العدد 3288 - الأربعاء 07 سبتمبر 2011م الموافق 08 شوال 1432هـ

كي لا يحصد الموت المزيد من أرواح مرضى السكلر

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أزمة مرضى السكلر ليست موضوعاً جديداً للطرح بقدر ما هو مزمن وبحاجة لوقفة متأنية للوصول إلى مخرجات للأزمة التي أودت خلال شهر واحد بثلاثة مرضى، وتشير الإحصاءات غير الرسمية إلى أن العدد يتراوح ما بين 20 و25 شخصاً يتوفون سنوياً، متأثرين بهذا المرض وهو عدد قد يكون مقبولاً إذا لم تكن وزارة الصحة تسعى لتوفير ما يحول دون ذلك، ولكن مع الجهود المبذولة واستمرار العدد بالوتيرة ذاتها منذ العام 2005 يجعلنا كل ذلك نتوقف للسؤال عن مكمن الخلل.

اعتمدت وزارة الصحة حديثاً حلاً ساهم في تعميق المشكلة، بتحويل مرضى السكلر للمراكز الصحية للعلاج عوضاً عن استقبالهم بطوارئ السلمانية، وهي خطوة قد تكون جيدة إلا أنها غير واقعية، لعدم وجود أطباء مؤهلين للتعامل مع حالات السكلر في تلك المراكز، فيما يعاني قسم مرضى الدم من نقص حاد في الاستشاريين الذين لا يتجاوز عددهم الثلاثة، جميعهم سيحالون إلى التقاعد في غضون عشرة أعوام، وهو أمر يتطلب استدراكه قبل فوات الأوان.

منذ ديسمبر/ كانون الأول 2010 تم تخصيص غرفة بالطوارئ لاستقبال مرضى السكلر من دون الحاجة للمرور بإجراءات مطولة للعلاج، وهو ما خفف الضغط على قسم الطوارئ، ولكن تم إنهاء ذلك بسبب الضغط على الاستشاريين، وعدم تعاون الأقسام الأخرى، وبسبب النجاح الذي حققته الخطة تقدمت الوزارة بمقترح يتم بموجبه تخصيص مركز كانو لتأهيل كبار السن، ليكون مركزاً لعلاج مرضى السكلر، على أن تتواجد به عيادة على مدار 24 ساعة، وتم إمداد المركز بعدد من أطباء الباطنية، والطوارئ، وبقيت مشكلة الاستيعاب، حيث لا يحتمل المركز أكثر من 46 مريضاً، فيما يحتاج لتوفير 100 سرير كحد أدنى لاستقبال الحالات التي يتم إدخالها لمدد تتراوح ما بين الأسبوعين والثلاثة، وخلصت الخطة إلى تخصيص المركز للرجال فيما تستمر النساء في التردد على قسم الطوارئ، وترتكز الخطة على إدخال المريض لخمسة أيام كحد أقصى، يقوم بعدها بالتردد على العيادة الدائمة لتلقي العلاج.

وقد نجح هذا المركز في التخفيف من الضغط على قسم الطوارئ، كما تمكن من تصنيف المرضى، بين مرضى لديهم مشاكل سكلر، وأخرى متشابكة وبحاجة للعلاج بشكل يومي، وبين من لديهم مشاكل السكلر وأدمنوا العلاج، وهؤلاء بحاجة للتخفيف من آلامهم، بالإضافة لعلاج نفسي، لكن اعترضت كل هذا ذات المشكلات بالإضافة إلى نظرة بعض المسئولين التي لم تعد ترى في مرضى السكلر سوى مدمنين لا يستحقون العلاج، وهنا يجب الفصل بين الرأي الشخصي والرأي المهني للحالة.

مريض السكلر لديه مرض مزمن قد يودي بحياته، ومن حقه في بلد يضخ موازنة ضخمة للعلاج، ويسعى للتطوير في مستوى الخدمات، أن تأخذ الأمور منوالاً آخر، ومن أهم الحلول، توفير مركز علاجي خاص يحتوي على أطباء يتم ابتعاثهم للتخصص، من اختصاصيي السيطرة على الألم، اختصاصيين نفسيين وباحثين اجتماعيين، بالإضافة لوحدة للعناية المركزة، وطاقم متكامل قادر على إنقاذ الحالات الحرجة، وأن يستوعب المركز 100 مريض كحد أدنى، وأن يكون متاحاً للمرضى طوال اليوم، نرجو أن تدرس الوزارة هذا المقترح كي لا يحصد الموت المزيد من أرواح مرضى السكلر في البحرين

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3288 - الأربعاء 07 سبتمبر 2011م الموافق 08 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:56 م

      شكرا على الموضوع

      كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، إين باقي مكونات المجتمع ، لماذا الصحة فقط ، أين مسئولية التجار ، الصحافة ، مؤسسات المجتمع المدني ، كيف لا أحد يتحرك على هولاء ، لماذا؟؟؟؟ لا أدري لكني أصرخ بألم ولا من مجيب وكأنني في عالم لا يشعر ولا يحس ، كل هذه القسوة موجودة في الدنيا ،

    • زائر 2 | 5:42 م

      جامعي

      كنا نحلم بذاك المركز الخاص بالمستشفى و ليسما الوعود التي طالت اكثر من 3 سنوات , الامل موجود و لم ننكسر الا ان وزارة الصحة تحاول ان تكسرنا بكل قراراتها و تعاملها مع المرضى , اصبحت تشوه صورة المرضى للحفاظ على صورتها , سقوط ضحايا بسبب الاهمال الطبي يجعل الوزارة عكس المعادلة و توجيه اصابع الاتهام الى الضحية نفسه على انه مدمن او توفي لجرعة زائدة . استهتار زائد جدا من وزارة الصحة و لم تعد تستمع لتوجيهات الحكومة ,بل تقوم بتطبيق بروتوكولات تجعل المريض في متاهة , لا يصل الى نهايته الا و هو ضحية جديدة !

    • زائر 1 | 6:41 ص

      موضوع مهم

      شكرا لك على اثارة هذا الموضوع. هناك آلاف المرضى والمصابين وحاملي المرض، بحاجة الى رعاية وعلاج. شكرا لك مرة اخرى

اقرأ ايضاً