العدد 3512 - الأربعاء 18 أبريل 2012م الموافق 26 جمادى الأولى 1433هـ

تدشين كرسي الملك حمد للتعليم الالكتروني بجامعة الخليج العربي

السلمانية - جامعة الخليج العربي 

تحديث: 12 مايو 2017

وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة / ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله بالموافقة السامية الكريمة من جلالته رعاه الله على استضافة جامعة الخليج العربي لكرسي أكاديمي بتمويل سخي من جلالته ويحمل اسم " كرسي جلالة الملك حمد بـــــن عيسى آل خليفة في التعليم الالكتروني ".
وبهذه المناسبة رفع سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي / وزير التربية والتعليم / عضو المؤتمر العام لجامعة الخليج العربي أسمى آيات الشكر والثناء لمقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله مشيداً بالعطاءات المتوالية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله لدعم العلماء والعلم والتعليم 0 وصرح سعادته " بأن الموافقة السامية من لدن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على تأسيس كرسي أكاديمي باسم جلالته للتعليم الالكتروني تأتي في اطار مؤازرة جلالته لجهود قادة دول الخليج العربية لدعم العمل الخليجي المشترك وخصوصاً في مجال التعليم ، تمشياً مع ما جاء في قرار قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض في ديسمبر 1993م والذي يدعو لتخصيص كراسي أكاديمية في جامعة الخليج العربي تحمل أسماء قادة مجلس التعاون بهدف مساندة التعليم والبحث العلمي ولخدمة مجتمعات دول الخليج العربية 0
وأضاف سعادة وزير التربية والتعليم أن الموافقة السامية على تأسيس كرسي أكاديمي في مجال التعليم الالكتروني بجامعة الخليج العربي تنبثق عن الرؤية الحكيمة لجلالته رعاه الله بأهمية التعليم لتطور الأمم والأجيال ، وأن الكرسي إضافة جديدة ومضيئة للعطاء المتواصل من لدن جلالته على المستوى العلمي ليكون كرسي جلالته متمماً لمآثر جلالته في الحقل التعليمي 0
وأضاف سعادة الدكتور ماجد النعيمي أن إقرار جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لكرسي جلالته بجامعة الخليج العربي يأتي ضمن سلسلة الانجازات التي تمت في العهد الميمون لحضرة صاحب الجلالة رعاه الله منها إقرار جلالته لمشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل ، وإفتتاح معهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا وإفتتاح مركز الموهوبين ، وتفعيل خطط المناهج وتنمية التعليم الالكتروني 0
وفي ختام حديثه رفع سعادة الدكتور ماجد النعيمي / وزير التربية والتعليم أسمى آيات الشكر والثناء لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله لرعاية جلالته ودعمه المتواصل للعلماء والتعليم وللمشروع الخليجي المشترك جامعة الخليج العربي ، داعياً الله تعالى بأن يسبغ على جلالته دوام الصحة والعافية 0
ومن جهته رفع سعادة رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور / خالد بن عبد الرحمن العوهلي إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة باسمه وباسم مجلس أمناء الجامعة و مجلس الجامعة ومنتسبي الهيئة الأكاديمية والإدارية بالجامعة على هبته السخية ورعايته المتواصلة لجامعة الخليج العربي ولاستضافة مملكة البحرين الحبيبة لمقر الجامعة منذ تأسيسها 0 وقال نحن ننعم اليوم بمكرمة ملكية كريمة أخرى من لدن حضرة صاحب الجلالة حفظه الله بالموافقة السامية لإستضافة الجامعة كرسي أكاديمي باسم جلالته في التعليم الإلكتروني ، سبقتها مكرمات جليلة أخرى حيث وهب جلالته الجامعة أرض بمساحة مليون متر مربع لبناء مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية ، وأرضاً أخرى لبناء مركز سمو الأميرة الجوهرة البراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية 0 وصرح سعادة رئيس الجامعة " بأن كرسي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في التعليم الالكتروني إضافة رائدة وحيوية إلى منظومة الكراسي الأكاديمية بأسماء قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تحتضنها جامعة الخليــــــج العربي والتي تضم كرسي خادم الحرمين الشريفين الملك / فهد بن عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - في مجال " التقنية الحيوية " ، كرسي صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه، في مجال " العلوم البيئية " ، كرسي صاحب السمو الشيخ/ عيسى بن سلمان آل خليفة - طيب الله ثراه - في مجال " إدارة التقنية - العلوم التطبيقية " ، كرسي صاحب السمو الشيخ / جابر الاحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه - في مجال " الميكروبيولوجي الإكلينيكية والمناعة "، كرسي صاحب الجلالة السلطان / قابوس بن سعيد المعظم - سلطان عمان حفظه الله، في مجال " الاستزراع الصحراوي " وكرسي صاحب السمو الشيخ / حمد بن خليفة آل ثاني -أمير دولة قطر حفظه الله ، في مجال " نظم المعلومات الجغرافية (GIS) " .
