العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ

الاستفراد بالوطن

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو أن جماعة المتمصلحين من الوضع القائم، بعد أن استولوا على ما يمكنهم الاستيلاء عليه من مناصب كان يشغلها أفرادٌ من طائفة أخرى، بحيث أصبح السواد الأعظم من المسئولين في المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية من تيارات سياسية وفكرية ذات صبغة واحدة، بدأوا الآن في الاستيلاء على المناصب التي يشغلها أفراد من طائفتهم نفسها، لكن ممن لا يشاركونهم أفكارهم الإقصائية. فالغنائم التي حصلوا عليها خلال الفترة المكارثية البحرينية لم تعد تكفيهم، كما أن هذه المغانم لم تصل حتى الآن إلى جميع أتباعهم ومريديهم.

ولذلك بالنسبة إليهم، لابد من الحصول على المزيد من الغنائم حتى وإن كانت على حساب أبناء طائفتهم، بشرط ألا يكونوا من التابعين.

في الفترة الأخيرة، حصلت بعض التغيرات في مؤسسة شبه رسمية وتم استبدال أحد الرؤساء المشهود لهم بالكفاءة والانضباط والمسئولية، وإحلال محله رئيسة للقسم الذي كان يديره، لمجرد أن هذا الرئيس ليس من المحسوبين على تيار معين، وليس لديه ظهر يسنده، في حين أن من حلت مكانه لها أكثر من جدار تستند عليه. كما يتم الحديث عن قصص مشابهة في عدد من المؤسسات الرسمية، كما اتَّهم مجلس بلدي العاصمة الجهاز التنفيذي (بلدية المنامة) بـ «مخالفات قانونية شابت توظيف 14 موظفاً في البلدية»، من دون أن يتلقى المجلس البلدي أية مستندات بخصوص الإجراءات التي اعتمدها الجهاز التنفيذي في عمليات التوظيف أو أن يعلن هذه الوظائف.

ما يحدث الآن من الاستيلاء على الوظائف العامة والمؤسسات الرسمية والأهلية لأطراف محددة؛ لا يمكن إلا أن يجُرَّ البلاد إلى المزيد من الفساد المالي والإداري، والمزيد من التراجع والتخلف. فلا يمكن أن تحكم البلاد من قبل طرف أو تيار واحد من دون أن يقدّم مصالحه على مصلحة الوطن، ومن دون أن يحاول إقصاء الجميع ليظل هو المهيمن الوحيد وصاحب القرار الأوحد.

لنا أن نتخيل البحرين بعد خمس سنوات من الآن حين يتحكم طرف واحد ذو أفكار رجعية بجميع مفاصل الدولة، وكيف سيكون الوضع حينها، عندما يسيطر هذا الطرف على مجلس النواب والمجالس البلدية والمناصب العليا في الدولة والجمعيات الأهلية.

هذه الفترة أصبحت لمن يسمون بتجار الحرب؛ فترة اغتنام الفرص والوصول إلى المراكز العليا والغنى والشهرة، كل ذلك يحدث في غفلة من البعض وتواطؤ من البعض الآخر.

إن الاستفراد بالوطن واعتباره غنيمة حرب يحصل المنتصر فيها على جميع الغنائم في حين يعامل فيها الطرف الآخر كما يعامل الأعداء المهزومون، لا يمكن أن يبني وطناً مستقرّاً، ولا يمكن أن يعيد اللحمة الوطنية بين أبنائه أو أن يكون وطناً للجميع.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 1:16 م

      النتيجة والسبب

      خبز خبزتيه كليه ....

    • زائر 19 | 8:18 ص

      رد على 5

      يا اخي ما ذكرته صحيح و كان سائد قبل احداث 14 فبراير 2011 واتفق معك في الجزئية التي ذكرتها وهي (ويكفي أن تكون من طائفة معينة حتى تجد فرصة العمل بدءا من اختيار المعلم ).. و أكمل نيابة عنك الى اختيار موظف في وزارة الصحة- العمل - الكهرباء و غيرها.

    • زائر 18 | 5:14 ص

      بجورهم أبعدوني عن عملي قبل الأحداث ببضعة شهور

      تغلغلوا في مجال عملي رغم أنهم لا يحملون أي مؤهل يدعمهم للعمل فيه!!!! وإذا بهم يصوبوا سهام الطائفية نحو من يقف ضد فسادهم!!! فأبعدوني عن مركزي كمديرة بحجة واهية (توقيع رسالة تفيد بلدنا نيابة عن المدير العام الذي عودني كمديرة معنية بالتوقيع عنه قبل دخول الطائفيين لعملنا)!!! وعندما شكوتهم للوزير المعني تعجب أن يكون ذلك هو السبب، حيث أقنعه الطائفيون بأني طالبة التقاعد المبكر!!!!

