العدد 3325 - الجمعة 14 أكتوبر 2011م الموافق 16 ذي القعدة 1432هـ

كهوف تحتاج إلى استكشاف

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

يروي القرآن الكريم قصة أهل الكهف، الذين آووا إلى الكهف لسنوات طويلة ويقول تعالى في الآية 18 من سورة الكهف «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا»، ولهذه القصة العجيبة الكثير من العبر، إلا أنها في أحد جوانبها تذكرني بالكهوف الموجودة في البحرين التي ما أن يفتح أحدها حتى تكشف العجائب فيه.

وهذا الجانب يتمثل في أن الكهف وما يحويه بداخله ظلَّ طوال تلك السنين موجوداً بين الناس إلا أن أحداً لم يدخله لسبب أو آخر، وبيننا كهوف كثيرة لم يدخلها أحد أبداً لسنوات طويلة، وما إن اقترب البعض منها حتى رأى العجائب، فما إن اقترب البرلمان من هيئة التقاعد والتأمينات سابقاً (هيئة التأمين الاجتماعي حالياً) حتى ظهر كهف وراءه عجائب، وما إن حرك البرلمان رجله نحو كهف أملاك الدولة حتى ظهر التقرير الذي يتكلم عن نفسه بنفسه، إلا إنه وعلى رغم ذلك مازالت تلك الكهوف بحاجة إلى من يدخلها ويكتشف ما بداخلها.

وأرى أن من أعمق تلك الكهوف هو كهف الأوقاف الجعفرية الذي لابد من فتحه والدخول فيه بعمق فرغم التغييرات المتعاقبة على مجالس إدارة الأوقاف الجعفرية، إلا أن أصحاب الأوقاف كما جميع المهتمين مازالوا يعانون الكثير ويشكون من أمور كثيرة، فهذا الملف أو الكهف بحاجة إلى الدخول إليه بعمق شديد فهناك الكثير من الملفات التي لابد من الغوص فيها.

هناك عشرات الأراضي التي لم تسجل باسم الأوقاف، ماذا أصبح مصيرها؟ ولماذا للآن لم تسجل؟ ومن المتسبب في التأخير؟ هناك أراضٍ لا تستلم الأوقاف إيجاراتها لأن مستأجريها من المتنفذين، ماذا فعلت الإدارات المتتالية حيال ذلك؟ هناك أراضٍ بور «غير مستفاد منها»، أين وصل ملفها؟ ومن المتسبب في تعطيل الاستفادة منها؟ ما هو مقياس أداء عمل مجلس الإدارة؟ وماهو دور أصحاب الأوقاف والمآتم والمساجد والأهالي في مراقبة إدارة الأوقاف؟ وخصوصاً أن هؤلاء هم المعنيون أصلاً بالأوقاف. كم أرض وُهبت من قبل الدولة للأوقاف الجعفرية؟ وكيف تم التصرف فيها؟ ومن أجل الدخول لهذا الكهف لابد من إجابة سؤال مهم، على أي أساس يتم اختيار مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية؟

أرى شخصياً وأسمع كثيراً من إدارات الحسينيات المنتخبة أو غيرها أو حتى المساجد أن عملية إدارة الأوقاف الجعفرية لا تتم بشكل صحيح أبداً، لذلك على مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الحالي والذي تسلم هذا الملف في هذا الوقت أن يكون أكثر شفافية، وإلا فإن التاريخ وحساب رب العباد لن يغادر صغيرة ولا كبيرة

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3325 - الجمعة 14 أكتوبر 2011م الموافق 16 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:11 م

      ذهب الأو

      الأوقاف الدجاجة التي تبيض ذهباً

    • زائر 3 | 5:51 ص

      مقال رائع ولكن..

      مقال رائع ويحتاج الى كثير من النظر والاهتمام لما يضم هذا الكهف والتركات التابعة لمعظم أبناء الوطن لكن أعتقد ان توقيت المقال لم يتزامن مع الوضع المحلي المتأزم سياسياً بإمتياز!!!!.

اقرأ ايضاً