العدد 3349 - الإثنين 07 نوفمبر 2011م الموافق 11 ذي الحجة 1432هـ

الحج ووحدة المسلمين

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

تصعب الكتابة عن الحج بصفته المجردة وعلى طريقة الفقهاء الذين يتحدثون عن أحكامه، ومع أن هذا النوع من الكتابة على درجة عالية من الأهمية باعتبار أن الحج ركن من أركان الإسلام لابد أن يؤدى بشكل يتفق مع أحكام الحج إلا أن أهمية الحج تكمن في أبعاد أخرى بغاية الأهمية.

ثلاثة ملايين حاج - تقريباً - يأتون من كل مكان ويدفعون الغالي والنفيس لكي يصلوا إلى الديار المقدسة بمشاعر جياشة وحب عميق، هذه المشاعر التي يصعب وصفها، من الذي أوجدها في نفوس أولئك القوم؟ ولماذا؟

إن أية دولة لو أرادت أن تجمع بضعة آلاف في وقت واحد لعجزت عن ذلك، ولكن الحج وحده قادرٌ على جمع الملايين.

الحج عبادة - لاشك في ذلك - ولكن لابد مع عبادة الحج عبادات أخرى ولكنها من نوع آخر!

اجتماع ملايين المسلمين ومن كل بقاع الأرض وفي أجواء إيمانية عميقة تفرض علينا أن نستفيد من هذا الاجتماع الذي لا يتكرر إلا مرةً كل سنة.

وعندما نرى واقع المسلمين والأجواء المضطربة التي تحيط بهم سواءً سياسية أم اقتصادية أم ثقافية، تجعل من هذا الاجتماع وسيلة مهمة لمحاولة جمع كلمة المسلمين تصب في مصلحتهم وقوتهم ووحدتهم.

أعرف أن أيام الحج قليلة ومليئة بالحركة والتنقل، ولهذا فإن مشروع الاستفادة من الحج ينبغي أن يبدأ قبل الحج بأشهر وفي ديار المسلمين في البداية.

بلادنا العربية تمر بظروف صعبة، فالثورات العربية التي انتهت لم تتضح نهايتها بعد، وأحداث سورية واليمن تشكل قلقاً كبيراً لكل العرب، وطبيعة العلاقة بين دول الخليج وإيران ودخول أميركا على الخط مع «إسرائيل» قد يهدد أمن الخليج ووحدته. كل ذلك وسواه، يجعل من الحديث عن أهمية وحدة المسلمين وتلاحمهم أمراً لابد منه، وليس أحسن من أيام الحج لتحقيق هذا الهدف

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3349 - الإثنين 07 نوفمبر 2011م الموافق 11 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:38 م

      قصة أبن يقطين

      عزم أبن يقطين الذهاب الى الحج وكان نافذ البصيرة يرى الامور والتكاليف الالاهية بمغزاها لابشكلها فقط وفي طريقه من البصرة قاصداً البيت العتيق رأى عائلة وهو يتفقد من حوله رأى هذه العائلة دون عائل وليس لها ما تسد به رمها فأعطاهم كل ما أعده لسفرة الحج وأعتبرها بيقين أنها حجة دون شك أوريب ولذلك ذكره الامام في حديثه حيث قال ما حججت ألا أنا وناقتي وأبن يقطين في العراق

    • زائر 1 | 10:30 م

      الفائدة من التجمع

      لايفعل الحاج غير الطقوس التي أفرغت من محتواها فيكون التأثير عليه لوحده فقط أما الاستفادة على مستوى الامة فلن تأتي من التجمع الغير متفق على توجيهه من قبل قادة المسلميين المنتخبيين من قبل الجماهير في رأيي أدا كانت الامة تحكم بالقوة فبقاء الحج بهذه الطريقة أفضل من أستغلاله من قبل حكومات لاتمثل الا مصالحها الخاصة ونتذكر هنا حديث زين العابدين (ع) حين قال له أحدهم ما أكثر الحجيج فرد بل ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج وبعدها قال ما حججت الا أنا وناقتي وأبن يقطين في العراق
      ابو أحمد

اقرأ ايضاً