العدد 3520 - الخميس 26 أبريل 2012م الموافق 05 جمادى الآخرة 1433هـ

المنبر التقدمي .... لا تنكر دمك

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يعقد المنبر التقدمي الديمقراطي اليوم (الجمعة) مؤتمره العام لانتخاب لجنة مركزية يتم من خلالها انتخاب مكتب سياسي، ومن ثم الأمين العام للمنبر، في ظروف مرحلية صعبة يمر بها الوطن، ألقت بظلالها الثقيلة على المنبر بشكل يفوق جميع التنظيمات السياسية في البحرين.

لا يمكن إنكار أن التنظيم اليساري والوريث الشرعي لأول تنظيم سياسي في البحرين وهو جبهة التحرير الوطني البحرانية التي تم تشكيلها في العام 1955 يمرّ في الفترة الحالية بمنعطف صعب لا يمكن التكهن بنتائجه بشكل مسبق حتى وقبل انعقاد مؤتمره العام بعدة ساعات.

كما لا يمكن إنكار تأثر المنبر بما أفرزته الساحة السياسية من انقسام طائفي بغيض خلال السنة الماضية، ولكن كيف يمكن تفسير أن التنظيم السياسي اليساري الذي لا يعترف بالفروقات المذهبية والدينية، كان هو الأكثر تضرراً من الانقسام الطائفي الذي حدث في البحرين؟ بحيث ظهر الاختلاف في وجهات النظر بين الأعضاء من الطائفتين بشكل حاد هدّد كيان هذا التنظيم بشكل جدي، ما اضطره إلى الخروج من التحالف السداسي الذي يجمع أغلب التنظيمات السياسية المعارضة، بالإضافة إلى تحفظه على التوقيع على وثيقة المنامة التي تطرح رؤى القوى المعارضة للخروج من الأزمة الراهنة.

بداية فإن تأثر المنبر بالأطروحات الطائفية ينبع من أن المنبر أحد التنظيمات النادرة في البحرين التي تجمع في تشكيلتها أعضاء من الطائفتين الكريمتين، بخلاف السواد الأعظم من التنظيمات أو الجمعيات السياسية التي تقتصر عضويتها على طائفة واحدة، وهي بذلك تكون بعيدة تماماً عن النزاع الطائفي بين أعضائها.

كما أن الاختلاف في تحليل الوضع الراهن ومدى واقعية الطرح الذي يتبناه الشارعان السني أو الشيعي لابد أن يخلق طرحاً مختلفاً لدى المنتمين إلى التيار الديمقراطي من كلا الجانبين، يكون في العادة أكثر اعتدالاً وواقعية، ومع ذلك لا يمكن إغفال التأثيرات النفسية والعاطفية التي تفرض عليه أن يكون مرتبطاً ببيئته الاجتماعية، حتى وإن كان مختلفاً مع طرحها في الكثير من الأمور التي قد تبدو في هذه المرحلة أموراً هامشية في ظل ما يراه الشارعان من أن القضية أصبحت الآن قضية مصيرية، لا يمكن حلها إلا بالانتصار تماماً على الطرف الآخر!

في مقابلةٍ أجريتها مؤخراً مع الأمين العام للمنبر التقدمي حسن مدن ولكن لظروف الوضع الحالي لم يتم نشرها، يشير مدن إلى أن «كل موقف سياسي تتخذه عليك أن تدفع ضريبته، وإذا انطلقت من الرغبة في إرضاء الجميع فإن ذلك لا يمكن، يجب عليك كتنظيم أن تتخذ الموقف الذي ينسجم مع قناعاتك ومع طبيعة بنيتك التنظيمية والفكرية، وتسعى لإقناع الجمهور بهذا الموقف، وكما في أي عمل سياسي فإن ذلك يحتاج إلى وقت وجهد».

ويؤكد مدن أن «الأزمة الأخيرة التي حدثت في البحرين كشفت عن خلل جوهري في هذا الجانب، وهو أنه في لحظة الانقسام الطائفي العميق في البلد لم يجد المجتمع قوةً تطرح نفسها ممثلة للطائفتين، إذ تخندق الجميع في طوائفهم، ولو تنبه التيار الديمقراطي لذلك وكما كنا ندعوه دائماً لأن يكون قطباً مستقلاً لا يمنع تنسيقه مع القوى الأخرى، لكان هو الوحيد المؤهل لأن يطرح هذا الطرح المنفتح على كل مكونات المجتمع البحريني، ولكان في تلك اللحظة هو الملاذ الذي يمكن أن تلجأ إليه كل الشرائح والأفراد العابرين لطوائفهم والباحثين عن إطار أو خط سياسي وطني يمثلهم».

لقد ظل المنبر التقدمي طوال تاريخه مدافعاً أميناً عن العدالة والحق والديمقراطية وحقوق الإنسان، حتى وإن اختلف أحياناً مع باقي القوى المعارضة.

كل ما أتمناه أن يواصل المنبر هذا الطريق، ولا نضطر في يومٍ من الأيام أن نذكّره بما قاله الشاعر مظفر النواب:

«كيف يحتاج دمٌ بهذا الوضوح

إلى معجمٍ طبقي لكي يفهمه

أيّ... يسارٍ كهذا

أينكر حتى دمه».

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3520 - الخميس 26 أبريل 2012م الموافق 05 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 12:15 م

      bahraini

      THE DEMOCRACY BUILD ON RESPECT ONE TO ANOTHER !! ARE WE READY FOR THAT ?? THANKS

    • زائر 17 | 7:11 ص

      تريد ان تبني وطنا ناجحا فإبعده عن المنزلقات الطائفية

      الحكيم الذي ينظر بعين ثاقبة لا يسمح لطفأنة المجتمع ودخول التيارات الطائفية مؤسسات الدولة بطائفيتها يجب ان تترك الطائفية جانبا وان تمارس طقوسها بطرق سليمة دون ان تتفشى في داخل اروقة المؤسسات والوزارات.
      اما اذا حصل ما هو حاصل التوظيف على الهوية المضايقات على الهوية فإن ذلك يؤسسف لانفجار
      اجتماعي ونحن في بدايته إن لم تتدخل يد وتنقد
      البلد والله يستر علينا

    • زائر 16 | 6:07 ص

      صوت مواطن من الرفاع ساكن في الحد

      من خلال مروري على تعليقات القراء استبشرت خيرا وانشرح صدري لما لمسته من روح ديمقراطية في الطرح ، هذا اكد لي بأن مبادئ الديمقراطية قادمة مهما واجهتها من عراقيل ، وبان لي بأن مهما اختلفنا نبقى ابناء لهذا الوطن نسعى جميعا لخيره ، فتحية الى مؤتمر المنبر التقدمي الذي يعقد في احلق الظروف متمنيا له النجاح بالتغلب على ما يواجهه مجتمعنا من صعاب المتمثل في الاصطفاف الطائفي البغيظ المناقض لمفهوم الوطن الحديث ، مرة اخرى تحية صادقة الى اخواننا في المنبر التقدمي ومزيدا من الفاعليات التي تصب في خدمة وطننا

    • زائر 14 | 5:04 ص

      كلنا مع منبر قوي

      كلنا مع منبر قوي يخرج من قوقعته وانعزاله وبياناته البالية التي أكل وشرب الدهر عليها.. حينها يرجع في لعب دوره المحوري مع اقطاب المعارضة الشريفة بعيدا عن المتملقين.

    • زائر 13 | 4:30 ص

      أخي رقم 3

      وعد فيها السنة الأشراف و يشكلون غالبية الجمعية

      و كذلك جمعية الإخاء و غيرها ... و كلهم أعضاء في السداسي ! أرجوا أن تصحوا أنت من منامتك!

    • زائر 12 | 3:12 ص

      النقد الذاتي

      اتمنى من المنبر مراجعة موقفة من الاحداث الماضية على ساحة الوطن من العام الماضي حتى الان وفق مبادئه واهدافه ومعتقداته. اعتقد بانهم يؤمنون بالنقد الذاتي لتصحيح موقفهم.

    • زائر 11 | 3:06 ص

      دعوة الى مراجعة مؤسسة لسياسات المنبر

      ان ما حدث من تجاذبات وتذبذب في المواقف من قبل بعض اعضاء المنبر لا اتصور يمت بصلة بالتخندق الطائفي بل بالتخندق المصلحي واستغالال الفرصة لتحقيق المغانم الذاتية بمختلف اطياف اتجاهاتها.
      والحقيقة التاريخية النظيف يبقى نظيف وان اختلف معك في الراي وما حدث برهن بشكل لا يحتاج الى اثبات ان من طبل للخلاف في المنبر لا يرقى الى ان يكون تحت مظلته ومن اختلف وبقى تحت مظلته على الرغم من من رؤاه المغايره هو ليس ذلك الاناني الذي يبحث عن فرصةللحصول على المغانئم
      على الرغم من ذلك ادعو المنبر الى مراجعة عميقة لمواقفة

