العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ

دعوة الجامعة العربية لارسال قوات مشتركة قد تبوء بالفشل

توقع محللون الفشل للدعوة التي اطلقتها الجامعة العربية لارسال قوة حفظ سلام عربية-اممية الى سوريا، الا انهم اعتبروا انها ستزيد من الضغوط على النظام السوري.
يعتبر رامي خوري، رئيس معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت "إن المغزى السياسي لهذه المبادرة العربية هائل"، ولكن "النتائج على أرض الواقع ستاخذ وقتا أكثر لتلمسها".
واضاف "المهم في الموضوع هو أن جامعة الدول العربية ستعتمد في مبادرتها على شرعية الأمم المتحدة وجميع الدول التي تحاول ايجاد حل سلمي للتغيير السياسي في سوريا".
وقد قررت جامعة الدول العربية الاحد دعم المعارضة السورية ماليا وسياسيا ودعت الى تشكيل قوة حفظ سلام مشتركة مع الأمم المتحدة كما حثت الأعضاء فيها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.
واعلنت روسيا الاثنين عزمها دراسة اقتراح الجامعة العربية لكنها اكدت ضرورة اقرار وقف لاطلاق النار في سوريا قبل ارسالها.
وتعد الخطة العربية هذه أحدث مبادرة على الصعيد الدبلوماسي لوضع حد لاحد عشر شهرا من أعمال العنف الدامية في سوريا، والتي اسفرت عن مقتل اكثر من ستة الاف شخص، بحسب ناشطين.
الا ان هذه المبادرة العربية الجديدة قد تلقى نفس مصير مشروعي القرارين اللذين قدما الى مجلس الامن وافشلا بسبب استخدام موسكو وبكين لحق النقض (الفيتو).
ويشير الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط في بيروت يزيد صايغ الى "تناقض في موقف الجامعة العربية، فهي من جهة تطلب ارسال قوات لحفظ السلام الى سوريا -والذي يتطلب موافقة البلد المضيف- وتدعو في الوقت نفسه الى قطع التعاون الدبلوماسي مع دمشق".
ويضيف "هذه الدعوة للاسف قد تزيد الضغط بشكل كبير سياسيا، ولكن قد تكون لها اثار سلبية من شانها ان تظهر ان الجامعة العربية تعاني من نقص في الخيارات الحقيقية".
ويشير محللون آخرون الى صعوبة ايجاد دول مستعدة لارسال قوات في حال تم التصويت على ذلك في مجلس الأمن.
ويؤكد مدير مركز بروكينز في الدوحة سلمان الشيخ "أخشى أنه من الصعب جدا العثور على دول بين الاعضاء مستعدة رسال قوات لعملية من هذا النوع".
واضاف "علينا مضاعفة الجهود لتحقيق وقف لاطلاق النار على الاقل قبل التوصل الى قوات مشتركة".
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين ان لندن ستناقش مع شركائها اقتراح الجامعة العربية تشكيل قوة مشتركة دولية عربية لوضع حد لاعمال العنف في سوريا، لكنه اوضح ان الغربيين لن يشاركوا فيها على الارجح.
وقال الوزير البريطاني في مؤتمر صحافي خلال زيارة لجنوب افريقيا "لا اعتقد ان مشاركة غربية ميدانية بما في ذلك في اطار قوة سلام، طريق صائب في سوريا".
أما بالنسبة للدعوات المتكررة المنادية بتسليح المعارضة، فمن شانها ايضا ان تكون لها نتائج عكسية لا بل تعقيد الوضع حسب المحللين.
ويؤكد صايغ ان "تسليح وعسكرة الانتفاضة في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التشرذم".
واضاف "ستقوم الاطراف المتعددة بتغليب لغة السلاح على لغة الحوار".
وراى ان الحل عبر القنوات الدبلوماسية يمكنه ان يكون الحل الوحيد في غياب حل سريع للازمة.
وخلص الى ان "اذ هذا يعني بشكل قاطع اقامة شكل من أشكال الحوار مع النظام، من خلال الروس، مع الروس او بدونهم".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:01 م

      ....

      لأن نية ارسال القوات ليست لحقن الدماء السورية الشريفة و المسلمة .. هدفهم هو تحقيق ما تريده امريكا و اسرائيل من سوريا لانها دولة ممانعة
      فلسطين تعاني من سنين و اليمن و العديد من الشعوب .. لم نرى منهم كلمة استنكار
      ..
      الدم السوري و العربي و المسلم غالي على الجميع و و لا تتجارون به ايها العملاء

اقرأ ايضاً