قالت الهيئة الوطنية للنفط والغاز في تقرير تناول النتائج التي حققها قطاع النفط والغاز للعام 2011، إن إنتاج الغاز الطبيعي والمصاحب بلغ 552 مليار قدم مكعب خلال العام 2011، بمعدل يومي 1.5 مليار قدم مكعب. ويستهلك الغاز المنتج في مملكة البحرين من قبل قطاع الكهرباء والماء والشركات الصناعية؛ إذ يستخدم إما كلقيم للصناعة أولتوليد الطاقة، إضافة إلى استخدامه من قبل شركة بابكو عمليات لحقن آبار النفط للمحافظة على مستويات الإنتاج.
كما أوضح التقرير أن «تطوير» حققت أعلى معدّل إنتاج يومي للنفط الخام والمكثفات في شهر ديسمبر/كانون الأول 2011؛ إذ بلغ 45.900 برميل يومياً.
وبيَّن التقرير أن قطاع النفط والغاز حقق أرقاماً قياسية في الإنتاج والتكرير؛ فضلاً عن النتائج المميزة التي حققتها الشركات النفطية المنضوية تحت مظلة الشركة القابضة للنفط والغاز، إضافة إلى المشاريع النفطية وما حققته المؤتمرات والمعارض النفطية من نجاحات خلال العام 2011.
وأشار التقرير إلى أن مصفاة التكرير سجَّلت معدَّل إنتاج يومي متميز؛ إذ تمكنت شركة نفط البحرين (بابكو) من تحقيق معدّل تكرير قياسي بواقع 271.3 ألف برميل يومياً في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وهو أفضل معدّل يتم تحقيقه في تاريخ مصفاة التكرير. أما في شهر ديسمبر فقد بلغ المعدل اليومي 271.2 ألف برميل مقارنة مع 258.9 ألف برميل بحسب الأرقام المتوقعة في الموازنة، وهذا يمثل إنجازاً هائلاً لشركة بابكو ويمثل حدثاً مهماً ويعكس قدرة الشركة على مواجهة التحديات والالتزام بتعهداتها تجاه زبائنها.
وبمناسبة صدور التقرير، صرح وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا بالقول: «إن إنتاج حقل البحرين الذي هو أقدم حقل في دول مجلس التعاون الخليجي والذي بدأ إنتاجه في العام 1932، حقق نتائج ممتازة. وتعود أسباب هذا التحسّن في المعدَّل اليومي إلى الجهود التي بذلتها الهيئة الوطنية للنفط والغاز ضمن توجهات القيادة في تأسيس شركة تطوير للبترول والتي هي مشروع مشترك بين مملكة البحرين وشركة أوكسيدنتال الأميركية وشركة مبادلة الإماراتية من أجل تحسين ومضاعفة إنتاج حقل البحرين من النفط والغاز. أما إنتاج حقل أبوسعفة والذي هو حقل مشترك بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية فإن المعدّل اليومي للإنتاج يبلغ 300 ألف برميل، حصة مملكة البحرين منه 150 ألف برميل في اليوم.
إنتاج الشركات النفطية التابعة
أما على صعيد إنتاج الشركات النفطية التابعة إلى الشركة القابضة للنفط والغاز فقد حققت نتائج جيدة؛ إذ بلغ إنتاج شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) من منتجاتها (الأمونيا والميثانول واليوريا) 1.575 مليون طن متري خلال العام 2011، بالمقارنة مع 1.476 مليون طن متري خلال العام 2010؛ أي بزيادة في الإنتاج قدرها 99 ألف طن متري وبنسبة 6,7 في المئة. وتمكنت الشركة من تحقيق نتائج جيدة في العام 2011؛ إذ حقق مصنع اليوريا أعلى معدل يومي للإنتاج وهو 1967 طن متري في شهر فبراير/شباط 2011، وهو أعلى معدّل إنتاج سنوي في تاريخ الشركة. كما حقق الإنتاج الإجمالي للأمونيا واليوريا والميثانول أعلى المعدلات وسجّل رقماً قياسياً في تاريخ الشركة على الأطلاق.