    • زائر 17 | 5:03 ص

      من لا يقرأ الوضع جيدا يساهم في الخراب

      البعض لا يعي مدى خطورة مثل هذه الامور ولا يعرفون ماذا يشعر الطرف الآخر.
      نريد نقل مشاعرنا تجاه ما يحصل حتى يعرفوا على ماذا يراهنون.
      نحن كشعب له من الاصالة في هذا البلد ما يجعل دمه رخيص في سبيل نيل حريته وكرامته كل البلد بكل طوائفه هذا هو شعورنا، ومن يعمل على تكريس العنصرية البغيضة نقول له اقرأ احداث الدول من حولك
      جيدا فأقوى بلد مارس العنصرية نبذها مؤخرا جنوب افريقيا مثال فافهموا

    • زائر 16 | 4:45 ص

      الله يعلم مايجري وهو يمهل ولايهمل

      هل تعتقد ان الظلم يدوم؟؟؟هل تعتقد ان الله غافل عما يعمل الظلمون؟؟؟ان الله يمهل ولايهمل..انتظر وسوف ترى ماذا يفعل الله بهؤلاء..

    • زائر 15 | 4:14 ص

      مباركة من جهات عليا

      يا أخ جميل ليس ما ذكرته فقط بل هنالك أشياء أعظم إذ تجد أن جغات عليا تقوم بإستقبال هؤولاء يصفة رسمية و تبارك لهم هذا الإستحواذ و الإستئثار بدل صدهم و منعهم من هكذا أعمال

    • زائر 14 | 4:09 ص

      لا دين ولا مبدأ

      هؤلاء جماعة مبدأهم في الحياة الغاية تبرر الوسيلة هم يتصرفون وكأن ليس هناك خالق لهذا الكون فلذلك يأخذون ماأمكنهم أخذه " من حاش حاش حق أمه " لا دين ولا مبدأ

    • زائر 12 | 2:46 ص

      نعم تصرفوا كأن الوطن غنيمة لأن الواقع هو كذلك

      واقع الوطن وقبل الأحداث كان يوحي بذلك فطائفة معينة الابواب مؤصدة في وجهها اين ما ذهبت واين ما حلت. وترى بعينها خيرات وطنها وبلد اجدادها يتلاعب
      به ذات اليمين وذات الشمال وهو احق من غيره من هؤلاء المتلاعبين.
      هل هذا امر سهل اذا كان البحريني بأب عن جدود
      يعيش كالغريب على ارض وطنه ونريده ان يغمض عينه وان يضع الاحجار على بطنه ويسكت. هل نستطيع تغيير طبيعة البشر.
      لا يمكن لواقع مرير كهذا ان يخرّج لنا غير ما خرجنا به بل ولو كان الوضع في بلاد اخرى لشهدت بحارا من الدماء ولكن لطيبة شعب البحرين الامور اقل

    • زائر 11 | 2:35 ص

      عــجــبــي و ااــلــــــه

      ..........
      ممكن نقول أنه زمن الغنائم والفرص فاستغلوا الفرص . فجداركم عالي وقوي من الريدي ميكس الممتاز .
      ولكن الحكم لله هو حسبنا جميعا ونعم الوكيل .

    • زائر 9 | 2:19 ص

      نحتاج أن نتفكر: لم دائماً نحن نزرع والغير يحصد؟

      لم نحن نتعرض للتعذيب والانتهاكات والآخر يأكلها باردة مبردة؟

    • زائر 8 | 2:11 ص

      --

      نعم يوظفونهم ومن فئة معينة وبرواتب كبيرة ولاندري كيف تستمر رواتبهم في الارتفاع مستقبلا مما يشكل عبئا على الشركات
      ملاحظة :هذا من الفساد الاداري والفساد الاداري أشد من الفساد المالي

    • زائر 7 | 2:06 ص

      الفساد الإداري

      اقتطافا من المقال:ما يحدث الآن من الاستيلاء على الوظائف العامة والمؤسسات الرسمية والأهلية لأطراف محددة؛ لا يمكن إلا أن يجُرَّ البلاد إلى المزيد من الفساد المالي والإداري، والمزيد من التراجع والتخلف.
      التعليق:نعم أنا في إحدى الشركات الكبرى يتم توظيف العديد ومن طائفة معينة وبغض النظر عن الكفاءة يتم توظيفهم برواتب أكثر حتى من المتواجدين في العمل و لهم خبرات طويلة ويمارسون نفس الوظيفة

    • زائر 6 | 2:05 ص

      هذا واحدة من االأمور التي توسع الهوة بين الطوائف وتخلق الحقد

      رغم طيبة شعب البحرين فهو ليس بمعصوم ويبقى بشر كباقي البشر والحرب عليه بهذه الصورة سوف تجر الى امور سيئة على الجميع ليس على طائفة دون اخرى فالاحقاد ان زرعت استئصالها صعب مستصعب خاصة وان هناك من يذكي نار الفتن
      ويؤججها كأنهم ابليس يطيرون فرحا عندما تنشب الفتن وقدر لمسنا هذا من البعض.
      نقول اتقوا الله فإنكم مساءلون عن ما اوقدتم من نار الفتن وان كثيرا من الذنوب تغفر الا ما اذكي من الفتن طالما بقيت الفتنة التي تسبب بها ما اججها سيحمل وزر أوارها حتى تنطفيء

    • زائر 5 | 1:30 ص

      مشاخيل

      ياأباخالد لقد أبتلى وطننا بفكر طائفي فئوي استحواذي على كل مقدرات ا لأمور في الوطن ويكفي أن تكون من طائفة معينة حتى تجد فرصة العمل بدءا من اختيار المعلم حتى ........ ، لذلك نأمل بمبادرة جادة وفعالة وقوية تقدر المسؤولية وتخرج البلاد من براثن ومآسي الوضع الراهن .

    • زائر 4 | 1:29 ص

      لاحظ سترى الشبه في انهم متأسلمون ومن اصول واحدة ولم تكن لهم قيمة قبل 10سنوات لكنهم هم المتمكنون من مفاصل التوظيف والترقية في اغلب المؤسسات الحكومية والخاصة والوزارات

      هذا مايحدث هو سيطرة فصيلان من الجماعات المتأسلمة لقرار التوظيف والترقية والتعيين في اغلب الوزارات والمؤسسات الخاصة والحكومية كل ذلك يحدث تحت مرىء ونظر الجميع .واقول ايها الكاتب المحترم انظر لادبياتهم في الوقت الحاضر في اي نقاش فاول كلمة لولا موقفنا لسقطتم فنحن اصحاب الفضل عليكم وقد بدأت اذرعهم بالضرب ولك بمواقفهم من وزيرة الثقافة والبيان الذي وزع ضد زيارة ولي العهد للسنابس خير دليل على قوتهم وستدفع الجهات التي سهلت لهم امر التسلط الثمن لانهم فقط منتمين لاصول واحدة وهذا مايهمهم ومايسعون له معروف

    • زائر 3 | 1:25 ص

      سينقلب السحر على الساحر

      تلك مما صنعته أيديهم وغدا ينقلب السحر على الساحر


      الى كل لسان صامت عن الحق وكل قلم وكل يد وكل مال وكل احساس بعظم المسؤولية

      .........

    • زائر 2 | 1:03 ص

      يامحاري ابشر فان مابني على باطل فهو باطل

      كلما امر على دوار مجلس الوزراء الكويتي اقراء الجمله المفيده المكتوبه بخط واضح عريض على بوابة المجلس
      لو دامت لغيرك ما وصلت اليك . هذا الوضع القائم الان على الغاء صبغه مجتمعيه اصيله وعريقه عراقه البلد لايمكن ان تدوم طويلا فلابد للليل ان ينجلى ويشرق صبح جميل جديد لا تجد فيه الا وجوه اهل البحرين المشرقه كشروق شمس الديره كثير من الكراسي في كثير من الوزارات والشركات تلفظ الجالسين عليها بل تسبب لهم حساسيه مفرطه ...........الوضع القائم جزء من منضومه ترقيعيه استدامتها مستحيله.ديهي حر

    • زائر 1 | 12:45 ص

      غنائم

      لو استطعنا ان نجمع الاحداث المشابهة للتي ذكرتها في مقالك لاستطعنا تأليف مجلدات ، ولكن ليكن الجميع على يقين فكل المخالفات الادارية من فصل وإقصاء الكفاءات والخبرات ستعود على الدولة بالسالب عندما يتم توظيف من هب ودب في وظائف تحتاج الى تخصص وكفاءة عالية فماذا سيحصل ؟ انظر الى المستشفيات والمراكز الصحية فبعد تلك الكوادر المشهود لها لم نعد نرى غير ........... وكذلك المدارس وغيرها من مؤسسات الدولة اصبح التميز هو اخر معيار التوظيف بل الولاء والمحسوبية والطائفة هي المعيار الوحيد .

اقرأ ايضاً