العدد 3498 - الأربعاء 04 أبريل 2012م الموافق 13 جمادى الأولى 1433هـ

انتحار متقاعد يوناني خارج البرلمان بعد تعرضه لضائقة مالية

قتل متقاعد يوناني يعاني ضائقة مالية نفسه رميا بالرصاص خارج مبنى البرلمان في أثينا يوم الاربعاء قائلا انه يرفض البحث عن الطعام في القمامة ليمس وترا حساسا لدى عامة اليونانيين الذين يشعرون بوطأة الأزمة الاقتصادية في البلاد. وسرعان ما اثار انتحار الصيدلي المتقاعد البالغ من العمر 77 عاما مشاعر تعاطف فياضة في بلد فيه عاطل عن العمل بين كل خمسة اشخاص واثار ايضا شعورا بالإذلال الوطني في ظل جولات متتالية من خفض الرواتب ومعاشات التقاعد. وبعد ساعات فقط من وفاة الرجل اقيم ضريح تحيط به الشموع والزهور ورسائل مكتوبة بخط اليد تدين الأزمة في ساحة سينتاجما بوسط أثينا حيث وقعت عملية الانتحار. وتجمع المارة لتأبين الميت. وضعت رسالة على شجرة تقول "كفى" بينما تساءلت رسالة اخرى "من الضحية التالية؟" وسار بضع مئات من المحتجين الساخطين الذين نظموا احتجاجات واسعة في عام 2011 ضد تدابير التقشف التي فرضها المقرضون الأجانب في مقابل الحصول على قروض إنقاذ إلى ساحة سينتاجما مساء يوم الاربعاء. وبحلول الليل تجمع الحشد حول موقع الانتحار وزاد العدد إلى بضعة آلاف وهتف البعض "لم يكن هذا انتحارا - كان قتلا ارتكبته الدولة." وكانت هناك لحظات توتر قصيرة بالقرب من مبنى البرلمان عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مجموعة من نحو 12 محتجا كانوا يقذفون قنابل حارقة صوبهم. والقيت حجارة أيضا على أحد الفنادق الفخمة في الساحة. واثارت حالات الانتحار احتجاجا شعبيا في الماضي. وأثار بائع خضر تونسي بداية ما يسمى باحتجاجات "الربيع العربي" عندما اشعل النار في نفسه في ديسمبر كانون الأول عام 2010. وفي أثينا قال شهود إن الرجل ظهر في الساحة المزدحمة خلال ساعة الذروة الصباحية ووجه مسدسا إلى رأسه وضغط على الزناد بعدما صاح "علي ديون لا أستطيع أن أتحمل هذا بعد الآن." وقال احد المارة للتلفزيون اليوناني إن الرجل قال "أنا لا أريد أن أترك ديوني لأولادي." وقالت الشرطة إن رسالة انتحار وجدت في جيبه القت باللوم على السياسيين والمتاعب المالية التي دفعته للانتحار. وقالت الرسالة إن الحكومة "سحقت أي أمل في البقاء على قيد الحياة ولا يمكنني الحصول على أي عدالة. لا أستطيع أن أجد أي شكل آخر من أشكال الكفاح ماعدا نهاية كريمة قبل أن ابدأ البحث عن الطعام من القمامة." وسرعان ما اخذت المأساة بعدا سياسيا إذ القت الأحزاب الصغيرة المناهضة للإنقاذ والتي تستعد للانتخابات الشهر المقبل باللوم على الأحزاب الأكبر وعلى تدابير التقشف التي يحددها الشركاء الأوروبيون وصندوق النقد الدولي. وقال زعيم اليمين المتطرف جورج كاراتزافريس للبرلمان "عندما يبدأ الناس في الانتحار في ساحة سينتاجما فهذه هي القشة الاخيرة التي قصمت ظهر التماسك الاجتماعي." وقال زعيم المعارضة اليوناني المحافظ انطونيس ساماراس الذي يتصدر حزبه الديمقراطية الجديدة استطلاعات الرأي انه "دُمر" بينما قال الزعيم الاشتراكي ايفانجيلوس فينيزيلوس إن الحدث كان "مروعا بحيث يجعل أي تعليق غير لائق سياسيا ورخيصا." ودعا رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس اليونانيين إلى مساعدة المواطنين الذين يعانون المحنة. وتعصف باليونان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية وفرضت تدابير التقشف لاخراج البلاد من فوضى مالية تدفعها للركود للسنة الخامسة. واظهرت أحدث البيانات أن نسبة الانتحار قفزت 18 بالمئة في عام 2010 مقارنة بالعام السابق حيث دفع ارتفاع معدلات البطالة وزيادة الضرائب وتقليص الأجور اليونانيين إلى اليأس. وفي العام الماضي قفز عدد حالات الانتحار في أثينا وحدها ما يزيد على 25 بالمئة عن العام الماضي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:44 ص

      الحمد لله

      الحمد لله رب العالمين على كل حال

    • زائر 1 | 3:38 ص

      النعمه

      علشان ربعنه يقدرون النعمه اللي عندنه ويحمدون ويشكرون الله ويحافظون عليه ، تره النعمه زواله.

اقرأ ايضاً