العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ

الغرور يهلك صاحبه

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

يُروى أن قائد جيش الإمام علي، مالك الأشتر كان يوماً يسير في طرقات الكوفة، فرماه أحد الصبية بالحجارة والكلمات، إلا أن الأشتر لم يعر الصبي أي انتباه بل أخذ يسير في طريقه، غير أن الصبي أصر على القيام بفعلته.

رأى أحدهم ما يقوم به الصبي فتوجه إليه ليسأله: أتعلم من هذا؟ فرد الصبي: من يكون؟، إنه أحد الأشخاص، فقال له: إنه مالك الأشتر. فخاف الصبي من فعلته فأخذ يبحث عن الأشتر وبسؤاله عنه قيل له إنه في المسجد.

حينها توجه الصبي نحو المسجد، فكان الأشتر عند الباب، فأخذ بالاعتذار عما بدر منه تجاهه، فرد الأشتر: أتعلم لِمَ أنا في المسجد؟ فقال الصبي:لا، رغم أن الوقت ليس وقت صلاة. فكان جواب الأشتر: كنت أصلي ركعتين وأسأل الله أن يغفر لك.

الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك كان يعيش في عالمه الخاص، حتى أن وزير خارجيته أبوالغيط وصف احتمال وصول الثورة التونسية إلى مصر بـ «الكلام الفارغ»، وهذا الوزير تلبس بغرور أعماه عن رؤية ما يدور حوله.

وهذه الحال لم تكن خاصة بهذه الحالة فقط، إذ إن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي قال في إحدى كلماته إنه تم تضليله من قبل المستشارين، والحال أن المستشارين تلبسوا بما كان يفعله بن علي، فكان عليهم ألا يروا العالم وتونس إلا من خلال نظرة ضيقة بعيدة عن حقيقة أن الشارع التونسي وصل حداً لا يمكنه السكوت على ما يجري عليه من ظلم.

ولم يكن العقيد الليبي القذافي بأحسن حال، لأنه كان مجنوناً بغروره، وألبس من حواليه بعضاً من ذلك الجنون، وليس آخر ذلك ما صرح به المتحدث الرسمي باسمه أن «القذافي وعائلته عاشوا فقراء»، بالعربي يا جماعة ما يصدّق المجنون إلا مجنون، فالمطلوب من العالم أن يُصدّق دفعة واحدة بأن من تمرّغ في المليارات المسروقة من خزائن ليبيا كان فقيراً! إنه الغرور الذي أهلك صاحبه

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 8:24 ص

      عاد وثمود وفرعون قد استعملوا سلطانهم وقوتهم في هضم حقوق الناس واغتروا بعظيم قدرتهم فكانوا سببا في إفساد البلادفأنزل الله تعالى بهم ألوانا من البلاء وشديد العقاب.. ام محمود

      قال تعالى: ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد و فرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد
      شرح الآيات ألم تعلم أيها الإنسان كيف أهلك ربك عادا الأولى الذين كانوا أشد الناس أجساما وأطولهم قامة وأرفعهم مكانة والذين لم يخلق في البلاد كلها مدينة كمدينتهم
      وثمود الذين قطعوا الصخر ونحتوه وبنوا منه القصور والأبنية وفرعون ذي المباني العظيمة التي بناها
      _
      طغاة عصرنا سيصيبهم العذاب

    • زائر 9 | 7:08 ص

      شتان بيننا وبينهم

      اتي صبي لولاده وانفة مكسور وشفته متورمة فنهره ابوه قائلً الم اقل لك ان تبدأ ان تعد الى العشرة قبل ان تدخل في اي عراك لكي تهدء نفسك وتراجعها . فرد الولد هذا ما فعلت ولكن المشكلة الولد الأخر ابوه خبره ان لآ يعد ولا يضيع اي فرصة .. وهذا ما يحدث في البحرين طرف ينحو نحو السلمية ورغم الألم مستعد ان يسامح ولكن الأخرين يتحينون اي فرصة للنيل من المسالمين بل يحفرون في الجرح ليزيدو الألم ومن اجل ان لا يندمل .. اقرأ خطب الجمعة امس والصحف كل يوم واتحدا اي شخص لا يصاب بالغثيان من المواضيع وردود القراء عليها .

    • زائر 7 | 6:01 ص

      --

      أي والله
      (( من تواضع لله رفعه الله...........))

    • زائر 6 | 4:31 ص

      التواضع

      "التواضع نعمة لا يفطن لها المتكبر"الامام علي(ع)-هناك كثير من الامور لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق التواضع التي لا يمكن أن يحصل عليها المتكبر مهما على شأنه!!!!!.

    • زائر 5 | 2:33 ص

      المغرورين

      قال الله في كتابه الكريم ولا تحسبن الله غافلا عم يفعل الظالمين انما يؤخرهم الى يوم تشخص فيه الابصار

    • زائر 3 | 1:15 ص

      الإمام علي بن أبي طالب ع

      عجبت لابن أدم يتكبر، وأوله نطفة وآخره جيفة...

    • زائر 2 | 1:03 ص

      إنه الغرور الذي أهلك صاحبه

      الغرور افة تهلك صاحبها والبرج العاجي في النهاية ينهار

    • زائر 1 | 12:31 ص

      والله حطية عيدك على الجرح الي ذابحنه الغرور والكبرياء

اقرأ ايضاً