العدد 3409 - الجمعة 06 يناير 2012م الموافق 12 صفر 1433هـ

في بلادنا...

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

البحرين كانت بلد المليون نخلة التي اختفى أكثرها، وهي ذات الشعب الطيب المسالم الذي يعيش فقيراً بينما يتمتع الأجانب بالوظائف والمميزات المالية الفائقة، وهي البلد التي تكشف فيها مئات قضايا الفساد بملايين الدنانير بل بالمليارات ولكن أين المتهم؟، هل هم الجن؟، وفي البحرين أراضٍ على قولة المثل «لو يركض فيها الخيل تعب»، هي ملك لأفراد. بينما بإمكان اختصار المشهد في معاناة شريحة كبيرة من خلال البيوت الآيلة للسقوط والغرفة التي تسكنها عائلة واحدة منذ سنوات طويلة.

في بلادنا يكتشف البرلمان من خلال لجنة التحقيق البرلمانية في أملاك الدولة العامة والخاصة أن هناك أراضي قيمتها 15 مليار دينار تعادل 65 كيلومتراً مربعاً ويأتي تقرير بسيوني ليؤكد ذلك، إلا أن أحداً لا يقدم للمحاكمة ولا تسترجع الأراضي لملكية الدولة على رغم أن الحق لا يسقط بالتقادم، ولأننا في بلاد العجائب فإن مجلس النواب وبدلاً من أن ينشغل بإعادة هذه الأراضي في فصله التشريعي الثالث ينشغل بالبيانات، والمناوشات بين أعضائه، فضلاً عن البحث عن توظيف المنتمين للحزب الذين ينتمي له ذاك النائب، ويضاف إلى ذلك المطالبة بعدم إرجاع المفصولين من أبناء الشعب بدلاً من المطالبة بإنصافهم.

في بلادنا يُهاجم من خرج للمطالبة بالحرية والكرامة ومحاربة الفساد والحقوق العامة كما جاء في ميثاق العمل الوطني ودستور 1973 ودستور 2002 وهو الأمر الذي أقرته كل المواثيق، ويُتهم بالخيانة والخروج عن الملة.

في بلادنا تحمّل هيئة الكهرباء والماء «الفقراء مسئولية عدم تحصيل المتأخرات من الملايين التي لم تحصلها» في حين تغفل عن فواتير تصل الى آلاف وملايين الدنانير، وكل هذا والوضع طبيعي، والفقراء هم المتهمون!

في بلادنا يقال إن لدينا مؤسسة تسمى بالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وأشهر مرت هي الأصعب على البحرين لم نرَ أحداً منهم زار عائلة متضررة أو أعد تقريراً عن شكاوى مواطنين وثقها تقرير بسيوني، لم نرَ سوى من يصرح من هذه المؤسسة لتبرير الأحكام الصادرة وتكييفها.

في بلادنا تلغى الجمعيات العمومية التي لا تعجب الوزارة المعنية بحقوق الإنسان، وهذا ما يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان.

في بلادنا يقر مجلس النواب صرف علاوة الغلاء وفق معايير ورواتب معينة بالاتفاق مع الحكومة، ولكن التطبيق معاكس تماماً للاتفاق. ومجلس النواب «لا حس ولا خبر» إلا نائب أو اثنان، والبقية مشغولان في الاعتصام ضد إرجاع مظلوم هنا أو الإفراج عن طفل هناك.

في بلادنا ينتقل الناس من استخدام تلفونات الشارع «أبو روبية» إلى الاتصالات عبر تلفونات «بالكارد»، ثم إلى الهواتف النقالة والذكية، ولكن مازال البعض يعتبر نفسه عبارة عن «تلفون أبو روبية»، إذا وضعت الروبية تحدث وكتب وأرعد وأبرق، وكل ذلك في ظل غياب الضمير، لأن الضميرلا يعمل وفق المبادئ.

والقول للجميع هو ما قاله الإمام علي (ع) في كتابه إلى أحد عماله: «وبؤساً لمن خصمه عند الله الفقراء والمساكين والسائلون والمدفوعون والغارم وابن السبيل... وإن أعظم الخيانة خيانة الأمة وأفظع الغش غش الأئمة»

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3409 - الجمعة 06 يناير 2012م الموافق 12 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:32 ص

      ويبقى

      الوطن هو من يشكو ويبكي على ابنائه المتخالفين على لاشي ومن اجل لاشي سوى ان يتركو الوطن للغرباء ليتلاعبو به وبخيراته افيقو يااخوان في وطن قبل ان تصبحو غرباء فيه

    • زائر 8 | 7:19 ص

      شكراااااااااااااااااااااااااا

      شكراااااااااااااااااااااااااا

    • زائر 7 | 5:54 ص

      أين المتهم؟

      شكراً لك ياستاذ بلدنا على صغر حجمها لكن تنتج اكبر قضايا الفساد والهدر للحقوق والاموال فعلاً اصبح المعيار لقياس الامم هو الفساد وليس العلم.

    • زائر 6 | 3:49 ص

      ايضا شكرا لكم

      انا صاحبة الرد رقم 5 مع انكم حذفتون جزء من مداخلتي لكن ذلك ينم عن اخلاقكم الرفيعة وعن جديتكم في الطرح والابتعاد عن كل ما من شانه تجريح الاخرين حتى لو كانت كلمة نابعة من قلب صادق هذه هي الصحافة الشريفة

    • زائر 5 | 3:33 ص

      شكرا لكم

      لكم كل الشكر اخواني الكتاب في صحيفة الوسط الغراء الوطنية الصادقة حقيقة صرت لا أحب حتى النظر ولو نظرة عابرة للجرائد الرسمية في وطني مع اني احصلها بالمجان وما يشرفني .. حين يقع نظري على أخبارهم المحرضة على البغض والكراهية أرجوكم لا تحذفون مشاركتي فهذه الحقيقة

    • زائر 4 | 1:25 ص

      very good articals keep it up

      god bless

    • زائر 3 | 1:05 ص

      صح لسانك

      المشتكى لغير الله مذلة !

    • زائر 2 | 12:20 ص

      شكراً لك

      شكراً لك على المقال الرائع الذي يحكي واقعنا المر في بلد المليون جدع قصدي نخلة
      لو كان النظام والقانون يطبق صح و على الجميع لما وصلنا الى هذا الحال

    • زائر 1 | 10:24 م

      نعم في يلادنا

      تعم في بلادنا القادم اعظم من هذا يااستاذ الف شكر لك والى جميع العملين في صحيفة العدل والحق

اقرأ ايضاً