أما شركة غاز البحرين الوطنية (بناغاز) وشركة توسعة غاز البحرين (التوسعة) فقد بلغ إجمالي الإنتاج من سوائل الغاز المصاحب (بروبان وبيوتان والنفثا) 3.933 ملايين برميل في العام 2011، مقارنة مع 3.771 ملايين برميل للفترة نفسها من العام 2010، بزياة قدرها 162 ألف برميل وبنسبة 4,3 في المئة. كما حققت الصادرات في العام 2011 أرقاماً مرتفعة مقارنة مع صادرات الشركة في العام 2010.
كما حققت شركة تطوير للبترول نتائج مهمة وقياسية على النحو الآتي:
- أعلى معدّل لعدد الآبار التي تم حفرها 22 بئراً في الشهر.
- عدد الآبار التي تم حفرها 173 بئراً نفطية وبئراً واحدة للغاز خلال العام.
- أقل عدد من الأيام المستغرقة لتوصيل الآبار بخط الإنتاج 4 أيام.
- أعلى معدل يومي لطاقة الإنتاج المتوافرة للغاز غير المصاحب 2,1 مليار قدم مكعب يومياً وهو أعلى معدل تم تحقيقه خلال الربع الأخير من العام.
- أعلى معدل للانفاق الرأسمالي 67,5 مليون دولار أميركي في الشهر.
كما تميز العام 2011 بتدشين رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، السفينة «رؤية البحرين» في 14 نوفمبر من العام وهذه السفينة تابعة إلى شركة سكوغن غلف بتكم كاريرز وهي شركة مساهمة بحرينية مقفلة تساهم فيها الشركة القابضة للنفط والغاز وشركة أي.إم. سكوغن وشركة سفن البحرين المملوكة إلى بيت إدارة المال. كما قام سمو رئيس الوزراء في 29 نوفمبر 2011م بتدشين مشروع إنتاج زيوت الأساس للتشحيم والذي يعتبر من المشاريع الاستراتيجية المهمة، وهو مشروع مشترك؛ إذ تساهم فيه الشركة القابضة للنفط والغاز وشركة نفط البحرين (بابكو) وتملكان 55 في المئة من أسهم المشروع وتملك الشركة الفنلندية نيستي أويل 45 في المئة وقد بلغت كلفة المشروع 430 مليون دولار.
ويهدف هذا المشروع إلى إنتاج فئة جديدة ومطورة من زيوت الأساس للتشحيم ذات جودة فائقة ولزوجة عالية وبحسب متطلبات المواصفات العالمية الحديثة والمطلوبة في الأسواق العالمية وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 400 ألف طن متري من الزيوت سنوياً.
مشروع معالجة مياه الصرف
كما أن هناك مشاريع تم البدء في تنفيذها ومشاريع تم تدارسها ووضع الخطط المناسبة لها خلال العام 2011. فقد تم تنفيذ مشروع معالجة مياه الصرف والتي تبلغ كلفته 120 مليون دولار وهو مشروع بيئي يندرج ضمن أهداف «بابكو» في إقامة وتنفيذ العديد من المشاريع التي تصب في الاهتمام بالبيئة في الشركة وخارجها. ومن المتوقع الانتهاء منه في مطلع العام المقبل (2013). إضافة إلى قيام «بابكو» بتنفيذ مشروع توريد مولدات كهربائية وهو يأتي ضمن مشروعات التحديث من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية للمصفاة ومن المقرر الانتهاء منه في بداية النصف الثاني من العام 2012.
أما مشروع تحديث أنابيب استيراد النفط الخام من المملكة العربية السعودية فهو يعتبر من المشروعات الحيوية التي تسعى الهيئة الوطنية للنفط والغاز ممثلة في شركة نفط البحرين (بابكو) إلى تنفيذه بغرض إبعاد أنابيب النفط الجديدة الخام عن المناطق السكنية والمأهولة وكذلك العمل على تحديثها بموجب أحدث التصاميم الفنية بحسب المواصفات العالمية الحديثة، وتبلغ كلفة المشروع التقديرية أكثر من 350 مليون دولار وهذا المشروع قيد الدراسة والإنشاء. ويبلغ طول مشروع تحديث نقـل وتوسعة أنابيب النفط (الخط الجديد) التي تستورد عبرها مملكة البحرين النفط الخام من المملكة العربية السعودية نحو 126 كيلومتراً وتبلغ سعتها نحو 350 ألف برميل في اليوم.