وبين سعادة رئيس الجامعة بأن كرسي جلالته في التعليم الالكتروني يحمل رؤية كريمة بعيدة المدى وتعكس نظرة ثاقبة بأهمية التعليم الالكتروني واستخدامات التقنية المتقدمة في عصر العولمة في عالم تتسارع فيه التطورات التقنية واستخداماتها في مجال التعليم ، وتسابق الرؤية دلائل ووتيرة أنماط المعيشة وتطور العلوم لتؤكد التوجه نحو مزيد من الاعتماد على التعليم الإلكتروني وأنه أصبح ضرورة حتمية وخياراً استراتيجياً لابد منه تمليه المتطلبات الإقتصادية ، وتنافس الاحتياجات البشرية ، وتشعب العلوم 0
وقال رئيس الجامعة أنه من جهة أخرى ، فان التطور الإلكتروني وتقدم استخداماته في التعليم ، وتزايد الطلب على التعليم بشتى مستوياته وخصوصاً التعليم العالي حذا بكثير من الجامعات الأمريكية والأوروبية العريقة إلى التوجه نحو حلول وتطبيقات التعليم الإلكتروني واعتباره أحد الركائز و الوسائل الأساسية في التعليم التي تنقل العلوم والتعليم إلى الطالب في موقعه بعد أن كان تحصيل العلوم مقصوراً في مقر الجامعات ومؤسسات التعليم 0 وأكد سعادة رئيس الجامعة بأن كرسي جلالته في التعليم الإلكتروني يعزز من الجهود والبرامج التي تقدمها الجامعة في مجالات استخدام التقنية المتقدمة ويوسع من البحث العلمي بشقيه النظري والتطبيقي وتوفير حلول علمية وعملية تسهم في تلبية حاجة مجتمعات الخليج العربي للتقدم في مجال التعليم ، ونشر الثقافة ، والوعي العام.
وبين الدكتور العوهلي أن جامعة الخليج العربي أصبحت صرحاً تعليمياً بارزاً وأحد بيوت الخبرة في مجال التعليم الإلكتروني ، وأن الجامعة الأولى عربياً حيث تحتضن أول برنامج يمنح درجة الماجستير فــي التعليم والتدريب عن بعد ، وستواصل الجامعة ريادتها بتطوير التعليم الإلكتروني بحكم موقعها الإقليمي والثقة التي تتمتع بها من قبل دول الخليج ومؤسساته العلمية حيث تمثل الجامعة المكان الوحيد من بين جامعات المنطقة التي تقدم برنامجاً للماجستير في مجال التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
وبهذه المناسبة الكريمة جدد سعادة رئيس الجامعة شكره وإمتنانه إلى المقام السامي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أيده الله وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة – رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، ولي العهد ، نائب القائد الأعلى على الدعم الراسخ والمتواصل لخطط الجامعة وبرامجها.
كلمة وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي
بمناسبة حفل تدشين كرسي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، للتعليم الإلكتروني
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي.
