العدد 3454 - الإثنين 20 فبراير 2012م الموافق 28 ربيع الاول 1433هـ

استنزاف الوطن

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأحداث المتتالية منذ العام الماضي في صعود وهبوط، وهذا ليس في مصلحة أحد، وذلك لأن الأحداث من جانب، والإجراءات الرسمية لمواجهتها، كل ذلك يستنزف مقدرات الوطن، ويؤدي إلى تآكل جوانب مهمة من السُّلطة ومن النسيج الاجتماعي ومن الهيئة العامة للبلاد. وعلى رغم أن مثل هذا التآكل يحدث ببطء؛ فإنه يكون واضحاً بالنسبة إلى المراقبين والمتابعين.

وقد ذكر لي أحد الأشخاص أنه يزور البحرين وكل دول المنطقة منذ منتصف السبعينات، وأن شعب البحرين معروف عنه أنه من أكثر الشعوب حميمية، إلا أنه لاحظ أن تعامل موظفي المطار انقلب رأساً على عقب، وأن الابتسامة البحرينية بدأت تختفي، وتم استبدالها بوجوه متجهمة، وبتصرفات غير لائقة. ويمكن أن تأخذ مثل هذه الحالة لترى نماذج لها في مختلف المجالات، وهناك الآن من يهرب من البحرين ولا يريد أن يرتبط اسمه بها، وهذا عكس ما كانت عليه سمعة بلادنا من قبل.

استنزاف الوطن يتم حاليّاً عبر سلسلة من الأحداث والأخبار السيئة المتتالية، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، لكنها مفتوحة زمنيّاً وكذلك على مستوى المكان، وهناك مخاطر عديدة قد تؤدي إلى انزلاق الأحداث في أي وقت لتتسبب في أمور غير حسنة مررنا بها العام الماضي.

وحاليّاً لايمكن لأية جهة التنبؤ بالخسائر في نهاية المطاف، ولا يمكن معرفة تبعات تلك التراكمات على المستقبل، ولا يمكن أن نفهم الكلفة المستقبلية للخيارات التي تبدو سهلة وفي متناول اليد حاليّاً، ولاسيما أن هناك ظاهرة جديرة بالاهتمام تتمثل في تجدد الطاقات والدماء من كل جانب، وهذا يعني أن هناك إنتاجاً لقيادات مستقبلية سيكون لها أثر أكبر من القيادات الحالية - من مختلف الأطراف - وعلينا أن نعرف أن من سيأتي في المستقبل ربما تكون رؤيته مختلفة تماماً عن من يتواجدون حاليّاً ويمسكون بالأمور هنا وهناك.

أملنا في إيقاف هذا الاستنزاف الذي يؤثر على الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي، حتى لو تمّ إغلاق البحرين وإحكامها بستار من حديد؛ فإن حجم بلادنا الصغير في بيئة تتلاطم فيها الأحداث من كل جانب، وفي زمن لم يعد بالإمكان منع انتشار المعلومة؛ يعني أن الكلفة عالية جدّاً، وهذا كله يحثنا جميعاً على البحث عن مخرج سليم لبلادنا وأهلها

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3454 - الإثنين 20 فبراير 2012م الموافق 28 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 5:26 م

      عندى تسائل

      وانا فى طريقى الى العمل اوقفتنى لأفته كبيره الحجم تقول الفاتح درع البحرين هل المقصود هنا تجمع الفاتح لأغير لمادا لأ يتجمعون فى الحد عندهم بحر ومساحه مافى احله منها وبعدين درع ضد من شركائهم فى الوطن

    • زائر 33 | 7:29 ص

      جمراتك من ذهب

      ليت من احد ينير علينا بهذة الجمرات التي لو تمثلت واقعا لأصبحنا بنعمة وامان, ولاكن للة الامر