المرفأ البحري للغاز
كما أن مشروع إنشاء مرفأ بحري للغاز المسال يندرج ضمن استراتيجية الهيئة الوطنية للنفط والغاز؛ إذ إنها ستنفذ المشروع لتسلم الغاز المسال المستورد لمملكة البحرين في المستقبل. ولقد تسلمت الهيئة 9 عطاءات من شركات عالمية، وقد جرى تقييمها في نهاية العام 2011، وستقوم الهيئة بعد الحصول على الموافقات المطلوبة بإرساء المناقصة على إحدى هذه الشركات قبل نهاية العام 2012، بعد استكمال جميع الإجراءات المتبعة.
أما مشروع توسعة وتحديث مصفاة البحرين والذي هو قيد الدراسة، فهو يأتي ضمن خطة الهيئة الوطنية للنفط والغاز بحسب تطلعات القيادة لزيادة طاقة المصفاة من 260 ألف برميل في اليوم إلى نحو 450 ألف برميل في اليوم وتحسين نوعية منتجات المصفاة. وهذا المشروع العملاق تقدر كلفته بنحو 6 مليارات دولار، وإذا تمت الموافقة عليه من قبل الحكومة، فإن عملية تشييده ستستغرق عدة سنوات، ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل في 2018.
حفر بئرين العام 2012
وفيما يتعلق بالاتفاقيات النفطية البحرية فإن العام 2011م قد شهد حفر أول بئر استكشافية في جنوب غـرب البحرين وأنه سيتم حفر بئرين أخريين في هذا العام 2012م وستتحمل شركة أوكسيدنتال مصاريف هذه العمليات، وذلك وفقاً للاتفاقيات المبرمة بين الطرفين. وتأتي عمليات الحفر هذه ضمن الاتفاقيات الخاصة بالاستكشاف والمشاركة في الإنتاج المبرمة مع شركة أوكسيدنتال الأميركية للقواطع البحرية رقم (1+3+4).
وضمن متابعة وزير الطاقة للمشاريع النفطية التي تنفذها الهيئة الوطنية للنفط والغاز فقد قام الوزير في ديسمبر 2011 بزيارة لموقع البئر الاستكشافية المسمى بلاج- 1 في القاطع البحري رقم (4) والذي يقع في الجنوب الغربي من مياه البحرين الإقليمية.
وفي مجال التعاون الدولي مع الشركات العالمية، فإن الهيئة الوطنية للنفط والغاز تولي موضوع التعاون أهمية كبيرة من أجل جذب الشركات النفطية العالمية لاتخاذ مملكة البحرين مركزاً لانطلاق عملياتها، وقد حقق هذا التوجه التوقيع على الاتفاقية النهائية للغاز العميق بحقل البحرين مع شركة أوكسيدنتال.
ويأتي هذا المشروع ضمن المبادرات التي أطلقتها الهيئة الوطنية للنفط والغاز والتي بلغت 12 مبادرة من أجل الاستغلال الأمثل لثروات البلاد الطبيعية، وهو أحد المبادرات التي ستساهم فـي توفير الغاز بمملكة البحرين.
أما على صعيد تنظيم المؤتمرات والمعارض في مملكة البحرين فقد ذكر وزير الطاقة أن العام 2011م شهد العديد من المؤتمرات والمعارض المتخصصة في قطاع النفط والغاز وأكبر هذه المؤتمرات والمعارض هو مؤتمر الشرق الأوسط السابع عشر للنفط (ميوس 2011)؛ إذ افتتحه سمو رئيس الوزراء في سبتمبر وبمشاركة فاعلة وصلت إلى أكثر من 1700 مشارك من الخبراء والمختصين وأصحاب العلاقة من دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، ودول العالم الأخرى المنتجة والمستهلكة للنفط والغاز عموماً. وحقق «ميوس 2011» أرقاماً قياسية تنافسية؛ إذ بلغ إجمالي عدد المشاركين والعارضين وزوار المعرض أكثر من 7000 شخص، كما بلغ عدد الشركات العارضة أكثر من 350 شركة تمثل 35 دولة من مختلف أنحاء العالم
العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