الإخوة والأخوات الزملاء،، الحفل الكريم،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يسعدني ويشرفني في بداية هذا الاحتفال المميز الذي نحتفي فيه بتدشين كرسي سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للتعليم الإلكتروني الذي يتشرف بحمل اسم جلالته في جامعتنا العتيدة ورمز وحدتنا الخليجية، جامعة الخليج العربي، أن أنقل إليكم جميعا تحيات وتقدير جلالته يحفظه الله ويرعاه وخالص شكره وتقديره للجامعة ورئيسها سعادة الدكتور خالد العوهلي وزملائه الكرام.
ولا شك أن تدشين هذا الكرسي الأكاديمي في جامعة الخليج العربي باسم جلالة الملك المفدى قد جاء تتويجا لثلاثة مظاهر من عناية جلالته يحفظه الله، باستخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجالات التعليم والتعلم:
- أولا: مشروع جلالته لمدارس المستقبل الذي تفضل بتدشينه في يناير 2005م وتمكنت الوزارة من تعميمه على جميع المدارس الحكومية منذ العام 2009م، وقد أسهم في تحقيق نقلة نوعية في التعليم، من خلال الانتقال به إلى مرحلة التعليم الإلكتروني، لتكون مملكة البحرين في ظل قيادته الحكيمة، كما كانت دوما سباقة في مجال التعليم باعتباره مصدرا أساسيا للتقدم والازدهار، وبما يخدم أهداف التنمية الشاملة، حيث إن التعليم الإلكتروني هو أساس مدرسة المستقبل التي توفر بيئة تعلم مرنة ومفتوحة، تكون الأولوية فيها للبحث والحوار والنقاش القائم على التفكير العلمي، وتوظيف التقنية الحديثة كأدوات للتعلم.
- ثانيا: إطلاق جائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم منذ أكتوبر 2006م، لتتحول إلى جائزة عالمية بالتعاون بين مملكة البحرين ومنظمة اليونسكو، وبرعاية كريمة من جلالة الملك المفدى، مما يؤكد مدى اهتمام جلالته بالتعليم، ونشره ليس في مملكة البحرين فحسب، بل وعلى صعيد العالم، باعتباره ركيزة لقوة المعرفة التي من شأنها نقل الإنسان من طور الطبيعة إلى طور الثقافة، ومن حالة العزلة إلى حالة الحوار ، وبناء الحضارة والتنمية، في عالم يسوده التسامح والمحبة والتضامن الإنساني، مشيدا بهذه المبادرة لتعزيز وتشجيع التعاون الدولي في مجال استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، بما يساعد على تحقيق أهداف منظمة اليونسكو في نشر التعليم وإيصاله للجميع في أرجاء المعمورة، في سبيل تحقيق أهدافها النبيلة في خدمة التربية والعلوم والثقافة.
- ثالثا: تشجيع ودعم جلالته يحفظه الله لاستضافة مملكة البحرين للمركز الإقليمي لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، يعمل في مملكة البحرين تحت إشراف منظمة اليونسكو ويقدم خدماته للإقليم الخليجي ولسائر الدول العربية في مجال اختصاصه، مما يكمل دائرة العناية بهذا المجال وتعزيزه.
الإخوة والأخوات الأعزاء..
إن تخصيص كرسي للتعليم الإلكتروني في جامعة الخليج العربي باسم جلالة الملك المفدى سوف يكون - بالإضافة إلى دلالته الرمزية القوية- إضافة نوعية لعمل الجامعة، لما للتعليم الإلكتروني من دور بارز في حياتنا المعاصرة والذي لا يمكن لأي مؤسسة تعليمية أو أكاديمية أن تتجاهله. لأن نظامنا التعليمي مطالب ضمن هذه الرؤية التجديدية بمواجهة تحديات عصر المعلوماتية والتي تتمثل في إدارة ثورة المعلومات وإعداد رأس المال البشري الأكثر كفاءة و تعزيز روح المواطنة والمحافظة على القيم الثقافية والأخلاقية لمجتمعنا في آن واحد، والذي نـتّجه فيه نحو المستقبل والانفتاح على ثورة المعلومات والعمل على الانتقال إلى مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة، وذلك من خلال زيادة استخدام التكنولوجيات الجديدة، و تغيير طبيعة العلاقة بين الجامعة والمجتمع لزيادة التفاعل والارتباط بينهما.
