العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ

فلنأخذ الحكمة من «بورما»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لم تكن «كذبة أبريل» أمس الأول في بورما (والتي قام العسكر بتغيير اسمها الى ميانمار)، إذ وبعد خمسين سنة من حكم مجموعة من العسكر، بدأت هذه البلاد تنتقل إلى الديمقراطية عبر خطوة صغيرة جدّاً، وذلك عندما أُفسح المجال للمعارضة أن تتنافس بشكل حُرّ في انتخابات تكميلية، وذلك بعد أن تخلّى العسكر عن نحو 10 في المئة من مقاعد لأشخاص تم نقلهم إلى الحكومة المدنية التي يدعمونها. وقد جرى التنافس في الانتخابات التكميلية على 45 مقعداً، بينها 37 في مجلس النواب (من أصل 440 نائباً) وستة في مجلس الشيوخ ومقعدان في مجلسين محليين.

وقدمت المعارضة ممثلة في «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية» مرشحين عن 44 من هذه الدوائر، وفازت فوزاً ساحقاً بزعامة رئيسة المعارضة «أونغ سان سو تشي» التي قضت 15 سنة في السجن والإقامة الجبرية.

وجدت حكومة بورما العسكرية أنها أصبحت لا قيمة لها بعد 50 سنة من قمع شعبها، وأن الطفرة الاقتصادية، مثلاً، والتي وصلت إلى دول جوارها تخطتها رغم أنها مؤهلة بالكامل لها، وأصبحت الدولة تعتمد على مجموعة من قصيري النظر الذين اعتقدوا أن بإمكانهم الاستغناء عن الشعب. ولكن الجيل الجديد من العسكر تنبّه مؤخراً إلى المأزق، وبدأ بالانفتاح على المعارضة التي كانت تتهم بالعمالة للخارج، وأُفسح المجال للمراقبين الدوليين بالدخول إلى البلاد ومراقبة الانتخابات التكميلية وذلك لأول مرة.

كان حزب «أونغ سان سو تشي» قد قاطع الانتخابات العامة التي أجريت عام 2010؛ لأنها كانت صورية وإجراءاتها صُمِّمَت لفوز من يريدهم العسكر... ولكن في السنة الماضية بادر العسكريون بالانفتاح على المعارضة، ونزع بعضهم اللباس العسكري وأشركوا مدنيين معهم، وأقنعوا المعارضة بجديتهم، ودخلوا في حوار ذي مغزى مع «أونغ سان سو تشي»، ومن ثم جاءت خطوة الانتخابات التكميلية لإفساح المجال لدخول المعارضة في هيكلية الحكم كبادرة حسن نية لمواصلة المسيرة الانتقالية نحو الديمقراطية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تحوّلت هذه البلاد الغنية إلى «رقم مهمل» ليس لها علاقة بالعالم من حولها.

الخطوة الذكية التي اتبعها حكام بورما هي إقناع المعارضة بجديتهم هذه المرة، وأن الانتخابات في «1 أبريل/ نيسان 2012» لن تكون «كذبة أبريل»، وهذه الخطوة أعطت فرصة لتأكيد حسن النوايا، وقامت المعارضة بإقناع أنصارها ودخلت الانتخابات التكميلية وفازت بصورة ساحقة. والباب الآن انفتح لإصلاح سياسي حقيقي من شأنه أن يعيد هذه البلاد الى وضعها الطبيعي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 3:39 ص

      استسمحك العذر يادكتور

      سعادة الدكتور اسمح لي في بورما لم يرفع المعارضون اعلام دول مجاوره متطفله لها مآربها المكشوفه في استغلال التوتر الحاصل في بلد هم والمشاهد لا حصر لها عندنا . بل الرهبان البرميون خرجوا بالالاف منادين بالدمقراطيه والعداله الاجتماعيه للمواطنين بشتى طوائفهم دون تحيز .ليس كما حدث هنا في دوار اللؤلؤه حينما خطب عبدالهادي الخواجه بخلاصة الحكم للشيعه فقط دون غيرهم كما وعده الامريكان .

    • زائر 28 | 12:47 م

      بورما تشابه ايران

      في بورما العسكر و في ايران العسكر و الفسكر

    • زائر 25 | 9:03 ص

      الوطن بالف خير بدون الدخلاء

      الوطن كان وسيبقى بالف خير بدون الدخلاء و ومثيري الفتنة ومعطلي كل خطوة اصلاحية

    • زائر 24 | 9:00 ص

      سنابسيون

      ليت عندنا يتعلمون قبل فوات الاوان يا دكتور لكن إذا كانوا نصرين على نفس السياسيه فقل على البحرين السلام

    • زائر 23 | 8:05 ص

      لماذا لا نأخذها من العراق

      لماذا بورما لماذا لا نأخذها من العراق و نتعض من المجازر اللتى عصفت به بعد الغزو الأمريكى البيريطانى الإيراني و كيف غذيت الطائفيه فيه في بلد لم يعرف الطائفيه علي مر التاريخ.
      لا يا عزيزي أذا أنخدع العراقيين بشر الفرس فلن ننخدع نحن

    • زائر 22 | 7:09 ص

      هه هه هه

      بعد بطاط البرمه ما في فايدة من أخذ الحكمة من بورما!!!

    • زائر 21 | 5:35 ص

      جنوب افريقيا وبورما وغيرهم ولكن

      فقط ربما يختلف الوضع عن ما هو عليه هنا لأن محاولة تخريب التركيبة السكانية اثرت على الوضع كثير مما جعل الوضع معقدا جدا فسنين من سياسة التخريب
      لا يمكن ان تصلح بين عشية وضحاها وكما قال المثل
      سبعين عمار ما قدروا على خرّاب واحد هذا اذا توفرت ارادة الاصلاح فهو ليس سهل اما اذا لا زال الاصرار على زيادة التدمير فلا اصلاح ولا يحزنون

    • زائر 20 | 3:57 ص

      انتم مساكين

      الا تعتقد بأ ن حقبة التفاؤل قد مرت بلا رجعه واننا الان في مرحلة تتطلب امور اخري

    • زائر 19 | 3:14 ص

      من راهن على فكر متطرف فإنه خاسر لا محالة

      كل من راهن على الاستناد الى الفكر المتطرف فإنه سوف يخسر بالنهاية فهذه الأفكار والاطروحات اثبتت عدم قابليتها للبقاء والتعايش مع العالم فالفكر المتطرف اليوم يكون معك لمصلحة ما وما إن يختلف معك حتى يحاول القضاء عليك
      هذا الفكر ليس بإمكانه التعايش

    • زائر 18 | 2:40 ص

      دكتور الفاضل صباح الخير

      يادكتور يراهنون على الفكر المتطرف التكفيري والقوة الأمنية وان مصير الوطن مقفول بهذان الطرفين اما تقبل بهذا الرهان او لا تعيش او عيش لا كرامة مسلوب الحقوق واعتبر نفسك امعة لهم لا غير ، فالوطن لن يرتقي اقتصاديا وسياسيا اذا بقينا على هذه المراهنة

    • زائر 17 | 2:27 ص

      لن تكون «كذبة أبريل»

      هذا الكلام ليس ذكاء من العسكر بقدر ما هو وعي من المعارضة,,,,,,

    • زائر 16 | 2:13 ص

      لقد وضعت يدك على الجرح قبل 14 فبراير ولم يستمع لك احد

      انا من المتابعين لمقالاتك التي كنت تستشف وتقرأ منها المستقبل وأتذكر لك بعض العبارات التي كانت في الصميم وكنت تناشد وتنادي قبل 14 فبراير لأنك كنت تقرأ الشارع وتعرف مدى التذمر الحاصل ولكن
      لم يكن هناك من يعير اهتماما لما تحذر منه
      وأتذكر عنواك يوم وقع الشهيد على المشيمع (ووقع المحذور) وكانت عنوان في الصميم ولكن بدل ان يأخذوا الدرس على العكس الممارسة على ارض الواقع
      تدل على غير ذلك

    • زائر 15 | 2:08 ص

      عقولهم تختلف

      عقول البورميين تختلف عن تركيبة عقول المسؤولين لدينا الذين يخربون جهود سنوات في أيام
      الإصلاح بحاجة لرجولة لتحمل قيمة الكلمة بحاجة لقلب صاف لتحمل الطعنات بحاجة لعقل

