العدد 3467 - الأحد 04 مارس 2012م الموافق 11 ربيع الثاني 1433هـ

سوريون يفرون إلى لبنان وسط الثلوج واطلاق النيران

فر مئات السوريين إلى لبنان خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية متحدين دوريات الجيش والطقس الشتوي المتقلب ليهربوا من أعنف قصف تتعرض له بلداتهم الحدودية خلال الحملة المستمرة منذ عام لقمع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد. وفي بلدة عرسال الجبلية في وادي البقاع في لبنان يقول السكان ان ما بين 100 و150 عائلة وصلت من سوريا امس الأحد في واحدة من أكبر عمليات اللجوء حتى الان.
وأمضت نحو 12 عائلة ليل الأحد في مبنى سكني مؤلف من ثلاثة طوابق في عرسال بعد فرارها مما قالت انه هجوم متواصل للجيش على بلدة القصير السورية بالدبابات والقذائف الصاروخية وطائرات الهليكوبتر.
وقال أحد اللاجئين لرويترز في عرسال ان العائلات خاضت رحلة شاقة سيرا على الاقدام عبر التلال المغطاة بالثلوج للوصول إلى بر الأمان لكن كثيرين اخرين تم القبض عليهم اثناء محاولتهم الفرار. وقال شاب يبلغ من العمر 21 عاما ويرتدي معطفا جلديا اسود ووشاحا لحمايته من البرد الشديد "تعرض منزلي للقصف مما تسبب في حدوث فتحة كبيرة في أحد جوانبه."
ومضى يقول ان الدبابات السورية دخلت القصير صباح الأحد. واضاف "رأيت بعيني طائرات هليكوبتر تطلق الصواريخ ونيران الرشاشات.
فرت عائلتي كلها وأمضت النهار في السير إلى هنا."
وقال الشاب انه رغم ان عرسال لا تبعد سوى عشرة كيلومترات عن الحدود السورية اضطرت عائلته للسير لمسافة 40 كيلومترا عبر الاودية حيث ان الطريق الجبلي سدته الثلوج.
ولم تتمكن سوى بضع عائلات من نحو 2000 عائلة فرت من القصير من عبور الحدود دون ان توقفها القوات السورية.
وقال "عندما وصلنا إلى الاراضي اللبنانية نظرت خلفي ورأيت نحو 40 رجلا يمسك بهم الجنود السوريون الذين كانوا يلاحقوننا. تمكنا من الخروج لكن الحظ لم يحالفهم." واستأجر والد الشاب البالغ من العمر 60 عاما غرفة في عرسال لتنام فيها عائلته مقابل بضعة دولارات في اليوم.
وقال "القصير اصبحت اشبه بالكابوس. لا طعام ولا وقود ولا خبز ولا كهرباء." وقالت امرأة تقف في شرفة اخرى من المنزل انها فرت من ضاحية الخالدية في حمص قبل نحو اسبوع.
وصاحت قائلة "الجيش السوري دمر بابا عمرو تماما.
استغرق الأمر مني اربعة ايام للخروج من محافظة حمص لكن زوجي ما زال محاصرا هناك." وتمكنت المرأة هي واطفالها من عبور الحدود اللبنانية من المعبر الرسمي لكنها قالت ان من المستحيل بالنسبة للرجال فعل نفس الشيء.
وبينما كانت تتحدث كان ابناؤها يلعبون وسط الثلوج الكثيفة التي تغطي المنطقة الجبلية.
وقال معظم اللاجئين انهم لن يعودوا إلى سوريا إلا بعد سقوط الحكومة. لكن رجلا في منتصف العمر قال انه من مقاتلي الجيش السوري الحر وانه جاء إلى لبنان فقط لنقل عائلته إلى مكان آمن. وأضاف "جئت إلى لبنان امس لنقل أبنائي إلى هنا. سأعود إلى حمص."
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:34 م

      الله يكفينا شرها و يصلح حال كل الاوطان

      حسبي الله و نعم الوكيل في اللي مسبب الدمار و الخراب في كل بلد و كل مكان امريكا العقربة اللي ما تخلي البلدان في حالها يشوفون مصالحهم لزقة العنزلوط .

اقرأ ايضاً