ولا شك أن الحديث عن التعليم الإلكتروني لا يتوقف عند مفهوم المدرسة الإلكترونية فحسب والتي هي نموذج لمدرسة المستقبل التي تسعى لأن يحل الحاسب الآلي وجميع تطبيقاته التقنية محل العمل اليدوي الروتيني، بحيث يشتمل العمليات الإدارية والمالية والإجرائية والتعليمية والمعلوماتية والبحثية، ولكن مفهوم مدرسة المستقبل يتجاوز ذلك إلى منظومة متكاملة من المفاهيم المرتبطة بالمدرسة النوعية وهي نموذج آخر لمدرسة المستقبل تتبنى نظرية الجودة الشاملة والتي أساسها جودة التعليم ونوعيته العالية، وتركز على مبدأ التحسين المستمر وفق أعلى معايير الأداء العالي، سواء في التحصيل الدراسي أو طرق التدريس، أو أسلوب الإدارة أو المناهج الدراسية، أو العلاقات المدرسية وغيرها،
وبهذه المناسبة أجدد الشكر والتقدير والامتنان لسيدي حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه على دوره الرائد في التحول بالبحرين نحو التعليم الإلكتروني في وقت مبكر بما يمتلكه من رؤية ثاقبة واستشراف للمستقبل والذي وضع تعليمنا على طريق المستقبل، والشكر موصول لجامعة الخليج العربي وللقائمين عليها على هذه اللفتة الحضارية من خلال هذه الكرسي الجديد الذي سوف يضيف قيمة نوعية لبرامج الجامعة وحيويتها وانفتاحها.
الإخوة والأخوات الأعزاء..
وفي الختام لا بد أن نؤكد أن التكنولوجيا ليست فقط مجرد تغيير في صناعة الأجهزة واستخداماتها، بل إن التكنولوجيا الحقيقية تمتد إلى ما يصاحب التغييرات في سلوكيات الأفراد في المجتمع وتغلغلها في الإطار الثقافي وإكسابهم معارف وخبرات ومهارات تدريبية، ولذلك أصبح التحديث التكنولوجي في المجتمع يستلزم تغييرا في شكل المجتمع والنهوض به في مواجهة مشكلاته والحد منها، والوصول إلى النمو الحضاري من خلال مواكبة التغييرات التكنولوجية المستمرة، ومن خلال الترابط بين نظريات العلم وتطبيقاته، وتوظيف ذلك لخدمة المجتمع.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم؛ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:-
معالي وزير التربية والتعليم – بمملكة البحرين - الأستاذ الدكتور ماجد بن علي النعيمي
أصحاب المعالي والسعادة، الضيوف الكرام بمختلف مسمياتهم وألقابهم العلمية والمهنية
سعادة الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي، رئيس جامعة الخليج العربي
الزملاء والزميلات الأساتذة الأجلاء والحضورالكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
الحضور الكريم: لقد أضحت قضيايا تطور التعليم الجامعي وما قبل الجامعي من القضايا العصرية بالغة الأهمية والتعقيد، وستشهد العقود القادمة إستخداماً مكثفاً لأساليب مختلفة للتعليم والتعلم. وقد ظهر ذلك جلياً في توظيف تكنولوجيا التعليم وتقنية التعليم الكتروني في كافة مراحل التعليم والتدريب. وتعتبر تقنية التعليم الإلكتروني من منظومات التعلم التي تثري العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات ونقل أثر التعلم إلى مواقف حياتية حقيقية، كما أن التعليم الإلكتروني يمثل بيئة تعليمية تفاعلية تؤمن للمتعلم التفاعل النشط مع جميع مصادر التعلم التي تؤدي لتحقيق الأهداف. إن هذه التقنية تجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم، حيث تستخدم أحدث الطرق والتقنيات في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد نظم الحاسوب ووسائطها التخزينية وشبكاتها المختلفة. ولقد أد التطور السريع في مجال تقنية المعلومات والإتصال إلى ظهور أنماط جديدة للتعلم والتعليم، مما أدى بدوره لترسيخ مفهوم التعليم الذاتي والتعلم المستمر؛ إذ يمكن للمتعلم أن يتابع تعلّمه حسب جهده وقدرته وسرعته وفقاً لما لديه من خبرات ومهارات سابقة.
تضم تطبيقات التعلم الإلكتروني التعلم عبر الإنترنت وبيئات التعلم الافتراضية، والتعلم بواسطة الهاتف النقال، والتعلم عن طريق الأقمار الصناعية، والتعلم عبر مؤتمرات الفيديو التفاعلية بأنواعها وأشكالها المختلفة. ويتم تقديم محتوى الدروس عبر الإنترنت من خلال تصميم برامج التعلم إلكترونياً عن طريق الوسائط المتعددة التفاعلية وتقديمها عبر شبكات الحاسوب ونظم إدارة المعلومات مثل بيئة Blackboard المستخدمة بجامعة الخليج العربي. إن كل مؤسسة تعليمية ترغب في الإفادة من تقنية التعلم الإلكتروني عليها أن تؤمن كافة المتطلبات من عدة وعتاد Software) (Hardware &بدءاً بالتجهيزات التقنية وإنتهاءاً بتامين الكادر المختص في تطوير الحلول الإلكترونية، وهو ما أهتمت به جامعة الخليج العربي وما يُمارس حقيقةً ببرنامج التعليم والتدريب عن بعد بكلية الدراسات العليا الذي يهتم بإعداد الكوادر المؤهلة والمختصة في تجهيز وتصميم وتطوير وإدارة وتقييم الحلول الإلكترونية والحلول المدمجة لكافة مشكلات التعليم والتدريب البشري.
وتكمن أهمية التعلم الإلكتروني في زيادة إمكانية التواصل والتفاعل بين الطلبة فيما بينهم، وبينهم وبين المدرسين والمحتوى التعليمي والمؤسسة التعليمية. ويساهم ذلك في تبادل وجهات النظر وتحقيق ما يعرف بالتعلم البنائي، والإحساس بالمساواة، وسهولة الوصول إلى المعلم، وإمكانية جعل المناهج متاحة طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع 7 أيام، وخلال ال 24 ساعة، الأمر الذي يجعل الطالب يتعلم متى ما شاء وكيفما شاء، وبذلك يتم تقليل الأعباء الإدارية بالنسبة للمعلم، وتقليل حجم العمل في المؤسسة التعليمية. وكل ذلك يقود لتقليل كلفة التعليم وتجويد مخرجاته النهائية والتعجيل بها وبالتالي يسهم في دفع عجلة الإنتاج وتطور الأمم.
تشيرالإحصائيات الدولية والإقليمية والعالمية إلى إنتشار تطبيقات التعليم الإلكتروني بدور ومؤسسات التعليم العالي؛ وتؤكد إحصائيات العام 2002م بالولايات المتحدة الأمريكية أن هنالك 10% من الطلاب درسوا عن بعد موظفين في ذلك تقنيات التعليم الإلكتروني، وفي العام 2009 بلغت إحصائية الطلاب الذين درس كل منهم مقررا واحداً -على الأقل- عبر التعيلم الإلكتروني والتعلم عن بعد حوالي % 20، وأن 753640 طالباً تسجل في مقررات التعلم عن بعد التي تدرس إلكترونياً خلال العام اللأكاديمي 1994-1995م. وقد شهدت السنوات الفائتة التوسع في فتح الجامعات ودور التدريب التي توظف تقنيات التعليم الإلكتروني المختلفة وتتبنى سياسات التعلم عن بعد. وتأتي الجامعة البريطانية المفتوحة في طليعة النماذج العالمية للجامعات المفتوحة التي تهتم بتوظيف التعلم الإلكتروني وفلسفة التعلم عن بعد، كما تمثل الجامعة العربية المفتوحة التي مقرها دولة الكويت، والتي تنتشر فروعها في معظم الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية وسلطنة عمان مثالاً للجامعات الأقليمية المفتوحة التي سارت على ذاك النهج.
وقد تبنت معظم الجامعات المقيمة توظف تقنيات التعلم الإلكتروني بغرض مساندة نظمها التعليمية وإثراء مصادرها ونشاطاتها التعليمية وتعزيز سبل التواصل بين الدارسيين والمعلميين، وهو توجه أصبح يمثل أحد مؤشرات الجودة الشاملة في التعليم العالي. وتعتبر جامعة الخليج العربي من الجامعات الإقليمية الرائدة في هذا المجال، إذ لم يقتصر إهتماما في دمج مواد التعليم الإلكتروني في نظمها ونشاطاتها التعليمية فحسب بل تعداه لتأسيس برنامج للدراسات العليا يمنح درجتي الدبلوم العالي والماجستير في التعليم والتدريب عن بعد في العام 2004/2005م، ويخطط لمنح درجة الدكتوراه في التعلم الإلكتروني بإستضافة كرسي جلالة الملك حمد للتعلم الإلكتروني. ويهتم البرنامج بتدريب المختصين في تطوير مواد التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد، فقد منحت جامعة الخليج العربي خلال السنوات الفائتة درجة الدبلوم العالي لعدد (5) دارسين ودارسة ومنحت درجة الماجستير لعدد(63) دراساً ودراسة من جميع دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية، ويدرس حالياً بالبرنامج حوالي(47) دارساً ودارسة جميعهم من دول مجلس التعاون الخليجي.
ويعتبر كرسي جلالة الملك حمد للتعليم الإلكتروني –حفظه الله – نقلة نوعية في مجال التعليم الإلكتروني تقدمها جامعة الخليج العربي بغرض التوسع في النشاطات التدريبية والبحثية. إن المكاسب الحقيقية لجامعة الخليج العربي من إنشاء كرسي جلالة الملك حمد للتعلم الإلكتروني ستكون في مجالات رفع القدرات المهنية للعاملين في الحقل التربوي من التربويين والمدرسين والإدارات التعليمية وبالتالي الاحتفاظ بهم في أماكن عملهم مما يسهم في تحقيق أهداف التوجه الحضاري لمجتمع دول مجلس التعاون الخليجي في توفير التعاملات القائمة على الحلول الإلكترونية بدءاً من الحكومة الإلكترونية التي ابتدرتها مملكة البحرين ومشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل القائمة على تقنية المعلومات والتعلم الإلكتروني، وانتهاءاً بتلك المعاهد ودور التدريب العاملة في ميدان التعليم والتدريب ونشاطاته الرامية لتطوير القوى البشرية التي تعتبر رأس المال الحقيقي وأساس التنمية في كل بلاد العالم. كل ذلك بهدف توفير وتعزيز فرص التعليم المستمر والتنمية المهنية المستدامة في أماكن العمل الأمر الذي سيعمل على جذب موظفين جدد لسوق العمل بالمنطقة ويجعل الموظفين من ذوي الكفاءة العالية بفضلون البقاء بأماكن عملهم فهنيئا لجامعة الخليج العربي بهذا الإنجاز.
ألتمس إذناً لإختتام حديثي برفع وافر الشكر وأسمى آيات التقدير وفائق التبجيل لراعي جيل المستقبل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -ملك مملكة البحرين المفدى على مكرمات جلالته السخية في مجال التعليم نسأل الله تعالى أن يديم جهوده في خدمة العلم والمعرفة والإنسانية جمعاء، كما أن الشكر موصول لمعالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور ماجد بن علي النعيمي– راعي الحفل ولسعادة رئيس الجامعة الموقر الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي على حُسن المؤازرة وكل من أضاف جهداً ساهم في إنجاز هذا العمل، ولكم حضورنا الكريم على فضل المشاركة.
أدام الله عليكم نعمة السلم والسلام والأمن والأمان والصحة والهناء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً