العدد 3504 - الثلثاء 10 أبريل 2012م الموافق 19 جمادى الأولى 1433هـ

عبدالستار إدهي: نبراس أمل في باكستان

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

قدمت حكومة باكستان، بطلب من رئيس وزرائها، ترشيحاً رسمياً إلى لجنة جائزة نوبل للسلام 2012، لصانع الأعمال الإنسانية عبدالستار إدهي، في فترة متأخرة السنة الماضية. هذه أخبار مشجعة إذا أخذنا بالاعتبار عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تستمر باكستان بمواجهته. بوجود هذه التحديات، من المهم الحفاظ على السلام والتنمية البشرية في باكستان على الأجندة.

كرّس إدهي حياته بأكملها لخير الناس. تأسست منظمته – مؤسسة إدهي – العام 1951، بعد فترة قصيرة من حصول باكستان على استقلالها. بعد أن لاحظ أن حكومته لا تستطيع إلا بصعوبة توفير احتياجات شعبها، تقدم إدهي إلى المعترك، واصبح مؤسسة بحكم وجوده. يدير إدهي، الذي بدأ قبل 60 سنة بسيارة إسعاف صغيرة كان يقودها بنفسه، اليوم منظمة خيرية عالمية لها مراكز في 37 دولة.

تدير المؤسسة أكبر خدمة إسعاف في باكستان، ومئات المستشفيات والعيادات وعشرات دور الأيتام التي خدمت مئات الناس عبر ستة عقود. أدى شعائر وفاة أعداد كبيرة من الذين توفوا ولم يطالب أحد بجثثهم في المشرحة. كذلك أدرج اسمه أباً لألوف الأطفال الذين لا اسم ولا أبوين لهم، وضعوا في أسرّة صغيرة في مراكز إدهي التي تقدم خدمات منظمة ادهي. لم يأخذ يوماً إجازة في حياته. وبالنسبة لدولة تجد نفسها وبشكل متواصل في حالة من الفوضى، فإن كفاءة موظفيه ومتطوعيه مثيرة للدهشة.

وفّرت مؤسسة إدهي كذلك مساعدة للمجتمعات التي ضربتها الكوارث في أعقاب إعصار كاترينا في الولايات المتحدة، وإعصار سدر في بنغلاديش. تقدم الباكستانيون لمساعدة المحتاجين ليس فقط داخل حدودهم الوطنية وإنما خارجها كذلك. يؤمن إدهي بعمق أن الله تعالى سيعطيه الموارد لمساعدة هؤلاء المصابين بالكوارث في أي مكان في العالم.

صرح إدهي في مقابلة معه بأنه «لا يوجد دين يعلو على الإنسانية». يعطي عمل إدهي في المجالات الإنسانية بالتأكيد صدقية وشرعية للجهود في خدمة الإنسانية تفوق حواجز العرق والدين والثقافة حول العالم، وهو شغف وعاطفة متفقة يشارك فيها أخاه في الإنسانية الممثل ومخرج الأفلام الأميركي شون بين.

عبّر شون بين، الفائز مرتين بجوائز الأوسكار عن حماسته لأعمال إدهي في زيارة قام بها لأحد مراكز إدهي في كراتشي. اعترف إدهي بصراحة بأنه لم يكن على علم بمن هو شون بين. ولكن «بين» كان مصاباً بالدهشة الشديدة بما حققه الباكستاني صاحب الأعمال الإنسانية عبر السنين.

يكرّم الفائزون السابقون بجوائز نوبل للسلام لجهودهم الهائلة في السعي لتحقيق السلام في المجتمعات التي عملوا فيها. يشبه نضال إدهي وعاطفته المتدفقة ومهمته صفات الأم تيريزا في الهند إلى درجة كبيرة. فرغبتها الشديدة في خدمة فقراء كلكتا عصرت قلبها وهي تدرّس في مدرسة سانت ماري الثانوية. ما بدأ العام 1948 كمدرسة في الهواء الطلق لسكان مناطق كلكتا الفقيرة تحوّل بسرعة إلى أعمال خير انتشرت حول العالم.

كان خط انطلاق إدهي مماثلاً. بدأ بقيادة سيارة إسعاف ومساعدة المرضى دون مقابل، ووسع مجال عمله الخيري عندما شعر بالحاجة المتزايدة لفقراء باكستان.

يصر إدهي على أنه لا يطمح لجائزة نوبل للسلام أو أي جائزة أخرى. هدفه خدمة الناس. إذا أدار المجتمع ظهره لك فإن إدهي يفتح ذراعيه لك.

تستمر باكستان في المعاناة من رؤى سلبية عميقة تسكن عقليات الباكستانيين بشكل عام. وتبقى الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية غير مستقرة، وأصبحت مهمة إدهي أكثر إلحاحاً. وبالنسبة لمن يحصلون على رعايته، فإن قديسهم الحي قد حصل على جائزة نوبل للسلام، وترشيحه لها يوفر فقط المزيد من الاعتراف والشرعية والصدقية التي تضمن أن يستمر عمله.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3504 - الثلثاء 10 أبريل 2012م الموافق 19 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً