العدد 3492 - الخميس 29 مارس 2012م الموافق 07 جمادى الأولى 1433هـ

جلسة البرلمان التاريخية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الحقيقة لا يوجد مثال أوضح يحمل دلالات لا تخطئها العين تلخص الوضع الحالي في البحرين، مثل ما حدث في جلسة النواب يوم الثلثاء الماضي، فالجلسة لخّصت مواقف عدد من القوى اللاعبة في الساحة السياسية وبينت مصالحها وأفكارها ومبادئها بكل دقة.

ربما يمكن أن تكون جلسة الثلثاء الماضي أهم جلسةٍ يمكن من خلالها استخلاص نوعية وماهية نواب المجلس ومعرفة نفسياتهم ومواقفهم، والمفترض فيهم تمثيل الشعب البحريني بكامل أطيافه، فخلال هذه الجلسة تم طرح ثلاث قضايا مهمة هي التعديلات الدستورية، وقضية «الطفل عمر»، وقضية «طفل السنابس».

فيما يخص التعديلات الدستورية، لن أعلّق عليها ويكفي ما قاله النواب أنفسهم عن مواقف بعضهم البعض، فرئيس المجلس خليفة الظهراني أشار بوضوحٍ إلى وجود ضغوطات خارجية على النواب لتأجيل مناقشة التعديلات الدستورية. فيما رأى نائب آخر أن مجلس النواب البحريني هو المجلس الوحيد في العالم الذي يرفض أن تكون له صلاحيات أكبر! وهناك معلوماتٌ مؤكدةٌ تقول ان هذه التعديلات لن ترى النور في ظلّ وضع المجلس الحالي، وان هناك قراراً بحفظ هذه التعديلات في الأدراج حتى إشعار آخر.

ما يثير الاستغراب حقاً هو موقف النواب من قضيتي الطفلين واللتين كانتا حتى ذلك الوقت في طور التحقيق، الأولى هي قضية «طفل السنابس» الذي وجد مقيداً وشبه عارٍ في أحد الكراجات في منطقة السنابس، وقد وجدت عليه آثار الضرب والتعذيب بآلات حادة.

الطفل قال ان ثلاثةً من رجال الأمن اعتدوا عليه وهدّدوه بالاغتصاب إن لم يتعاون معهم ويقوم بالإبلاغ عن من يخرجون في المسيرات.

أما قضية الطفل عمر فتشير رواية والده إلى أن معلمته في الروضة تجبره على تقبيل قدمها منذ خمسة أشهر.

وفيما استنكر نائبٌ واحدٌ فقط من أصل 40 عضواً في مجلس النواب حادثة طفل السنابس، وقال «إن حادثة السنابس غريبة على مجتمعنا ولا يمكن القبول بها ولابد من التحقيق فيها بشكل جدي». انسحب اثنان من أعضاء المجلس من الجلسة احتجاجاً على قضية الطفل عمر وعدم السماح لهم بالحديث عن الموضوع، فيما طالب ثلاثة أعضاء آخرين باتخاذ الإجراءات الرادعة ضد المعلمة، ولجأوا إلى التهديد بقولهم: «إن لم تتحرك وزارة التربية بهذا الشأن فإنهم سوف يستجوبون الوزير»! وأكدوا أن ما قامت به المعلمة هو انتهاك لحقوق الطفولة وأنهم لن يأمنوا بعد اليوم على أطفالهم بوجود مثل هذه المعلمة!

بعد هذا... ألا تلخص هذه الجلسة الوضع السياسي في البحرين وما يشهده من تجاذبات وتنافرات واصطفافات؟ أولا تعكس مواقف النواب مصالحهم ومبادئهم؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3492 - الخميس 29 مارس 2012م الموافق 07 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 4:35 م

      وضعت يدك على الجرح

      نحن لا نرضى بأن تهان الطفوله سوى عمر أو علي فإذا أسأت المدرسة لطالب عمر بشكل الذي تناقلته بعض و سائل الإعلام فيجب أن تحاسب علناً و إذا برئت يجب أن يحاسب من إختلق هذه القصه و يقدم للمحاكمة.
      أما الطفل علي فله خالقه سيظهر الحقيقه مثل ما بانت كثير من الحقائق و القصص الأخرى حينها يجب محاسبة من برئ من إعتدى على الطفولة علانتاً

    • زائر 15 | 8:56 ص

      تبا لهم من نواب طائفيين

      برلمان صوري وعقيم ماذا تتوقعون منه

    • زائر 14 | 8:28 ص

      هو نوع من المكدّة والراتب للبعض بحجة انهم اعضاء برلمان

      رواتب تدفع وفلوس تصرف على الفاضي

    • زائر 13 | 7:09 ص

      هذا ليس برلمان

      هو نسخة مطابقة من مجلس الشورى بصالحيات لا يريدها النواب انفسهم ، فكيف بزيادتها؟!! من لا يرى تحكم الحكومة في هذا المجلس الأعرج و الأعور و الأبكم فعلى عينه او قلبه غشاوة و كفى.

