العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ

الربو

نهاد نبيل الشيراوي comments [at] alwasatnews.com

استشارية العناية المركزة والأمراض الصدرية

الربو مرض صدري مزمن يصيب الشعب الهوائية الصغيرة والمتوسطة التي تنقل الهواء من وإلى الحويصلات الهوائية داخل الرئتين. تكون الشعب الهوائية في مريض الربو شديدة الحساسية لعوامل معينة تسمى «المهيجات» أو «المحفزات». عند إثارتها بهذه المهيجات، تلتهب مجاري التنفس وتنقبض عضلاتها ويزيد إفراز المخاط فيها ما يؤدي إلى إعاقة التدفق الطبيعي للهواء. تسمى هذه النوبة (نوبة الربو) والتي تتراوح شدتها بين الخفيفة التي يمكن علاجها في المنزل إلى الشديدة جداً والتي تستلزم دخول قسم العناية المركزة.

تختلف أعراض مرض الربو الشعبي من مريض إلى آخر، ويمكن أن تشمل الأعراض التالية: صعوبة في التنفس، انقباض في الصدر، وجود صوت صفير مع التنفس (أزيز)، سعال قد يصاحبه زيادة في إفراز المخاط. قد لا تتضمن كل نوبة ربو جميع هذه الأعراض معاً. ففي بعض المرضى تأتي نوبة الربو على هيئة ضيق في التنفس مصاحب بسعال وفي البعض الأخر يكون السعال فقط هو الميزة الرئيسية للربو. في معظم الحالات لا تكون هذه الأعراض بالحدة الكافية لكي تجعل المريض يتوقف عن نشاطه العادي لكن في بعض الأحيان تكون الأعراض شديدة بالدرجة التي تعوق المريض عن الذهاب للمدرسة أو العمل أو القيام بممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني. إذا ما تعرف المريض على بعض الأعراض المبكرة التي تحدث عند بداية النوبة، قد يتمكن من منع حدوث الأزمة أو على الأقل منع حدوثها بشكل خطير. تتضمن هذه العلامات:

- سعال مستمر وخاصة أثناء الليل.

- ضيق في التنفس عند القيام بمجهود بسيط.

- الشعور بضيق في التنفس، سعال أو أزيز عند ممارسة الرياضة.

- تغير في سهولة عملية الزفير.

- وجود أعراض نزلة برد (عطس، سيلان في الأنف، احتقان في الحلق).

يمكن أن يصاب بالربو أي إنسان حيث يوجد ملايين المصابين حول العالم بصرف النظر عن العرق والجنس والسن. يعتبر الربو مرضا غير معدٍ لكن وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض. تكثر الإصابة بالربو أيضاً لدى الأشخاص المصابين بأنواع أخرى من الحساسية مثل حساسية الأنف أو الجلد أو التحسس لنوع معين من الطعام. عادة ما يحدث الربو عند الأطفال والأشخاص البالغين في العقدين الثاني والثالث من العمر، لكن هذا لا يعني أنه لا يصيب الكبار في السن ممن هم فوق الأربعين.

يتساءل الكثيرون عن مسببات نوبة الربو، والجواب هو أن الربو يحدث نتيجة لتعرض الشعب الهوائية الحساسة أصلاً لبعض المحفزات ما يؤدي إلى حدوث النوبة. ومن المحفزات الشائعة:

- ريش أو شعر الحيوانات.

- عث الغبار (يوجد أيضاً في السجاد ومكيفات النوافذ التي لا تنظف دورياً).

- غبار الطلع.

- الأطعمة مثل الفول السوداني والسمك والمحار والبيض.

- المثيرات في الهواء: دخان التبغ من السجائر أو السيجار أو الغليون أو النارجيلة (الشيشة).

- دخان الشوي بالفحم.

- رائحة الطلاء والوقود.

- الملوثات مثل عوادم السيارات ومداخن المصانع.

- الطقس: الهواء البارد والجاف والرطوبة العالية أو التغيرات المفاجئة بالطقس.

- المواد المهيجة: البخاخات (الإيروسول spray/aerosol) والغبار والأبخرة من منتجات التنظيف.

- الالتهابات الفيروسية مثل الزكام/ الرشح، الانفلونزا، التهابات الحلق والجيوب الأنفية.

- التمارين الرياضية: ويمكن أن تحدث لدى كل الأشخاص المصابين بعد أداء تمارين رياضية عنيفة لمدة 5 دقائق على الأقل. أما الألعاب الرياضية مثل السباحة فهي أقل المهيجات للربو، بينما الجري لمسافات طويلة وكرة القدم عادة ما تؤدي إلى حدوث نوبة الربو عند المعرضين للإصابة.

- التغييرات العاطفية: الضحك والبكاء والخوف والصراخ.

- بعض العقاقير مثل: الأسبرين، Beta Blockers.

إن معرفة هذه المحفزات يساعد المريض على تجنبها ما أمكن وذلك للتقليل من فرصة حدوث نوبة الربو، وإن كان بعضها من الصعب جداً تجنبه تماماً.

هناك العديد من الطرق التي يستخدمها الأطباء لتشخيص مرض الربو. الطريقة الشائعة هي معرفة التاريخ المرضي والفحص السريري. في بعض الأحيان يحتاج الطبيب لأن يجري اختبار لكفاءة الرئة وهو فحص يقوم بقياس كمية وسرعة الهواء الذي يخرج من الرئة عن طريق النفخ في أنبوب متصل بجهاز خاص، كما يمكن للطبيب أن يطلب إجراء فحوصات أخرى كفحص الحساسية.

يهدف علاج الربو إلى التخلص إلى من أعراض الربو خلال الليل والنهار، التحرر من أي قيد على النشاط اليومي، عدم الاضطرار للتوجه للطوارئ، التخلص من الاستخدام المتكرر لموسعات الشعب الهوائية والحصول على أفضل قياس لقدرة الهواء. يعتبر البخاخ أهم طريقة لإعطاء أدوية الربو لأنه يوصل العلاج مباشرة إلى الرئتين من دون التعرض للأعراض الجانبية للعقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد. تنقسم الأدوية التي تستخدم لعلاج الربو إلى:

- موسعات الشعب الهوائية قصيرة الأمد (مثل الفنتولين): والتي تستخدم عن الشعور بالأعراض كالسعال أو ضيق التنفس. توجد موسعات الشعب على شكل بخاخ أو رذاذ ويعتبر البخاخ هو الطريق الأمثل لاستخدام مثل هذه الأدوية شريطة أن تكون طريقة الاستخدام صحيحة.

- موسعات الشعب طويلة الأمد (مثل السيريفنت): وتستخدم في بعض حالات الربو التي تتكرر فيها النوبات بشكل متعدد خلال الأسبوع.

- بخاخ الكورتيزون: وهو العلاج الذي يجب أن يستخدم بشكل يومي مستمر حتى وإن كانت الأعراض غير موجودة وذلك لأنه يعمل على الحد من الالتهاب المسبب للربو. يتخوف العديد من المرضى من استعمال بخاخ الكورتيزون ظناً منهم أنه يؤدي إلى الأعراض الجانبية المعروفة للكورتيزون مثل السكر وهشاشة العظام، لكن استخدام الكورتيزون عن طريق البخاخ لا يؤدي إلى تلك الأعراض لأن النسبة التي تمتص إلى الدم تكاد لا تذكر. إن مضار البخاخ محدودة جداًً وتنحصر في حدود بحة في الصوت وبعض الالتهابات الفطرية في الفم والتي يمكن الحد من حدوثها عن طريق مضمضة الفم بالماء بعد استخدام بخاخ الكورتيزون.

- أقراص الكورتيزون: والتي يتم استخدامها عند حدوث نوبة الربو الحادة فقط.

يعتبر البخاخ هو الوسيلة الأمثل لعلاج الربو لأنه سريع المفعول، يساعد على وصول الدواء مباشرة إلى القصبات الهوائية، كما أن تركيز الدواء وجرعته في البخاخ أقل من تلك في الأقراص وبالتالي فرصة التعرض للأعراض الجانبية تكون أقل. ومن أنواع البخاخات:

- البخاخات أحادية الجرعة (Metered dose inhalers).

- البخاخ ذو القرص (Diskhaler).

- البخاخ التربيني عديد الجرعات (Turbohaler).

هناك عدة قواعد للسيطرة على الربو:

- التعرف على منبهات الربو ومهيجاته وتفاديها.

- تناول الدواء طبقاً للإرشادات.

- مراقبة والتنبه لوقوع النوبة مبكراً.

- معرفة ما يلزم عمله في حالة ازدياد نوبة الربو.

- عدم التدخين وعدم التواجد في الأماكن التي ينبعث فيها الدخان.

- مسح الغبار بقطعة قماش مبللة أثناء التنظيف حتى لا يتطاير ويسبب الحساسية.

- غبار الطلع: يحمل الهواء غبار الطلع في مواسم تلقيح الأشجار والأعشاب والزهور ونظراً لعدم إمكانية تجنب غبار الطلع، من الضروري تناول العلاجات الوقائية بانتظام للوقاية من آثاره.

- تجنب الإفراط في مشاعر الإثارة أو الإحباط.

- تلوث البيئة: من المعروف على نطاق واسع أن تلوث البيئة سواء كان في موقع العمل أو المعيشة يثير أزمات الربو. وكما هو الحال بالنسبة لغبار الطلع يصعب تجنب تلوث البيئة ما يستدعي تناول العلاج بانتظام.

- عدم الإفراط في التمارين الرياضية وخاصة في الجو البارد والجاف.

- تعتبر السباحة رياضة جيدة بالنسبة لمرضى الربو.

- الحرص دائماً على تناول العلاج قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية.

- البخاخ الواقي (المانع) لابد أن يستخدم بانتظام أما البخاخ الموسع للشعب الهوائية يمكن أن يستخدم عند حدوث أعراض الربو.

- إذا لم يستخدم البخاخ بطريقة سليمة، فإن الفائدة المرجوة منه تكون محدودة، لذلك ينبغي سؤال الطبيب عن طريقة استخدام البخاخ.

- هناك تخوف عند كثير من الناس من أن يعتادوا على البخاخ لذلك ينبغي معرفة أن الربو مثل أي مرض مزمن يحتاج علاجه إلى فترة طويلة أو دائمة، فالاستمرار على البخاخ يكون بسبب تهيج الشعب الهوائية وليس بسبب استخدام البخاخ.

- استخدام بخاخات الربو أثناء الحمل أو الرضاعة على درجة كبيرة من الأمان.

إقرأ أيضا لـ "نهاد نبيل الشيراوي"

العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 3:14 م

      تعليق

      لا استطيع الا ان اشد علي يد الدكتورة الفاضله و الإنسانه الرائعة نهاد الشيراوي و ان شالله دوم هالطله البهيه

    • زائر 15 | 12:45 م

      اهلاااا

      نشكرك دكتورة مع العلم أنني مريضة بالربو و أتعب كثيرا في الجو المغبر و لكني فرحت كثيرا عندما رأيتك كاتبة مقال فسدد الله خطاك

    • زائر 14 | 9:24 ص

      هلا بدكتورتنا

      هلا بتاج راسنا الدكتورة نهاد ،صدقيني ما ننسا وقفتش طول عمرنا.
      نورتي الوسط بمقالتش

    • زائر 13 | 5:25 ص

      Welcome Back!!

      Hi there,Dr.Nouhad,Welcome back,Good to see you again!god bless you and your family.

      Abu wessam

    • زائر 12 | 4:09 ص

      شكراً جزيلاً دكتورة

      معلومات مفيدة جداً تعرفنا على أعراض مرض الربو وكيفية الوقاية منه، الله لا يحرمنا من علمك وتعليمك الله يوفقك.

    • زائر 11 | 3:57 ص

      شكرًا لك دكتورة

      كنت محتاج الى هذه المعلومات القيمة جداً فأنا أعاني جميع الأعراض التي ذكرتيها
      حقاً شكرًا لك يا دكتوره

    • زائر 10 | 3:27 ص

      ال الشيراوي

      تحية لكم جميعا وتحية خاصه للدكتوره ولوالدها ولوالدتها فقد خدموا البحرين بعلمهم وبمحبتهم للجميع. شكرا دكتوره

    • زائر 9 | 3:22 ص

      من محفزات الربو الخاصة بالبحرين

      أدامك الله يا دكتورة لخدمة الناس وشرفك في الدنيا والآخرة

      بس قائمة محفزات الربو ناقصة الغازات الخانقة التي تغرق فيها القرى

    • زائر 8 | 3:05 ص

      1000 يا هلا

      والله هلا بهالطلعة الجميلة ، والابتسامة المنورة .فنحن بقدر ماهمنا طوال غيابك فنحن سعداء بوجودك وطرحك لمثل هذه المواضيع المفيدة .
      فمع كونه أول موضوع كما أعنقد إلا أنه جوهري والجميع بحاجة للاستفادة منه .
      وإن شاء الله دوم يارب . أكرر شكرا لك ، شكرا لك .

      م / الـــــــــــــــــبـــــــــــــــــلادي

    • زائر 6 | 2:50 ص

      الى المزيد

      لقد شعرنا بفرح عارم عندما قرأنا هذه السطور من الدكتوره نهاد الله يحفظها ذخر لنا كل البحرينيين

    • زائر 5 | 1:56 ص

      حفظك الله

      حفظك الله ورفع من شأنك ايتها الانسانة بكل ما تعنيه الانسانية من كلمة.

    • زائر 4 | 1:16 ص

      اشرقت وانورت

      وعد ان اخذ العائله فرد فرد لعيادتك عن قريب ترى كلهم يمشون ببخاخات . لا غابت هالطله البهيه يبنيتى...ديهي حر

    • زائر 3 | 12:48 ص

      منورة دكتورة

      يا محلا هالطل ولا غاب هالصوت"الموضوع المفيد"نتمنى نجوف لج بصمه بالجريدة وتفيدين الناس بالمواضيع الصحية.

    • زائر 1 | 11:28 م

      طلة جميلة جداً للدكتورة المخلصة نهاد

      ما أجمل هذه الطلة للدكتورة المخلصة نهاد الشيراوي والتي افتقدناها لمدة طويلة نتمنى لك التوفيق والإستمرار بعرض المقالات الطبية المفيدة، وأن تعطي وتتفاني في خدمة وطنك كما كنت ولا زلت أخت عزيزة وطبيبة إنسانة كريمة ندعوا لك دائما بالتوفيق والسعادة.

اقرأ ايضاً