العدد 3300 - الإثنين 19 سبتمبر 2011م الموافق 21 شوال 1432هـ

مكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية... آليات المراقبة والتقييم (1)

فاطمة البلوشي open [at] alwasatnews.com

بداية أعرب عن تقديري للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على جهوده التي بذلها لكي يتم عقد هذا الاجتماع الرفيع المستوى ودعمه للقضايا الصحية التي تهدد الاقتصاد والأمن الصحي في العالم. كما أتقدم له بالشكر والتقدير على تقريره المتضمن عدداً من التوصيات المهمة التي من شأنها أن تعزز الدور العالمي والإقليمي والدولي في مجال الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.

وأتقدم بخالص الشكر إلى المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت شان على ما بذلته من جهود داعمة للتحضير لهذا الاجتماع رفيع المستوى الذي يناقش قضية من أهم القضايا الصحية التي تهدد مجتمعاتنا. والشكر موصول للفريق التقني الذي بذل قصارى جهده للإعداد لوثيقة المخرجات عن اجتماعنا هذا.

يأتي هذا الاجتماع الرفيع المستوى ليتناول واحدة من أهم القضايا الصحية المعاصرة التي تهدد الصحة العامة وتشكل عبئا على الاقتصاد في بلداننا، ألا وهي الأمراض غير المعدية، التي تتسبب في نحو 36 مليون وفاة سنويا، وتمثل 63 في المئة من أسباب الوفيات في العالم، و80 في المئة من هذه الوفيات تحدث في الدول المتوسطة وقليلة الدخل، وبحسب التوقعات سترتفع نسبة الوفيات بسبب هذه الأمراض 17 في المئة خلال السنوات العشر المقبلة. ما يدفعنا أن نضع هذه القضية على قائمة أولوياتنا الوطنية والإقليمية والعالمية.

إن مملكة البحرين استطاعت عبر عقود مضت أن تقضي على كثير من الأمراض المعدية وذلك بفضل سياسة الوقاية الأولية التي انتهجتها حكومة المملكة حيث تم القضاء على أغلب أمراض الطفولة بفضل تنفيذ برنامج التمنيع الموسع حيث وصلت نسبة التطعيمات إلى 100 في المئة بالنسبة إلى الجرعة الأولى من تطعيم الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، وبلغت نسبة التطعيم ضد شلل الأطفال 96.4 في المئة.

كما أن المملكة استطاعت تحقيق الأهداف الإنمائية المتعلقة بالصحة حيث انخفض معدل وفيات الأطفال إلى 7.2 لكل ألف ولادة في العالم 2009. كما انخفض معدل وفيات الأمهات إلى 46 لكل 100,000 (أي 6 حالات فقط) في العام نفسه.

إلا أن البحرين تشترك مع دول العالم في حدوث متغيرات وبائية تعد السبب الرئيسي للوفيات في المملكة. ألا وهي انتشار الأمراض غير المعدية، حيث تشير إحصاءات الوفيات للعام 2010م إلى أن 16 في المئة من هذه الوفيات بسبب أمراض القلب والجهاز الدوري و13 في المئة منها لها علاقة بالإصابة بالأورام.

كما بينت نتائج المسح الوطني في 2007 الذي أجري على الفئة العمرية 19 - 65، بينت أن نسبة الإصابة بالداء السكري بلغت 14.3 في المئة كما أن 38.2 في المئة لديهم ارتفاع في ضغط الدم. و40.6 في المئة يعاني من ارتفاع الكولسترول، وأن 32.9 في المئة يعانون من زيادة في الوزن كما بينت الدراسة أن نسبة التدخين بين هذه الفئة قد بلغت 19.9 في المئة.

ولمواجهة هذا التغير الوبائي والتصدي له فقد تبنت البحرين الاستراتيجية العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها ووضعتها على قائمة أولويات برنامج عمل الحكومة وضمن خطة التنمية الوطنية 2030، حيث اشتملت الخطة على أهداف استراتيجية تضمن استمرارية المحافظة على صحة المجتمع من خلال تعزيز الصحة وتوفير الخدمات الوقائية، ولتحقيق هذه الأهداف تم وضع 3 مبادرات رئيسية تشمل: تعزيز نظام الرعاية الصحية الأولية للوقاية والكشف المبكر، ووضع وتقوية السياسات الوطنية، ومكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية وتعزيز أنماط الحياة الصحية للحد من هذه الأمراض.

كما تم تشكيل مجلس تعزيز الصحة بمشاركة مجالس البلديات والمحافظات، وصدرت مؤخرا موافقة مجلس الوزراء على تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المعدية بمشاركة كل الجهات ذات العلاقة.

وعلى صعيد تعزيز المبادرات لتقليل عوامل الاختطار، تم اعتماد وتنفيذ سياسات Empower لمكافحة التبغ ومشتقاته في مملكة البحرين، وتحديث قانون مكافحة التبغ ليتواكب مع الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. وقد منع القانون الإعلان عن التبغ منعاً باتاً في جميع وسائل الإعلان كما تم حظر التدخين في جميع الأماكن العامة المغلقة. هذا بالإضافة إلى تبني الاستراتيجية العالمية للتغذية والنشاط البدني. كما حرصت وزارة الصحة على دعم البحوث المتعلقة بالأمراض المعدية والتصدي لها وخصصت موارد مالية وشكلت لجاناً تقنية في الرعاية الأولية والثانوية للمتابعة والدعم التقني لهذه البحوث.

ومن منطلق تعزيز الشراكات، فنحن نعمل على الصعيد الوطني على تنفيذ مبادرات مجتمعية مع شركائنا في المجالس البلدية والمحافظات والجمعيات الأهلية، كما أننا انتهينا من عمل تقييم لاحتياجات المجتمع الذي في ضوء نتائجه تم تطوير خدمات الرعاية الأولية وتخصيص عيادات للأمراض المزمنة والصحة النفسية في المراكز الصحية، وجارٍ حاليا العمل على افتتاح عيادات للأصحاء من أجل الفحص الدوري والكشف المبكر.

أما على الصعيد الشراكة الإقليمية فنحن نعمل مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط على متابعة تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية للوقاية والتصدي من الأمراض غير المعدية. كما عملنا مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي في يناير من هذا العام على الخروج بخطة خليجية موحدة للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها تشمل 7 أهداف استراتيجية ومؤشرات أداء محددة. وتنفذ دول المجلس آلية متابعة سنوية لمؤشرات الأداء ومتابعة تنفيذ الخطة على المستوى الخليجي

إقرأ أيضا لـ "فاطمة البلوشي"

العدد 3300 - الإثنين 19 سبتمبر 2011م الموافق 21 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:04 ص

      الى جناب الوزيرة

      يا وزيرتنا الكريمة هناك مرض خطير جداً يحتاج لمكافحة اتمنى عليك الاسراع في اعداد اللقاح اللازم له

      هذا المرض يسمى الفصل

اقرأ ايضاً