العدد 3462 - الثلثاء 28 فبراير 2012م الموافق 06 ربيع الثاني 1433هـ

كلمة وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي في الدورة التاسعة عشرة لمجلس حقوق الإنسان

فاطمة البلوشي open [at] alwasatnews.com

لقد تحدثت قبل عام مضى أمام المجلس لأؤكد على التزام مملكة البحرين بمبادئ حقوق الإنسان والحريات الأساسية ولأبيّن كيف أن حكومة بلادي تصرفت بمسئولية تجاه الأحداث التي وقعت في ذلك الوقت.

إن الأحداث التي وقعت جاءت بتحديات لم يسبق أن شهدتها المملكة. فلقد هزت الأحداث مملكة البحرين وخلفت جرحاً في تاريخها المعاصر الذي نفتخر به.

إن المتظاهرين في ذلك الوقت كانوا يمارسون حقوقهم الدستورية في حرية الرأي والتعبير، إلا أن فريقاً منهم وعن سابق إصرار كانوا يهدفون إلى ارتكاب أفعال لا يمكن القبول بها في مجتمع متحضر، وأدت تلك الأحداث إلى مناوشات مع رجال الأمن وسرعان ما تطورت وخرجت عن السيطرة لتصبح أعمال عنف.

إنني لا أرغب اليوم أن أسرد تسلسل الأحداث التي جرت في ذلك الوقت، فهذه الأحداث قد تم توثيقها جميعاً في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة والذي سأتحدث عنه لاحقاً (وهو موجود على الموقع الإلكتروني للجنة)، إلا أنني أود أن أحيطكم علماً بالاستجابة المسئولة لحكومتي للأحداث، وما نقوم به حالياً لضمان ثبات المملكة على طريقها لتكون دولة ذات نهج شامل وعادل وشفاف وملتزمة بالتطبيق الفعال لمبادئ حقوق الإنسان العالمية للجميع.

وكما هو متوقع في أي بلد نامٍ ديمقراطي فإن الحوار السياسي قد أصبح جزءاً محورياً في استجابة المملكة المبدئية لأحداث العام الماضي. ففي ذروة الأحداث طرحت مبادرة غير مشروطة للحوار السياسي للمشاركين في المظاهرات. ورغم أن هذا العرض قوبل بالرفض، إلا أن ذلك لم يمنع الحكومة من طرح آلية للحوار الوطني بعد ذلك والتي تمت الاستجابة لها من قبل جميع مكونات المجتمع. وتوصلت هذه العملية إلى توافق بين جميع مكونات مجتمع البحرين. وشملت النتائج السياسية لهذا الحوار على تغييرات دستورية تعزز من صلاحيات البرلمان. ويمكن للجميع الاطلاع على نتائج الحوار الوطني بالموقع الإلكتروني.

ومع كل تلك الإنجازات السياسية الهامة التي تحدثنا عنها، إلا أن التغييرات والأحداث اللاحقة التي جرت في المملكة في ميدان حقوق الإنسان قد أتت بظلها على هذه الإنجازات.

ففي العام الماضي وبينما كانت سلطات حفظ النظام في المملكة تحاول فرض القانون والنظام واجهت ظروفاً ومهاماً لم يسبق أن واجهتها دون استعداد أو تدريب ودون إمكانيات بشرية كافية يمكن من خلالها التغلب على هذه التحديات. ولابد أن أوضح لكم هنا أن أخطاء قد ارتكبت من قبل البعض بما في ذلك استخدام القوة المفرطة والقتل غير المتعمد والاعتقال غير القانوني.

ولقد استجابت الحكومة سريعاً - كما هو الحال دائماً - بشأن الأخطاء وبأسلوب حضاري غير مسبوق حيث أعلن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن إنشاء لجنة مستقلة في بادرة تعد الأولى من نوعها وتضم نخبة من محامين دوليين مرموقين وخبراء طب شرعي ليس لهم علاقة بالبحرين للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة. ولم يحدث سابقاً أن قامت أي دولة بإنشاء لجنة من خارج البلاد مكونة من محامين وخبراء قانون دولي وحقوق إنسان للتحقيق في هذه الأفعال، فقرار مملكة البحرين فريد من نوعه.

لقد كانت ولاية اللجنة واسعة لضمان التحقيق الشامل في الأحداث المؤسفة في البحرين. وبذلت الحكومة ما بوسعها لضمان نجاح اللجنة وتعاونت معها إلى أقصى الحدود الممكنة. ومنحت اللجنة صلاحيات غير مقيدة للوصول إلى الأشخاص والإدارات والوزارات الحكومية والمواقع في مملكة البحرين.

