العدد 3467 - الأحد 04 مارس 2012م الموافق 11 ربيع الثاني 1433هـ

علاقات أميركا وإسرائيل ليست دائماً ممتازة لكن تحالفهما لا يتزعزع

عشية محادثات مهمة مع إسرائيل بشأن طريقة التعاطي مع طموحات إيران النووية، أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما أنه يشاطر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو «رؤية مشتركة» حول الاتجاه الذي يريدان سلوكه في هذا الصدد.

لكن حين يلتقي نتنياهو الرئيس الأميركي في البيت الأبيض اليوم الإثنين (5 مارس/ آذار 2012) سيكون من الضروري إقناعه بأن الطرفين لديهما أيضاً رؤية مشتركة بشأن سبل الوصول إلى ذلك.

وخلال توقفه في نهاية الأسبوع في كندا قبل توجهه إلى واشنطن، حذر نتنياهو من أن النهج الذي يفضله الغرب وهو الضغوط الدبلوماسية والعقوبات لإرغام إيران على التخلي عن برنامجها النووي الذي تعتقد الولايات المتحدة وإسرائيل بأن له أهدافاً عسكرية، قد لا يعطي نتائج.

وقال نتنياهو خلال زيارة الجمعة إلى البرلمان الكندي لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء، ستيفن هاربر «الجميع يرغب في حل سلمي تقوم فيه إيران بالتخلي عن برنامجها النووي». وأضاف «بالواقع لقد تصرفت عكس ذلك، ويمكن أن تقوم مجدداً بما فعلته في السابق هو السعي أو استغلال المحادثات كما فعلت في الماضي للخداع والتأخير لكي يمكنها مواصلة التقدم في برنامجها النووي وبلوغ خط النهاية».

وتابع «أعتقد أنه على المجموعة الدولية ألا تقع في هذا الكمين».

وترى إسرائيل أن طريق العقوبات مصيره الفشل وأن احتمال شن ضربة عسكرية على إيران قد يصبح حتمياً.

وقال مسئولون إنه فيما تفضل إسرائيل أن تشن الولايات المتحدة مثل هذه الضربة، إلا أن إسرائيل ستتصرف بمفردها إذا شعرت أنها مهددة.

وكتب كامبل كلارك في صحيفة «غلوب أند مايلز» اليومية الكندية السبت أن ما يثير الانقسام بين نتنياهو وأوباما «ليس ما إذا يجب شن ضربة في حال الضرورة، لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي لكن توقيت ذلك وحجم التهديد الذي يجب التلويح له حتى ذلك الحين».

ووجه أوباما الجمعة رسالة إلى إسرائيل وإيران وكذلك الجمهوريين المتشككين بأن تركيزه على السعي لحل سلمي يجب ألا يفسر على أن الولايات المتحدة لن تستخدم الخيار العسكري إذا رأت ذلك مناسباً.

وقال لمجلة «أتلانتيك مانثلي» في تصريحات نشرت الجمعة إنه فيما يعتبر أن ضربة سابقة لأوانها على إيران قد تعطي نتائج عكسية فإن الاستراتيجية الأميركية ستشمل في نهاية المطاف «خياراً عسكرياً».

وتصر إيران على أن برنامجها النووي أهدافه مدنية لكن الدول الغربية تشتبه في أن الجمهورية الإسلامية تقوم ببرنامج سري لتطوير أسلحة نووية وأنها ليست بعيدة عن تحقيق هدفها.

وفي نفس المقابلة كان أوباما صريحاً بالنسبة لعلاقاته مع نتنياهو. فخلال لقاءاتهما المشتركة تتسم العلاقات بينهما بالفتور.

وخلال زيارة إلى البيت الأبيض في مايو/ أيار الماضي وجه نتنياهو انتقادات لاذعة لأوباما بسببب سياسته في الشرق الأوسط قائلاً إنها «تستند إلى أوهام» وألقى عظة على الرئيس بشأن الصراعات التاريخية للشعب اليهودي.

وقال أوباما للمجلة إنه في حين أن علاقته مع نتنياهو ترتكز على الأعمال، لفت إلى أنهما ينتهجان سياسات مختلفة.

وقال أوباما «يمكننا أن نكون صريحين جداً مع بعضنا، وحادين جداً».

وتابع «عموماً حين يكون بيننا خلافات، فإنها تكون تكتيكية وليس استراتيجية» مضيفاً «لدينا رؤية مشتركة حول الاتجاه الذي نريد سلوكه». وقال «يمكن - وهذا ينطبق على علاقاتي مع أي قائد أجنبي آخر- ألا يكون هناك توافق كامل حول كيفية تحقيق هذه الأهداف».

وفي المقابل يقول مسئولون إسرائيليون وأميركيون إنه في حين أن مدى التوافق بين القادة الإسرائيليين والأميركيين يمكن أن يتفاوت رهناً بالشخصيات التي تتولى القيادة، إلا أن العلاقات على مستوى الدولتين ثابتة ولا تتغير. وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في تل أبيب، كورت هوير لـ «فرانس برس»: «ليس لديّ شك في أنه خلال هذا اللقاء سيؤكد رئيس الوزراء والرئيس مجدداً على العلاقات العميقة بين البلدين».

وقد وصل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قبل رئيس الوزراء إلى واشنطن هذا الأسبوع والتقى نظيره الأميركي ليون بانيتا ومسئولين سياسيين وأمنيين آخرين.

وجاء في بيان صادر عن مكتب باراك أن المحادثات التي أجراها الأربعاء في «البنتاغون» مع بانيتا «وعلى غرار لقاءات سابقة ركزت على العلاقات الأمنية الوثيقة جداً بين الولايات المتحدة وإسرائيل. واللقاء كان مهماً وبناءً».


أوباما سيحاول طمأنة نتنياهو وردعه عن مهاجة إيران

سيحاول باراك أوباما خلال لقاء منتظر اليوم في البيت الأبيض، طمأنة بنيامين نتنياهو إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل حيال إيران وردعه في الآن نفسه عن شن عملية عسكرية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

وكشف كل من الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي عن أرائهما في إطار جدل اتخذ مرة أخرى صفة المستعجل منذ طرح الإسرائيليون إمكانية إقدامهم وحدهم على شن هجوم على إيران لمنعها من إحراز تقدم ثابت نحو السلاح النووي.

ويعتبر أوباما ان العقوبات غير المسبوقة، كما قال، والمفروضة على الجمهورية الإسلامية قادرة على ردعها عن حيازة قنبلة نووية، ويؤكد أن إيران التي تشدد على الطابع السلمي لبرنامجها لم تبدأ بعد الإعداد لصنع هذا السلاح.

لكنه شدد على القول أيضاً الجمعة ان فشل هذه الاستراتيجية يبقي احتمال شن العملية العسكرية قائماً.

وأكد أوباما الجمعة في مقابلة مع مجلة «أتلانتيك منثلي»: «عندما نقول إننا لا نستبعد أي وسيلة (لمنع إيران من حيازة السلاح النووي)، فإننا نعني فعلاً ما نقول»، مشيراً إلى أن من تلك الوسائل «الوسيلة العسكرية»

العدد 3467 - الأحد 04 مارس 2012م الموافق 11 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:49 ص

      إيران قوية

      يريدون أن يركعوا إيران
      وتتنازل عن حقها في التقنية النووية السلمية
      وهل تعتقدون أنها دولة عربية

اقرأ ايضاً