    • زائر 14 | 2:06 ص

      الحكمة والعقل والاخلاص للوطن هو السر

      عندما يأخذ الحكماء والعقلاء ومحبو الوطن دورهم

      عندما يتنحى الحمقى والدخلاء على الوطن عن مواقعهم

      تستقر الاوطان وتنمو وتزدهر وتنعم بالامن والامان

      الا يحدث هذا عندنا الا بعد اراقة الدماء وزهق الارواح والاعتقال والتعذيب ؟

    • زائر 13 | 2:05 ص

      كلامك ذرر وأمثالك في الصميم ولكن

      المخلصين امثالك والمثقفين اصحاب الفكر النيّر الذين انت على رس قائمتهم لا صوت لهم ففي هذا البلد لا يسمع غير صوت واحد وهو صوت الحل الأمني لكل الامراض وكل العلاجات وكل الوصفات تجدوا في الحل الامني الحل الأمنى هو أفضل ما تجدوه. وكأنه دعاية لمواد تنظيف او غيره.
      يا جماعة انتبهوا لكلام الدكتور فهو كل يوم يأتي بمثل وإن لم تستمعوا له اليوم فسوف يكون الندم غدا حيث لا ينفع البكاء على الحليب المسكوب.
      لقد كان الدكتور من القارئين المتقدمين على الحدث
      قبل ان يقع ولكن للأسف الآذان صماء

    • زائر 12 | 2:04 ص

      شكرأ لكم يا دكتور منصور

      القناعة يا دكتور القناعة الأنسان الدى عنده قناعه فهو كمثل الدى يحمل كنز كثير وينفق منه غير بال لأنه يعلم علم اليقين لن يموت جوعانأ هاده احد فضائل الأنبياء و النبلأء والبلأغاء

    • زائر 11 | 1:54 ص

      أين يكمن الخطأ ؟

      من المهم جدا أن تكون ارادة حقيقية نحو التطوير والتحول نحو الدمقراطية الحقيقية والمشاركة الشعبية في تقرير المصير .
      ومن المعيب أن يقال الشعب غير مأهل والديمقراطية تأتي شيء فشيء .

    • زائر 10 | 1:42 ص

      أذن في خرايه

      تأذن في خرابه يا دكتور!!!

    • زائر 9 | 1:36 ص

      بخصوص هذا الموضوع سؤال ياذكتور

      هؤلاء من كتبت عنهم البورمين هل هم كلهم من النفس البلد او فيهم دخلاء ؟لان ما فعلوه شئ جميل .

    • زائر 6 | 12:51 ص

      منصور يا منصور

      عندما تعي الامم ان الديمقراطيه والحريه هي السفينه التى لا تغرق في بحار التعدديه والشراكه المجتمعيه عندما تكون خيرات البلد للمواطن الذي يعيش فقره وغناه في الديره واذا كان هناك فائض في خيراته يكون توزيع الثروه العادل على ابناء البلد لا ان تستورد متسولي العالم ليلتهموا خيرات الشعب ويكون توزيعها عليهم طلبا للحسنات ورضي الرب كلام فاضي انتهى زمن الطيف الواحد وتحرر العالم من عقد الاستحواذ والتهميش الشراكه المجتمعيه في صنع القرار واداره الشئون اقل تكلفه من تشطير المجتمع وخنق الاحرار....ديهي حر

    • زائر 5 | 12:47 ص

      قانون السخرة

      في العام 1922 اسقط الشعب البحريني قانون السخرة بعد تطبيقه 50 سنة بشكل رسمي أو 130 سنة اجمالا ، واليوم بعد 90 سنة لازال الشعب مستمر في إيجاد حكومة ديمقراطية عادلة وقضاء عادل وأمن للجميع .... نحن لدينا تجارب ....

    • زائر 2 | 11:55 م

      هل ننتظر 8 سنوات أخرى لنكمل ال 50 عام؟

      وجدت حكومة بورما العسكرية أنها أصبحت لا قيمة لها بعد 50 سنة من قمع شعبها، وأن الطفرة الاقتصادية، مثلاً، والتي وصلت إلى دول جوارها تخطتها رغم أنها مؤهلة بالكامل لها، وأصبحت الدولة تعتمد على مجموعة من قصيري النظر الذين اعتقدوا أن بإمكانهم الاستغناء عن الشعب.

      بادرة حسن نية لمواصلة المسيرة الانتقالية نحو الديمقراطية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تحوّلت هذه البلاد الغنية إلى «رقم مهمل» ليس لها علاقة بالعالم من حولها.

اقرأ ايضاً