العدد 3350 - الثلثاء 08 نوفمبر 2011م الموافق 12 ذي الحجة 1432هـ

لا تحتاج للجنة تحقيق

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

مر أسبوعان تقريبا على انتهاء دورة الألعاب الخليجية الأولى "البحرين 11"، وعلى فشل أحد أهم الألعاب لدينا، وهي أم الألعاب، ألعاب القوى، التي خرجت فيها المملكة في المركز قبل الأخير، وبرصيد 8 ميداليات (2 ذهبية) (4 فضيات) (2 برونزيات)، على رغم الاستيراد الكبير الذي طال المنتخب، والصرف الكبير من الأموال والسفرات الطويلة التي يخوضها اللاعبون في بلدانهم الأصلية، إن صدقنا أنها كانت معسكرات خارجية كما تدعي الأخبار السابقة للبطولة.

انتهت بعثتنا لألعاب القوى من مشاركتها، وكان نصيبنا فيها صفر على الشمال، وفشل ذريعٌ لجميع المشاركين، وأقصد هنا من كانت الأمنيات والآمال تعلق عليهم بتحقيق ميدالية ذهبية في بطولة صغيرة كتلك، وأقصد بهم "المستوردين"، فكان حظنا أنهم جاءوا في المراكز الأخيرة، والأعذار بالتأكيد هي نفسها، وهي الإصابة المفاجئة للاعب قبل البطولة بأيام، أو التعرض لوعكة صحية وآلام شديدة قبل يومين من البطولة، وكلها أعذار سيقت في المرات السابقة التي يفشل فيها المتسابقون أنفسهم.

في نهاية ذلك لم نستفد من هؤلاء إلاّ خيبة وفشل جديدين، فلم يكن جميع عدائينا "المستوردين" من أجل هذا الهدف عند المسئولية، إذا ظهر أنّ هؤلاء العدائين كانوا يُدافعون عن أسمائهم وقيمة رواتبهم والمكافآت قبل اسم البلد الذي يلعبون من أجله، وهذا ما اتضح خلال السباقات النهائية التي شاركوا فيها، حتى أن أحد السباقات النهائية للبطولة شارك فيها 3 متسابقين فقط، ما يعني أن الجميع سيفوز بميدالية، اثنان من هؤلاء المتسابقين من البحرين والثالث كان سعوديا، وفي النهاية جاءت الطامة الكبرى بفوز الأخير بالذهبية تاركا الفضة والبرونز للاعبينا، أي نوع يا ترى هؤلاء اللاعبين، إذا كان السباق يتكون من 3 لاعبين، جاء متسابقونا في الأخير، لا يغرينا تحقيق المركز الثاني والثالث من 3 متسابقين، لأنه على ما يبدو لو شارك أكثر من 5 لاعبين على الأقل، فإن لاعبينا بهذا المستوى سيكونون في المركزين الرابع والخامس، وبالطبع العذر معروف، وهو ما جاء على لسان أحد المسئولين "عدم اكتمال لياقته الطبيعية ووصوله إلى حد 70 في المئة من مستواه المعهود" ويقصد به أحد اللاعبين.

هل لنا أنْ نستفيد من نتائجنا في هذه الدورة وبالتالي القيام بتصحيحها قبيل الألعاب العربية والأولمبية المقررة في لندن 2012، سؤال كررناه أكثر من مرة، بالتأكيد لا، لأننا قومٌ فطرنا على عدم الاستفادة من التجارب السابقة التي تعلمنا أنّ هؤلاء مثلا لن يكونوا قادرين على التضحية من أجل البلد الذي يلعبون باسمه، بقدر ما يلعبون لأسمائهم ووظيفتهم ورواتبهم، وأنّ سياسة الاستيراد الفاشلة التي نلاحظها لن تخدم بلدا يسعى لدخول العالمية ومنافسة الدول الأخرى، وأن المواطن هو الوحيد القادر على التضحية بالغالي والنفيس من أجل بلده الذي تربى فيه، وخصوصا أن الأمور كلها كانت متوافرة لأنْ يحقق هؤلاء ميداليات ملونة، ولا سيما أن البحرين قامت باستيرادهم من أجل تحقيق غايتها بالفوز بالمركز الأول في الترتيب العام للبطولة، بل على العكس قامت الدولة بزيادة أعداد "المستوردين"، حتى بتنا نرى مجموعة كبيرة من اللاعبين لأول مرة شاركوا في هذه البطولة، لكنهم لم يحققوا الهدف بالتفوق على أرض الوطن، لأنهم كانوا غير قادرين على المضي أمام التألق الكويتي والعماني، الذين اعتمدوا على وطنيتهم لتحقيق ذلك.

يجب عليكم أيها المسئولون أن تقفوا لحظة تأمل واحدة وتفكروا بروية بعد انتهاء المهمة الخليجية، وتقيسوا نجاح العملية الفاشلة التي خططتم لها من عدمها، لن نطالب بتكوين لجنة للتحقيق في هذه النتائج، لأننا نعرف أن لجان التحقيق المختلفة التي تنصّب هنا وهناك دائما ما تخرج "بخفي حنين"، وتكون فيها النتائج حبرا على ورق فقط من دون تنفيذ، ولنا في لجنة تحقيق منتخب كرة القدم دليل، وحينها في حال قلتم بنجاح العملية، عليكم إيضاح أسباب النجاح لنا ولأولئك الذين يحاربون هذه العملية، وحين تعرفون أنها فشلت يجب أنْ تخرجوا بجرأة لتقولوا لأولئك الذين لا يعرفون إلاّ اللون الأحمر إننا خاطئون، وتبدأوا في العلاج

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3350 - الثلثاء 08 نوفمبر 2011م الموافق 12 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:55 ص

      هذه المهزلة في بلدنا

      حل المشكلة هي تجنيس رياضين من المغرب ومن افريقيا وترك ابناء الوطن وعندما كانت الرياضية بنت الغسرة كانت تحطى بالذهب ولكن لم يصرف لها مثلما صرف على الاخوان المغاربة هذه الرياضة عندنا اي الذي يضهر على شاشة تلفزيون البحرين ويحاسب الرياضين؟ لماذا لا يحاسب المجنسين ومن جنسهم؟

      بحرين غيور

اقرأ ايضاً