    • زائر 10 | 2:51 ص

      اشكر الكاتب على مقاله هذا لان فيه اعتراف صريح بأنكم معارضة طائفية
      لانكم رفضتم الجمعية الوحيدة التي فيها اعضاء من السنة وتريدون منها العودة لدمها الشيعي فقط حتى تعود لركب التحالف السداسي
      لكن ان عا\دت هل يحق لها التوقيع على وثيقة منامتكم

    • زائر 9 | 2:51 ص

      كيف نتفهم مواقف بعض رموز النضال

      استاذي العزيز, نحن جميعا متاكدين وجازمين أنه لم ولن يكون هناك اى طرح طائفي من قبل المعارضه بكل اطيافها حتى المتكونه من لون واحد, فالمطالب وطنية تكفلها قوانين الامم وكل الشعوب حول العالم بما فيها الشعوب العربية والاسلامية تطالب بها, وجميعا يعرف جيدا من حرك واجج البعد الطائفي وربما نتفهم أن ينجر البعض من لديهم الحس الطائفي البغيض او من هو متمصلح من الوضع او من بالامكان شرائه, ولكن للاسف الشديد كيف نتفهم مواقف بعض رموز المعارضه الذين كرسوا شبابهم في النضال من اجل هذة الحقوق الانسانيه الرفيعه

    • زائر 7 | 2:22 ص

      دس السم في العسل

      حتى عنوان المقال طائفي بغيض
      فأنت تنكر على المنبر تخليه عن التحالف السداسي وعن التوقيع على ما يسمى بوثيقة المنامة وتريد منه العودة لدمه
      الستم معارضة ديمقراطية , لماذا تنكرون خروج المنبر من تحالفكم

    • زائر 6 | 2:19 ص

      خلق الطأفنة والطائفية كان هو الخطأ وإعادة الامور الى نصابها مكلف

      إذا خلقت وضعا طائفيا وعنصريا في بلد ما ولم يتدارك هذا الوضع ويصلح في باديء فإن استمرار مثل هذا الوضع يؤسس الى خطر قادم. وذلك ما حصل فعلا في البحرين لأن مسألة التمييز الطائفي والطبقي في البحرين نشبت انيابها في المجتمع وتفشت فيه.
      وإصلاح هذا الوضع ليس سهلا هذا إذا توفرت ارادة الاصلاح الجادة نقول إذا توفرت نية الاصلاح فإن مسألة الاصلاح في غاية الصعوبة لأن الإصلاح يتطلب المساس ببعض مصالح من تمصلح من وجود الطائفية لذلك البلد يمر بمخاص عسير والكثير يقف ضد اي عملية اصلاحية
      لان للاصلاح تبعات تمسهم

    • زائر 5 | 2:19 ص

      موقف تاريخي

      الناس تنتظر من المنبر التقدمي موقف تصحيحي على الاقل حفاظاً على مسعته وتارخه النضالي الطويل.

    • زائر 2 | 1:42 ص

      المنبر لم يكن مستعدا....

      المنبر الديمقراطي للأسف لم يكن مستعدا تنظيميا ليتحمل الضغوط, فالكثير من شخصياته الوطنية قد تآكل عليهم الزمن أو قد رحلوا, فكان لا بد من تهيئة جيل جديد وهو ما فشل فيه وبشدة, السياسة والوطنية في الشارع والكتاب وليس في أشياء أخرى ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

    • زائر 1 | 1:34 ص

      عابر القارات وعابرَ المحيطات وعبّرَ عن الحق ..

      طريقٌ .. ديموقراطي ..
      القاطع والبيّن هو أن وسط الميزان نقط واحدة لا نقطتان.
      نرى وسط ديمقراطي حرفان .. قـــــر
      بما قـــر عقلاء وحكماء اليونان لبناءالديمقراطية؟
      متى كان رأس الدواء الحمية. فان حماية الجسم لا تأتي من الرأس بل قانون يرأسه.
      ولا سبيل الا بقانون واحد، يمثل الجميع ...
      فهل مفتاح مدخل الديمقراطية يغلق أم يفتح باب السياسة؟؟

اقرأ ايضاً