الأحداث الأخيرة التي مرت بها الساحة الكروية، تجعلني أجزم أن بيت الكرة من الداخل أصبح بحاجة ماسة إلى إعادة تنظيم وترميم يعيد هيبته ومكانته كأكبر الاتحادات الرياضية، وأن عملية اختيار أعضاء اللجان والعاملين فيه يجب غربلتها وإعادة هيكلتها بما يواكب التطور الكبير الذي تشهده كرة القدم حتى ينال التقدير والاحترام من الجميع.

فمجلس إدارة اتحاد الكرة يمثل مجموعة منتخبة من الأندية أعضاء الجمعية العمومية، وهي الأندية التي وجدت فيهم الأكفأ والأفضل والأنسب لشغل عضوية الاتحاد، وبالتالي يجب أن يكون هناك احترام متبادل بين الفريقين، قائم على الثقة الكبيرة، وما حدث من سيناريو وتوتر بسبب تأجيل مباراة الحد والمحرق في نصف نهائي كأس الملك، ما كان له أن يحدث مهما كانت الظروف قسرية، فأنا على قناعة بأن المحرق يستحق التأجيل لأن غالبية لاعبيه مثلوا المنتخب الوطني وشاركوا في فوزه ببطولة دورة الألعاب الخليجية الأولى. كما أن نادي الحد تضرر بقرار التأجيل لأنه أقام معسكرا تدريبيا للفريق وبني خطته الفنية على إقامتها في الوقت الذي حدده اتحاد الكرة قبل شهر واحد. لذلك فإن الأطراف الثلاثة المعنية بالقضية أسبابها منطقية ولا غبار عليها. لذلك كان الأجدر بالاتحاد قبل أن يصدر قراره ويصطدم بهذا النادي أن يبادر بعقد جلسة ودية مع مجلس إدارة نادي الحد ويبرز الأسباب الاضطرارية التي تجعله يؤجل المباراة، وارتباطه بأمر الديوان الملكي على إقامة المباراة النهائية يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

فيا رجالات اتحاد الكرة، إن من السهولة زيادة خصومكم أو من ينتقدكم، لكن من الصعوبة بمكان إيجاد الأشخاص أو الأندية التي تكن لكم المحبة والاحترام لأن الطبيعة البشرية ميّالة إلى الخصومة فلا تجعلوا قراراتكم فوقية!

كما انني أشعر كمتتبع، أن بيت الكرة فقد هيبته السابقة وأصبحت قراراته وأخباره وتشكيل لجانه مشاعة قبل أن تصدر من مجلس الإدارة بشكل رسمي، وهناك الكثير من الامثال التي تؤكد صحة ما أذهب إليه مثل قضية انتقال اللاعب إسماعيل عبداللطيف إلى المحرق، التي تناولتها الصحافة وأصبحت تنشر قراراتها قبل أن يبث فيها مجلس الإدارة، كما كان آخرها تعميم الاتحاد عن تخصيص جوائز لنهائي كأس الملك، أرسل -هذا القرار- إلى الصحف المحلية بعد نشره في صحيفة معينة قبل 24 ساعة! فهل يجوز هذا العمل؟ وما فائدة العلاقات العامة إذا لم تقم بدورها على الوجه الأكمل؟

لذلك أتمنى على مجلس إدارة اتحاد الكرة أن يبادر بغربلة العاملين لديه وأن يوجه الفالح منهم إلى أهمية احترام العمل وألا يعمل لمصلحته الخاصة على حساب اسم ومكانة أكبر الاتحادات الرياضية