    • زائر 12 | 4:21 ص

      برلمان وين فيه؟ في البحرين ما اظن

      البرلمان كلمة تعني للعالم الكثير وتعني لشعب البحرين خلاف ما تعنية للعالم تماما فشعب البحرين ينظر الى هذا البرلمان نظرة تشاؤمية بسبب تركيبته الطائفية لذلك هو لا يناقش الا القضايا الطائفية
      وانتوا تبون حليب من تيس

    • زائر 11 | 4:19 ص

      شغل الناس بقضية اخرى

      قضية طفل السنابس فيها اعتداء واضح ومتكرر ونحن لا نقبل تبرير احد فنحن نعيش الواقع ونلمسه ومهما حاول البعض التعمية عليه لذلك نقول شعب البحرين ليس بهذه السذاجة حتى تنطلي عليه مثل هذه الامور
      ومن يحاول ذلك يلعب خارج الملعب فليس شعب البحرين الذي يصرف عن قضاياه الاساسية بهذه السهولة

    • زائر 10 | 2:32 ص

      وماذا عن ؟؟؟

      من حق المجلس أن يناقش كل موضوع ولكن بصدق وصراحة ولا عاطفة . فاين النواب الاعزاء ــ هداهم ااااه ــ عندما كانت قوات الامن تروع التلاميذ في الروضات والمدارس الابتدائية واين سعادة الوزير من ذلك .
      ــــ وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل ـــ

      م / الــــــــــــبــــــــــــــــلادي .

    • زائر 9 | 2:29 ص

      الحق

      كلام من ذهب ونعم الرجل تحليل فى الصميمم

    • زائر 8 | 2:22 ص

      اختراع قصص للتغطية على قصص

      هناك طريقة لحرف فكر الناس وتفكيرهم باختلاق بعض القصص المعاكسة والمشاكسة والهدف معروف فلم يعد الناس يأكلون من هذا الصحن ويشترون هذه البضاعة الرخيصة ألا يعلم مخترع القصص ان هذا الزمان ولّى ولم تعد تنفع مثل هذه الامور لذلك لم تلقى لها
      آذان تستمع اليها الا النادر ممن هو طرف في القضية
      ويحاول الترويج لها.
      ونقول لهم حاولوا ابتكار طرق اخرى فهذه الطرق اثبتت فشلها فهي سريع الانكاف والعطب
      وبالبحريني دوروا لكم حجوة غير هذي الناس تعرف ان القضية يراد منها تغطية قضية طفل السنابس

    • زائر 7 | 2:07 ص

      سلمت يداك ياجميل

      قلمك الحر النزيه والاقلام الوطنية الشريفة أمثالك سوف تدحر وتقطع الطريق أمام شرور الطائفية المقينة والتي ابتلى بها شعبنا من هؤلاء .....المتسلقين على اكتاف الشعب المظلوم .

    • زائر 6 | 2:02 ص

      برلمان لا يعكس كل شرائح المجتمع

      هذا رأيي:
      هذا البرلمان أصبح لطائفة واحدة ولن يعمل شي لهذه الطائفة أيضا ، فهو غير قادر على ايقاف قرار واحد لوزير أمر بتمديد الدوام المدرسي وهذا أبسط الأمور فمما بالك بالامور الكبيره

    • زائر 5 | 1:45 ص

      يامحاري الحاجه الملحه الان لبر امان وليس لبرلمان

      ياجميل برلمان يكون في اقوى حالاته عندما يرفض التصويت على قرار يدين الفساد اوعندما يجهض قرار يدين تهريب الاثار .ويثور ثورة الثور الهائج عندما تخلق قضيه كقضيه الطفل عمر وللامانه ان معضم اهالي البحرين الشرفاء اهتموا وحاولوا الوصول الى الحقيقه وكل الحقيقه وخرج الناس بل الاتي المدرسه المعنيه عندما تدخل الفصل في مدرستها يشبهونها بخليه النحل لستدارت الاطفال عليها ويتفاخرون الاطفال انا حضنت ماما... اكثر وطفل اخر يقول ماما .... حضنتني اكثر اتقوا الله عباد الله ولاتستثمروا في ايداء الناس!ديهي حر

    • زائر 4 | 1:39 ص

      نواب ...


      والسؤال هل غيابهم عن الجلسة بهذا العدد صدفة ؟

      واثارتهم لموضوع واصدارهم للاحكام وهوتحت التحقيق صدفة ؟

      وكيف يصدر حكما من لا دليل له ؟

      فالينظر من انتخبهم ما هم فاعلون

    • زائر 3 | 1:13 ص

      لنفرض ان الحدثتين صحيحتين

      ما تعرض له في السنابس المتهم فيها معرفو الجهة
      تعرض للضرب و باداة حادة و تكبيل
      و تحرش جنسي

      لم يطالب المجلس بستجوب احد و لم يهدد و يتوعد.

      في مدرسة النور تم اهانة الطفل بتقبيل رجل المعلمة فهل يقارن بما فعل بالطفل الاخر لماذا ردودهم خجولة و معاكسة .

      هذا ما وصل اليه مجلس النواب من .....

      فلا يختلف احد على الانتهاكات ان صحت

    • زائر 2 | 12:56 ص

      هناك أغرب من ذلك

      الغرابة في ذلك:كيف يُعقل للنواب المنتخبين من قبل الشعب أن يسقطوا قانوناً يجرّم التمييز بشتى أشكاله،وهذا ما حدث في إحدى الجلسات،إما رفضهم لإعطائهم صلاحيات أكبر فتلك مسالة إخرى

اقرأ ايضاً