لقد توصلت اللجنة إلى وجود عدد من الانتهاكات لحقوق الإنسان وفي الوقت ذاته أسقطت أيضاً عدداً من الادعاءات غير الواقعية على مملكة البحرين والتي تم تداولها في الإعلام. ولقد اشتملت نتائجها على ستة وعشرين توصية قبلت جميعاً بدون شروط من قبل الحكومة. وأن عدداً قليلاً من الحكومات في العالم يمكن أن تعترف بهذه الأمور. فأحداث العام الماضي تعارضت مع دستورنا ومعتقداتنا وعقائدنا وتطلعات مجتمعنا.

إنّ تنفيذ توصيات اللجنة يعتبر الآن أساساً للإصلاحات ومؤشراً للحقبة القادمة في البحرين.

إنني أقف أمامكم بعد أقل من 100 يوم منذ أن استلمت الحكومة تقرير اللجنة. وخلال هذه المدة وبعد أن تم تمحيص ودراسة التقرير وفق ما هو مطلوب فقد دعت مملكة البحرين خبرات قانونية دولية وشرطية وغيرها من الخبرات للاستشارة حول الطرق المناسبة للبحرين لتنفيذ إصلاحاتها الهيكلية والدستورية العملية الضرورية لضمان الأثر الفعال لنتائج اللجنة.

إن المهام التي تقوم بها حكومة البحرين في هذه الفترة تمثل تحديات كبرى لا يمكن التقليل من شأنها، وهي ليست فقط بالأفكار وفقاً لطبيعة وحجم الإصلاحات المتوقعة، ولكن واجهت تحديات في القدرات، والحكومة مستمرة في الاستجابة السريعة لمعالجة جميع التحديات.

لقد بدأت الحكومة بخطوات هامة لأجل بناء الثقة. وقد شملت تلك الخطوات:

- تحويل جميع القضايا المنظورة أمام محاكم السلامة الوطنية إلى النظام الاعتيادي للمحاكم الجنائية.

- لقد أعيدت محاكمات جميع الأشخاص الذين سبق وأن حكم عليهم.

- إسقاط جميع التهم المتعلقة بحرية التعبير.

- وإعادة جميع العمال الذين فصلوا من أعمالهم في القطاع العام. ولا نزال مستمرين لتشجع القطاع الخاص لفعل ذلك الأمر، حيث نتج عن ذلك أن غالبية المفصولين من القطاع الخاص قد أعيدوا إلى أعمالهم أيضاً.

بالطبع فإن الحكومة ألزمت نفسها بتنفيذ توصيات اللجنة الواردة بالتقرير.

وبالرغم من ضيق الفترة الزمنية منذ تقديم التقرير، إلا أنه يسعدني أن أقدم لكم تقريراً عن التقدم المحرز في هذا السياق. لهذا أود أن أتطرق للإصلاحات الرئيسية التي تم تنفيذها بروح من الشفافية وهي موجودة أيضاً على الموقع الإلكتروني وهي:

1. أولها ضمان المحاسبة المؤسسية. وفي هذا السياق أنشأت مملكة البحرين جهازاً مستقلاً في مكتب النائب العام. وهذا الجهاز لديه صلاحيات تخوله للتحقيق بجميع الادعاءات الخاصة بالتعذيب وسوء المعاملة والاستخدام المفرط للقوة وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبت من قبل السلطات اعتباراً من شهر فبراير/ شباط الماضي.

2. وحيث أن مملكة البحرين عازمة على تعويض ضحايا الأحداث فقد قامت بإنشاء صندوق وطني لتعويض المتضررين في 26 يناير/ كانون الثاني 2012.

3. واستطعنا تطوير برامج تدريبية جديدة لرجال الشرطة بمساعدة من رجال الشرطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

4. إضافة إلى ذلك فقد تم تطوير وتطبيق مدونة لسلوك رجال الشرطة في وزارة الداخلية. كما بدأت أيضاً بتجنيد قوات جديدة للشرطة بهدف التنويع والدمج.

5. وبالتوازي فقد تم إنشاء مكتب لتلقي الشكاوى ولمراقبة العمل في وزارة الداخلية مع إدارة الشئون الداخلية بالوزارة وهذه الأجهزة سوف تتلقى الشكاوى من الداخل ومن المواطنين حول سلوك الشرطة وموظفي وزارة الداخلية.

6. وأخيراً لضمان احترام حقوق الإنسان من قبل جميع أجهزة الحكومة سيقدم تشريع قريباً للبرلمان لإنشاء مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان وفقاً لمبادئ باريس.