    • زائر 32 | 5:55 ص

      بالحكمة تدوم النعمة

      إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا
      بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) لقد ضرب الله امثالا ودروس كثيرة في كتابه الكريم، فالانسان يتعلم مما يرها في الدنيا ومن ابسط مخلوقات الله. وهذا ما جعل العالم يتطور. من كل ماسبق نقول وقعنا الذي يحدث هو كحال النحل لو جاء احد وراى خلية نحل في شجرة وقام باشعال نار او مناوشة النحل مالذي يمكن ان يحدث وما هي التكاليف؟ ولو فكر في الاستفادة منها ورعايتها ماذا سيفعل وماهي الفوائد؟عليه ان يقارن وسوف يرى اين تكون الحكمة

    • زائر 30 | 5:37 ص

      الى رقم 23

      يعني انت اللي واعي قول لنا شنو وعيك يقول
      سمعنا حكمتك من فاهك

    • زائر 28 | 5:23 ص

      المعلق 23 هذا منطق العاجز يالحبيب

      الدكتور والقراء الكرام جادوا بما عندهم بمنطق ، أما أنت يا عزيزنا ليس منطق ودراية لذا اكتفيت بماقلت عجزا منك .

    • زائر 27 | 5:22 ص

      الحل هو ..

      1- تخصيص مكان محدد للتظاهر ويكون الأحترام هو السائد كما حصل في منطقة المقشع كانت من أروع الفعاليات والناس بامان دون مراهقات سياسية وكل يخرج سالم معافى

      2- ابعاد المراهقين عن الشارع وليكفوا عن قطع الطرق في المناطق لأنها تؤثر على الساكنين في المنطقة وتعطيل مصالح الأشخاص في المنطقة وايضا خسارة التجار الذين يسترزقون من اماكن عملهم (( كافتريا - مقاول والخ )

      3-عدم الخروج في التظاهر في المناطق السكنية لأنها تعرض اصحاب المناطق للخطر وايضا قطع الطرق في حالة الطارئة (( عندما تحدث مواجهات مراهقة )) .

    • زائر 26 | 4:28 ص

      هذا

      من نتاءج المعارضة الغير واعية

    • زائر 25 | 4:03 ص

      نحبك يا دكتور نحبك

      كم أتمنى لو أن قلوب المسئولين كقلبك الكبير المتسامح.. ولكن تجري الرياح عكس ماتريد يادكتور وثبتتا الله على الحق.

    • زائر 24 | 3:44 ص

      غربة وطن ..

      المشكلة دكتور أن هنالك أناس لا تريد أن تسمع رئي الآخرين وألهم الحكومة التي تصر على أنه لا يود أي شيء وهذا ما يجعلنا نسير الى الضياع ..

      وثيقة المنامة هي طريق ناحية المستقبل وهذا ما نحتاجه في هذه الفترة

    • زائر 23 | 3:10 ص

      مقال رائع جدا!

      لو أنصفوك يا دكتور منصور لكنت من كبار المسؤولين والمستشارين لِما تتمتع به من عقل راجح وفكر نيّر.

      سلمت يا دكتورنا العزيز، وبارك الله فيك..

    • زائر 22 | 2:48 ص

      سيأتي اليوم الذي لامفر منه ...

      دعواتك العاقلة ومقالاتك المستمرة يادكتور في دعوة العقلاء في السلطة إلى تدارك الأمور سوف تكون حجة عليهم في يوم لن تكون فيه هذه الأوضاع قابلة للتصليح
      سيأتي يوم ستنفجر فيه الأوضاع بشكل أكبر
      فقد كانت ازمة 2010 حدث عنها تفجر فبراير ومارس وستكون هذه الاحتقانات هي محرك للتفجر الذي سيكون أكبر من سابقه
      فعندما تبدأ الأمور بالإنفجار لن يكون هناك مجال لتدارك الأمور
      وكلما طالت فترة الإحماء والإحتقان كلما كان الإنفجار أقوى وأشد

    • زائر 21 | 2:34 ص

      albeem

      كل شئ صار سلبي الا الاراضي مو راضيه تنزل سعرها

    • زائر 20 | 2:24 ص

      حرب الأستنزاف

      نوع من الحروب ولها طرفين او اكثر في النزاع...كي تستزف طاقة البلد المعادي بأستمرارية العمل العدائي وعلي الطرف الأخر المستزف ان يبذل الكثير لعدم الأستسلام او الرضوخ بعامل الاقتصاد او الخسائر في الارواح والمعدات

    • زائر 19 | 2:19 ص

      لن يتغير الوضع

      المتمصلحون متمسكون بمصالحهم الذاتية

    • زائر 18 | 2:19 ص

      هل المعارضة لا تدرك ذلك؟

      فربما هو خيارها كي تهلك الدولة زمن ثم تلبي شروطها علي حسب اعتقادها

    • زائر 17 | 2:17 ص

      السلام عليكم

      في نظري المؤزمين والمطالبين بالشروط الغير توافقية....يريدون استنزاف الدولة كي تكون االة ضغط علي الدولة ولن تجدي لأنها تستنزف خيراتهم وهي خيرات بلدهم

    • زائر 16 | 2:17 ص

      أن المسئولين يتهيأ لي غير مكترثين فيما يدور من حول الوطن وداخله أري أنهم بشكل يومي وعلى مدار الساعة مقابلاتهم مع وفود اجنبية وجلسات واجتماعات دون أن تتكلل بأي شيء ملموس من اهتمامات الوطن وكأن لسان حالهم يقول أنه لا علم ولا شأن لما يدور حولنا ولا نسمع ولا نري فأي معضلة نعيش فأذا كان رب الدار غيرمكترثا فأعلم ان على الدار السلامي وأعلم جيدا يادكتور كم هو قلبك وقلوبنا تنزف دما لما يجول حولنا وانت تنادي وتجاهر فيهم ولا من مسمعي أسئل الله حسن العاقبة

    • زائر 15 | 2:15 ص

      تائقه الى الحريه

      مقال جميل يحكي مابداخل فكر البحرينيين سنحقق مطالبنا اليوم او غدا في النهايه لا يصح الا الصحيح

    • زائر 14 | 1:53 ص

      وأكثر ما سوف نخسرها الأخلاق

      الأخلاق الذميمة والسب والشتم والقذف والنبز اصبحت سمة البحرين في الجرائد وفي الفضائيات وفي الأماكن العامة والخاصة.
      إنه تخريب متعمد للإرث الطيب السمح الذي قبل الدعوة الاسلامية بقبول حسن قبل كل المجتمعات
      وإذا به الآن يراد بدل كل هذه الامور غرس الحقد والكراهية بسبب بعض الممارسات فقد قال احد خبراء الامن الجدد ذلك ولمح له هناك فعلا حقد يختزل في النفوس بسبب سوء المعاملة وقطع الأرزاق والتهم المعلبة والتخوين ووو الكثير من الأمور سوف تظهر للسطح رويدا رويدا فاتقوا الله عباد الله فيما تحتطبون على ظهوركم

    • زائر 13 | 1:46 ص

      شبعنا حكي:-

      متى ستتحول هذه التنظيرات الرائعة الى برنامج عمل ياخذ حيزه من الواقع,,,,,,,
      ام ان الجميع عجبتهم وظيفة المعلق الرياضي؟؟!!

    • زائر 12 | 1:25 ص

      كلام جميل ولكن

      كلام جميل للذين فعلا يريدون خيرا للبلاد والعباد فهذا الكلام لاينفع مع من صمو آذانهم واغمضو عيونهم فهم يعرفون الحقيقة ولكن تأبى جاهليتهم القبول بهذا
      وسيبقون يرددون نفس التبريرات , حزب الله , ايران , عملاء , خونة الخخ , لست متشائم يادكتور ولكن
      الفرق شاسع بين من يهوى العبودية ومن يهوى الحرية فلن يلتقيا ابدااااا

    • زائر 11 | 12:49 ص

      صاحب تعليق 5 اخي العزيز

      أنا شخصيا تركت تلك الصحف الصفراء كلها ولم يعد لي مرجع سوى الوسط فالتنوع وأخبار كل التيارات موجودة ، وبت مرتاح البال لأنك حينما تقرأ للمتفائلين الباحثين عن الحلول كالدكتور منصور وباقي اسرة الوسط تتولد لديك الأفكار التي تساهم بها في محيط والمجتمع وتؤثر لحل الأزمة ، بينما عند أولئك وصحفهم الصفراء سيبعدونك عن الحلول والتفكير بأيجابية لأنهم وجدوا لهذا الهدف وهو التصعيد لتبقى الأزمة وان زعموا حبهم للوطن بهتانا وزورا ولا نعمم فهناك في بعض الصحف من يعتد برأيه ولكنهم قلة ضائعين في تلك الصحف .

    • زائر 9 | 11:53 م

      اشراقه العز يا منصور

      هذا ما نبهنا اليه وننبه اليه يوميا البلد تتجه الى نفق مظلم مجهول النهايه لا احد يتكهن بما ستأول اليه الامور وضعنا اصبح اكثر من معقد نحن اليوم في 21فبراير2012 وحال البلد اعقد عشرات المرات من 21 فبراير 2011 مازال الكثير في وضع النعامه داس راسه في الرمال وعاطي ظهره لما يحدث في البلد اما عنادا واما تجهالا وفي الحالتين كارثه تبعات الاحداث اليوميه هي اقسى من الاحداث الى من يهمه امر البحرين اعزلوا المتمصلحين من استمرار الاحداث وقفلوا ابواب بورصه تجار الازمات ينبثق بصيص امل لنهايه المشكله..ديهي حر

    • زائر 7 | 11:44 م

      اتمنى من كتاب الصحف الصفراء ان يتعلموا منك الوطنية

      بعض الكتاب يعتاشون على الازمات واشعال الفتنة في الوطن كالذباب الذي يعيش على الفضلات كرم الله القاريء .

    • زائر 6 | 11:42 م

      وقف النزيف

      السلطة دولت الأزمة بأتهام إيران و غيرها
      و الشعب بمعارضته دول القضية بأنها بين السلطة و المعارضة
      و ها نحن نعيش غلط السلطة في تعاملها مع مطالب الشعب
      و إن كانت السلطة تريد خير للبلاد عليها بسحب عساكرها و وقف السموم عن البلدات فلربما يتغير الوضع الحالي
      مع بقاء حرية التعبير مكفولة

    • زائر 5 | 11:17 م

      سماء - البحرين (النزيف المستمر)

      صباح الحرية للجميع من كاتب المقال, طاقم الجريدة الى القراء, دائما ما تستوقفنى مقالاتك يا دكتور لما بها من تعبيرات واضحة منسية, احدى زميلات الدراسة من بريطانيا تسالنى فى اخر رسالة لها وتقول هل تم البدء فى تطبيق توصيات لجنة تقصى الحقائق وذلك تماشيا مع تصريحات ملك البحرين! حسب معرفتى البسيطة بأن لا يوجد شىء يذكر والنزيف مستمر لأكثر من سنة والمعاناة فى ازدياد, وكثرة التوقعات تأتى من هنا وهناك, واستمرار التخوين من افغانستان مازالت موجودة والاعلام الحاقد مستمر فى مسرحياتة والابواق المأجورة تتسع وووو

    • زائر 4 | 9:55 م

      فاليتنادى العقلاء ومحبو الوطن واهله

      مالم يتنادى العقلاء ومحبو الوطن واهله ويوقفوا ما يراد بالوطن من شر فالخاسر هو الوطن واهله

      الكاتب بقلمه وصاحب المال بماله وصاحب القرار بقراره والحكيم بحكمته وصاحب العلم بعلمه

      وليتق الجميع الله فيما يقول ويكتب ويعمل

    • زائر 3 | 9:33 م

      انت يا دكتور كبير

      والله انك كبير وابن كبييييير يا دكتور الامل قريب

    • زائر 1 | 7:22 م

      الحل و المخرج

      حتى لو تمّ إغلاق البحرين وإحكامها بستار من حديد؛ فإن حجم بلادنا الصغير في بيئة تتلاطم فيها الأحداث من كل جانب، وفي زمن لم يعد بالإمكان منع انتشار المعلومة؛ فالحل والمخرج يبقى في الحوار الجاد لتنفيذ المطالب الشعبيه

اقرأ ايضاً