يعتبر الاستقرار أحد أهم أسباب النجاح في أي عمل أو مشروع مهما كانت المعوقات والمشكلات التي تواجهه، فمن بين الكثير من المحطات التي يمر بها العمل ممكن أن يتعثر ويقع في بعض "الحفر" والتي ربما تساعده على التصحيح في المستقبل إذا تمت دراسة السلبيات بشكل سليم وخصوصا إذا كانت هناك خطة واضحة المعالم يسير عليها العمل، وبمعايير وإستراتيجية متفق عليها لتنفيذ هذه الخطة، ولعل التغيير المتكرر ربما يجعل الأخطاء تتراكم وتسقط العمل في "بئر" يصعب الخروج منه، إذ مع كل تغيير ربما يأتي الخلف بإستراتيجية عمل جديدة وخطة مغايرة عن تلك التي رسمها سلفه أو الجهة التي يعمل بها مما يسبب في ضياع العمل السابق والبدء فيه من نقطة الصفر.

الاتحادات الرياضية والأندية دائما تسير على خطى التغيير، فترى الكثير من المنتخبات تخفق في الكثير من المحافل والنتيجة إقالة الأجهزة الفنية والإدارية، وأعتقد أنها لا تنظر إلى الاستقرار المهم الذي سيصحح الأمور في المستقبل، فهو أمر اعتدنا عليه في الكثير من الاتحادات والأندية، ومع كل تغيير تتغير خطة وإستراتيجية العمل، وربما ما يساهم في الفشل هو سوء اختيار الكوادر الإدارية والفنية، ومتى ما كان الاختيار صحيحا ووفق معايير وأسس سليمة فإن العمل سيكون ناجحا، والعكس هو الصحيح، فإن كان الاختيار عشوائيا فإنه سينتج فشلا وربما تؤدي إلى "هلاك" ما تعمل من أجله، فعلى سبيل المثال تعيينات اتحاد كرة القدم في العام الماضي من وجهة نظري جاء اختيار الكثير من الكوادر بشكل عشوائي وغير مدروس ولم يكن على أسس ومعايير واضحة، والجميع يعرف ما هي النتيجة، إقالات بالجملة وتعيينات أخرى ومن ثم العودة للإقالات من جديد، هل كل ذلك كان مدروسا؟ أم من أجل المواصلة فقط، كما يقول المثل الشعبي "احترنا يا أقرع من وين نمشطك"!

الاستقرار غائب ليس فقط عن اتحاد القدم، فهناك الكثير من الاتحادات تسير على هذا المنوال الغريب، فاتحاد السلة واليد "تمللنا" ونحن نسمع عن اقالة وتعيين، والمشكلة انها تأتي في غضون أشهر بسيطة، والسبب -من وجهة نظري- يعود للأساس المعدوم والاختيار الصحيح أضف إلى ذلك عدم الاستعداد الجيد للاستحقاقات وهذا يدل على عدم الدراسة للمستقبل.

الحديث المذكور ينطبق تماماً على الكثير من الأندية المحلية التي كانت اداراتها تعمل من أجل المشاركة في المسابقات فقط، فالكثير منها لم يكن عملها مدروس انما كان بشكل "بنمشي حالنا بهذا المدرب وهذا الإداري"!

أتمنى من الاتحادات والأندية الاستفادة الكاملة من عملها السابق، والتوجه نحو وضع خطة عمل وآلية واضحة لتنفيذها لا تتغير بمجرد التغيير، والنظر بعين الاعتبار ما يسير عليه فريق الطائرة بنادي المحرق الذي أعتبره من خيرة الأندية من ناحيتي الاستقرار والتطور، فالتعلم من الآخرين ليس عيبا اطلاقاً، لكن العيب الوقوع المتكرر في فخ الاخطاء السابقة نفسها.