل مبكراً مجهد يستدعي من الوالدين حنكة في التعامل مع الابن من ذلك مكافأته من وقت لآخر من خلال تقديم بعض الهدايا الصغيرة له كتعويض عن هذا الإجهاد. أمّا تشجيع الطفل على الذهاب إلى المدرسة بالعقاب، فإنه سيؤدي إلى تضاعف شعوره بالقلق.

ورفض الذهاب إلى المدرسة غالباً ما يحدث في السنوات الدراسية الأولى من عمر الطفل أو عقب الإجازات المختلفة ويجب استشارة الطبيب إذا تجاوزت مدة امتناع الصغير عن الذهاب إلى المدرسة الأسبوع، فقد أثبتت الدراسات أن التعنيف في حالة رفض الذهاب إلى المدرسة يؤدي إلى تدهور الصغير من الناحية الاجتماعية والتعليمية والنفسية.

وهكذا تمتزج مشاعر الطفل بين التوتر والقلق من جهة والفرحة من جهة أخرى وذلك خلال فترة العودة المدرسية الجديدة بما فيها من تحديات جديدة تواجهه، وممّا يشغل الأهل والطفل في هذه المرحلة التحضيرات والترتيبات للعودة إلى المدرسة، إذ إن هذه البداية الجديدة لا يمكن أن تأتي من دون أن يستعد لها الأطفال فالتحضير للمدرسة وشراء اللوازم المدرسية لا يعدّ من الأمور السهلة والبسيطة، بل على العكس تعدّ مرحلة تحدٍّ حقيقية، حيث يجب أن يتابع الأهل جميع التفاصيل من دون أن ينسوا حتى أبسط الأمور.

إذن يواجه الأب والأم الكثير من المتاعب كي يعود أبناؤهم إلى المدرسة بكل لهفة وشوق، ولا سيما في الأيام الأولى ويقترح بعض المشرفين التربويين حزمة من الحلول الممكنة لتجاوز صعوبات المرحلة الأولى من العام الدراسي إذ ينصحون بالذهاب مع الأطفال لشراء أدواتهم المدرسية، مع تمكينهم من اختيارها لعلهم يشعرون بالفرحة لشرائها، ويستحسن أن تدوم مدة التسوق أكثر من يوم ليشعر الأطفال بالمتعة في الاستعداد للعودة المدرسية.

ويمكن حثهم على اقتناء بعض الألعاب التعليمية المشوقة، فهناك الكثير من الألعاب التي تعلّم الأطفال جدول الضرب - مثلاً - أو الحروف الهجائية وغيرها من الألعاب التي تعلم الأطفال التفكير.

وفي اليوم الأول من المدرسة عادة ما يتسلم الطفل كتبه المدرسية لذلك على الوالدين تحسيس الطفل بالفرحة وبالمتعة كأن يضع الأب مع ابنه الكتب في المحفظة وهو في غاية السرور. كما يمكن أن نعلمهم بطريقة غير مباشر كيفية المحافظة عليها! فبعد شراء تجليدات جميلة وجذابة، عليها الصور والأشكال التي يحبونها يستحسن أن تشاركهم تغليفها، لتكون في أحلى صورة، وأجمل من هذا أن تخصص جوائز لمن يحافظ على كتبه ودفاتره سليمة في حقيبته، وتكون هذه الجوائز أسبوعية أو شهرية.

ومن الحلول أيضاً شراء سبورة كبيرة نوعاً ما، وتعليقها لهم في أي مكان مناسب، ثم نمدّهم بالأقلام الملونة، ليكتبوا ويلعبوا بالسبورة، بل ونشاركهم اللعب فالطفل يحب أن يلعب معه أبوه، وهذه من الرغبات النفسية التي لابد أن تشبع عند الطفل! فاللعب مع أطفالك لعبة المدرسة وخاصة في الأيام الأولى من العام الدراسي حتى يشعر بأمّه وأبيه قريبين من عالمه الجديد.

وأخيراً وليس آخراً يقترح بعض ذوي الخبرة في المجال التربوي النفسي إعداد حفلة ممتعة للأطفال مع ضرورة تشريكهم في التحضير لها، نعم هي حفلة العودة إلى المدرسة! بل وشراء كعكة خاصة بهذه المناسبة مع تزيين مكان الحفلة بأدوات الزينة وإنشاد الأناشيد الجميلة عن المدرسة كما يرى المختصون في علم نفس الطفل وعلم النفس التربوي

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3286 - الإثنين 05 سبتمبر 2011م الموافق 06 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:03 م

      ليتهم يفهمون

      حقا كثير من الأولياء في حاجة لتكوين في هذا المجال
      شكرا صاحب الموضوع
      جاء في وقته

    • زائر 2 | 6:26 ص

      أعجبني

      شراء سبورة كبيرة نوعاً ما، وتعليقها لهم في أي مكان مناسب، ثم نمدّهم بالأقلام الملونة، ليكتبوا ويلعبوا بالسبورة، نعم هذه الفكرة

    • زائر 1 | 4:58 ص

      رائع

      حفلة ممتعة للأطفال مع ضرورة تشريكهم في التحضير لها، نعم هي حفلة العودة إلى المدرسة!

      سأجربها مع ابني
      شكرا على الفكرة

اقرأ ايضاً