7. وأخيراً، فإن العمل جارٍ مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص للوصول إلى مصالحة اجتماعية وتعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب البحريني.

إن غالبية أعمالنا التي نقوم بها ترتكز على الشراكة مع الأجهزة الدولية والمجتمع الدولي وتشمل التالي:

أ - لقد وقعت وزارة التربية والتعليم مذكرة تفاهم مع «اليونسكو» لتطوير مخرجات التعليم لتعزيز التسامح والتعددية وحقوق الإنسان.

ب - لقد وقعت وزارة الداخلية مذكرة تفاهم مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بحيث تسمح للأخيرة زيارة أماكن الاحتجاز، حيث تلك الزيارات قد بدأت بالفعل.

ج - من المتوقع الحصول على مساعدة فنية من قبل مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات للوحدة المستقلة التي تطرقت لها آنفاً.

د - كما بدأت وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية محادثات مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان لوضع مذكرة تفاهم لتقديم المساعدة الفنية التي نتوخاها لتنفيذ التوصيات.

هـ - قدمت مملكة البحرين مؤخراً دعوة للمقرر الخاص المعني بالتعذيب لزيارة مملكة البحرين في بداية الشهر المقبل.

و - كما أنه من الأهمية الإحاطة، بأننا بصدد تقديم تقريرنا الثاني للاستعراض الدوري الشامل حيث أن تقرير هذا العام مختلف في طبيعته عن التقرير السابق كونه قد تمت صياغته بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان. ونحن نتطلع في شهر مايو/ أيار المقبل لمناقشة التقرير حيث ستكون هناك فرصة للحوار بين المملكة وشركائها من خلال مناقشة التقرير.

إن مملكة البحرين تؤكد على أهمية قضايا حقوق الإنسان ومسئوليتها. فالخطوات التي أوضحتها هذا اليوم هي بعض من الإجراءات العديدة التي قمنا بها في البحرين خلال الأشهر القليلة الماضية.

وإننا مؤمنون بأننا على الطريق الصحيح. فحكومة بلادي لديها العزم بعد أحداث العام الماضي المؤسفة لأن تستقي الدروس وتستمر في طريق تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات في المملكة

إقرأ أيضا لـ "فاطمة البلوشي"

العدد 3462 - الثلثاء 28 فبراير 2012م الموافق 06 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 3:45 م

      رب ارجعوني,,,,,,,,,,,,

      تشجيع القطاع الخاص لإرجاع المفصولين? ??????!!!!
      وهل تم فصلهم بقناعة كي يحتاجون اليوم إلى شجاعة ???!!!!

    • زائر 14 | 2:47 م

      من زائر 2 إلى زائر 3,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

      صراااااحة, , شكرا لكم فيها أجنده خارجية?
      ليش بالذات كررتهه 12مررررررره? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?

    • زائر 13 | 2:41 م

      إذا وجد الماء بطل التيمم, أي إذا وجدت القيود بطلت الحقوق,,,,,,,,,,,,

      نعتقد أن مواثيق حقوق الإنسان تغرد في واد , وأن الخيار الأمني في واد آخر

    • زائر 12 | 1:40 م

      شكراً لكم

      شكرا لكم.
      شكراً لكم.
      شكراً لكم.
      شكرا لكم.
      شكراً لكم.
      شكراً لكم.
      شكرا لكم.
      شكراً لكم.
      شكراً لكم.
      شكرا لكم.
      شكراً لكم.
      شكراً لكم.

    • زائر 11 | 1:15 م

      رب ارجعوني,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

      تقرير تقصي الحقائق لم يكتب من أجل الكتابة والبهرجة الاعلامية والحصانة القانونية للمتبجحين به, وإنما هو بمثابة بوابة تحتاج إرادة صادقة للاعتراف بمطالب الشعب البديهية والمحقة والسعي الحثيث الحثيث الحثيث لتحقيقها , هذا بدل الانجرار وراء الترقيعات والتسويفات والتمييعات وصولا إلى نقطة الصفر التي تزيد من الاحتقان يوما بعد يوم, ومن فقدان الثقة ساعة بعد ساعة

    • زائر 9 | 3:39 ص

      مغتربة مشتاقة للوطن

      تختمين انك مؤمنة انكم على الطريق الصحيح وقد مضى على تقرير بسيوني اشهر طويلة على المنتهكة حقوقهم والوضع مكانك سر
      اتحداك ان تردي علي يا من تدعين ان لدينا حقوق انسان ووزااااررة حقوووووووووووووق انسان

اقرأ ايضاً